تعد الثروة الحيوانية أحد الرکائز الأساسية للإنتاج الزراعي في مصر، وتمثل العنصر الثاني من عناصر الدخل القومي الزراعي، کما أن المنتجات البروتينية الحيوانية ذات قيمة غذائية عالية ومصدر غذائي ضروري للإنسان. ولا شک أن العامل المحدد لتطوير وتنمية الثروة الحيوانية هو الغذاء والأعلاف المصنعة  والمرکزة هي أحد المصادر الغذائية الهامة خاصة مع ما تعانيه مصر من نقص في المعروض من العلف التقليدي وارتفاع أسعاره، مما أدى إلى وجود فجوة غذائية. ولذا تکمن مشکلة البحث في ارتفاع أسعار البروتين الحيواني نتيجة لمحدودية العلف التقليدي وارتفاع أسعاره في الوقت الذي تتراکم فيه الأطنان من المخلفات الزراعية سنويا والتي منها تفل البنجر والذي يستخدم کعلف في شکله الخام يؤدي الي ضياع قيمه نقديه على المجتمع نتيجة عدم تصنيعه واستغلاله في صور علف غير تقليدي يمکن أن يحل محل الذرة الصفراء المستوردة وتوفير العملة الصعبة، لذلک يستهدف البحث تحليل الوضع الراهن لبنجر السکر وتحليل الجدوى الاقتصادية لتصنيع تفل البنجر وقياس القيمة المضافة المتولدة من نواتج التصنيع، وقد تم استخدام اسلوب التحليل الکمي المعتمد على تقدير معدلات النمو السنوي لبعض الظواهر ومعايير القدرة على السداد ونسب الربحية والکفاءة وکذلک معايير الجدوى المالية التي تستخدم معايير الربحية القائمة على الخصم مثل صافي القيمة الحالية ونسبه المنافع للتکاليف ومعدل العائد الداخلي.وبتطبيق المعايير السابقة على المشروع المدروس تبين أن المشروع  صالح للاستثمار ومربح ، حيث ان صافي القيمة الحالية للحل الاساسي قدر بنحو 101 مليون جنيه وهي تعکس قدرة المشروع على توليد تدفقات نقديه موجبه مما يعني قبول هذا المشروع في ظل قيمه هذا المعيار. في حين ان نسبة المنافع للتکاليف بلغت نحو 1.76 مما يعني قدرة المشروع على تغطية تکاليفه من خلال تدفقاته النقدية . وهو ما يتوافق مع المعيار السابق. أما معدل العائد الداخلي فقد بلغ 341% وهو يتعدى تکلفه الفرصة البديلة والمتمثلة في سعر الفائدة على المدخرات والتي قد تصل إلى 22%. واشارات النتائج ايضا الي ان فترة الاسترداد تقدر بنحو 0.23  سنة أي أن المشروع قادر على تغطية تکاليفه الاستثمارية في الربع الأول من السنة الأولى في حالة العمل بالطاقة القصوى والبالغة 21 ألف طن سنويا. وحيث ان معدل العائد الداخلي للمشروع ذو قيمه کبيرة فقد تم اختبار قدرة المشروع علي تحمل المخاطرة من خلال عدة سيناريوهات. وأشارات النتائج أن المشروع لديه قدرة عالية على تحمل کافة أنواع المخاطر المحتملة المدروسه، حيث ظل معدل العائد الداخلي أعلى من تکلفة الفرصة البديلة في جميع السيناريوهات، کما ظلت نسبة المنافع للتکاليف أکبر من الواحد الصحيح وکذلک صافي القيمة الحالية ظلت موجبة في جميع السيناريوهات. أما فترة الاسترداد فقد تراوحت بين 0.23 و 1.92 سنة  وهي فترة مناسبة لمثل هذه المشروعات.  غير ان هناک بعض الاثار الانکماشية ظهرت للسيناريوهات المختلفة.  کما تتولد قيمة مضافة من استخدام تفل بنجر السکر لإنتاج علف مرکز من خلال أولا: إحلال تفل بنجر السکر محل الذرة الصفراء، حيث يتم توفير نحو 827400 دولار في السنة الأولى يزيد لنحو 1.397 مليون دولار في السنة الخامسة عند نفس متوسط سعر صرف 17جنيه للدولار. ثانيا: الفرق الناتج من استخدام الترکيبة البديلة المحتوية على تفل بنجر السکر والترکيبة الأساسية المعتمدة على الذرة الصفراء المستوردة والبالغ نحو 4.8 مليون جنية في السنة الأولى يرتفع إلى 8.11 مليون جنيