تعتبر منطقة النوبارية نموذج للأراضي الجديدة لما لها من أهمية نسبية في إنتاج الخضر، حيث تمثل النوبارية المرتبة الأولي علي مستوي الجمهورية لمساحة الفاصوليا الخضراء الشتوي بمنطقة النوبارية بحوالي 25.14 ألف فدان تعادل نحو 65.2٪ من إجمالي مساحة الفاصوليا الخضراء الشتوي علي مستوي الجمهورية والبالغة حوالي 38.53 ألف فدان، وبإنتاج کلي بلع حوالي 84.4 ألف طن يمثل نحو 54% من إجمالي إنتاج الجمهورية البالغ حوالي 156.43 ألف طن لموسم الدراسة مما يشير إلي مکانة منطقة النوبارية في إنتاج محصول الفاصوليا الخضراء الشتوي، مما دفع الباحث لاختيارها لتکون مجال الدراسة 2015/2016. والمشکلة البحثية تکمن في انخفاض متوسط الإنتاجية الفدانية لمحصول الفاصوليا الخضراء الشتوي بمنطقة النوبارية حيث بلغ حوالي 3.36 طن/فدان عام 2015 إذا ما قورنت بنظيرتها ببعض المحافظات المنتجة وکذلک علي مستوي الجمهورية البالغة حوالي 4.1 طن/فدان؛ وهذا لا يتناسب مع موقعها ومکانة المنطقة مما ينعکس علي کمية الإنتاج الکلي، بالإضافة لارتفاع التکاليف الإنتاجية مما يؤدي لإنخفاض صافي العائد الفداني لمنطقة النوبارية  بالرغم من أنها تحتل المرتبة الأولي من حيث المساحة المزروعة علي مستوي الجمهورية. الآمر الذي يستلزم التعرف علي الأوضاع الإنتاجية للمحصول بمنطقة النوبارية.وقد اعتمدت الدراسة بصفة أساسية علي البيانات غير المنشورة من خلال تصميم استمارة استبيان أعدت خصيصاً علي عينة عشوائية من مزارعي الفاصوليا الخضراء الشتوي بمنطقة النوبارية للموسم الزراعي 2015/2016 لعدد 90 مزارعاً (بيانات مقطعية).واستهدفت الدراسة تحليل الظواهر الإنتاجية لمحصول الفاصوليا الخضراء في مصر، ومنطقة النوبارية خلال فترة الدراسة وتقدير دوال الإنتاج والتکاليف لقياس کفاءة استخدام الموارد الإنتاجية في إنتاج محصول الفاصوليا الخضراء في منطقة النوبارية، بالإضافة إلي تحديد حجم الإنتاج الذي يحقق أقصي ربح ممکن للمزارع وحجم الإنتاج الذي يتحقق عنده التکلفة الدنيا للمحصول، وقياس معايير الکفاءة الاقتصادية لمعرفة مدي قدرة المزارعين علي استخدام مواردهم الزراعية بکفاءة، والوقوف علي أهم المشکلات الإنتاجية التي تواجه المزارعين بهدف التوصل إلي بعض المقترحات للتغلب عليها. و لقد توصلت الدراسة إلي مجموعة من النتائج أهمها:*أن المساحة المزروعة بمحصول الفاصوليا الخضراء الشتوي علي مستوي الجمهورية خلال فترة الدراسة قد تزايدت زيادة معنوية إحصائياً بحوالي 1.37 ألف فدان في حين أخذت الإنتاجية الفدانية اتجاها عاما متناقصاً غير معنوي إحصائياً، بينما بلغ مقدار الزيادة السنوية في الإنتاج الکلي حوالي 5.2 ألف طن وقد ثبتت المعنوية الإحصائية خلال الفترة (2000-2015). کما أوضحت الدراسة علي مستوي منطقة النوبارية أن المساحة المزروعة تزايدت زيادة معنوية إحصائياً بحوالي 1.55 ألف فدان، وأخذت الإنتاجية الفدانية اتجاها عاما متزايداً معنوي إحصائيا بلغ حوالي 0.086 طن/فدان في حين بلغ مقدار الزيادة في الإنتاج حوالي 5.5 ألف طن وقد ثبتت معنويتها إحصائياً.*وبحساب معامل الارتباط الرتبي (سبيرمان) بين ترتيب المحافظات من حيث الغلة الفدانية والمساحة المنزرعة تبين أنه يساوي 0.52 مما يشير إلي أن الارتباط متوسط بينهما، الأمر الذي يعکس عدم وجود تناسق بين المساحات المزروعة بالفاصوليا الخضراء الشتوي وبين متوسط إنتاج الفدان داخل المحافظات الرئيسية المنتجة له. لذا يجب إعادة النظر في المساحة المزروعة داخل تلک المحافظات بما يتلاءم مع جدارتها الإنتاجية، (أي أن المنطقة المثلي لموارد الأرض غير مکتملة).*أوضحت نتائج التحليل الإحصائي للدالة الإنتاجية المقدرة بالصورة اللوغارتيمية المزدوجة المرونة الإنتاجية للدالة والتي قدرت بحوالي 1.07، 1.44، 1.22، 1.12 للفئات الحيازية الأولي والثانية والثالثة وإجمالي العينة علي الترتيب، وهو مايعني أن مزارعي إنتاح الفاصوليا الخضراء تعمل بالمرحلة الأولي من مراحل الدالة الإنتاجية وتعکس علاقة تزايد العائد علي السعة. حيث أتضح أن أهم العوامل المؤثرة علي إنتاج الفئة الأولي هي المساحة المزروعة، حجم العمل البشري، عدد ساعات العمل الآلي، کمية السماد البوتاسى، بينما في الفئة الثانية کانت أهم العوامل المؤثرة طردياً هي المساحة المزروعة، عدد ساعات العمل الآلي، کمية التقاوي، کمية السماد البلدي، بينما کمية السماد الآزوتي وکمية المبيدات کان تأثيرهما عکسي، کما تبين أن أهم العوامل المؤثرة علي الفئة الثالثة هي المساحة المزروعة، عدد ساعات العمل الآلي، کمية التقاوي حيث أن العلاقة بينهما وبين کمية الإنتاج طردية، في حين تؤثر کل من کمية السماد البوتاسي، وکمية المبيدات تأثيرا عکسياً أي أن هناک أسراف في استخدام کمية السماد البوتاسى، کمية المبيدات مما يتطلب ترشيد استخدام هذين العنصرين، کما تبين أهم العوامل المؤثرة علي إنتاج إجمالي العينة هي المساحة المزروعة، حجم العمل البشري، عدد ساعات العمل الآلي، کمية التقاوي، کمية السماد البلدي حيث أن العلاقة بينهما طردية، بينما کمية السماد البوتاسى، وکمية المبيدات ذات تأثير عکسي.*تبين من خلال تقدير دالات تکاليف الفاصوليا الخضراء الشتوي للفئات الحيازية الثلاثة وإجمالي العينة أن منتجي المحصول لا يستخدمون مواردهم بکفاءة مما يتطلب إعادة استخدام موارهم للوصول للحجم الإنتاجي الأمثل.حيث بلغ الحجم الإنتاجي الذي يدني التکاليف علي الترتيب هو 4.6، 5، 5.1، 5.3 طن للفدان بمتوسط إنتاج للفدان بلغ حوالي 3.5، 4.3، 4.24، 4 طن للفدان، وبلغ حجم الأنتاج الذي يعظم الأرباح للفئات الحيازية هو 4.7، 5.7، 5.7، 6.3 طن/فدان علي الترتيب وهذا الحجم الاقتصادي الذي يعظم الربح لم يصل إليه أي مزارع للفئات الحيازية الثلاثة.  *تبين من خلال قياس الکفاءة الاقتصادية للمحصول أن الفئة الثانية کانت أفضل بالنسبة للمؤشرات الإنتاجية، والإيراد الکلي، صافي العائد الفداني للموسم، وايضا اربحية الجينه المنفق للموسم، ونسبة الإيراد الکلي للتکاليف الکلية وإيضا للتکاليف المتغيرة، وکذلک نسبة صافي العائد للتکاليف المتغيرة. في حين تأتي الفئة الثالثة في المقدمة بالنسبة للتکاليف الکلية عن الفئات الحيازية الأخري.  *تبين من الدراسة أن ترتيب أهم مشکلات المحصول في منطقة النوبارية هي ارتفاع القيمة الإيجارية، ارتفاع أجور العمالة البشرية الماهرة وندرته، إنخفاض الإنتاجية الفدانية، أرتفاع اسعار الاسمدة والمبيدات في السوق الحر، عدم فاعلية الأسمدة والمبيدات.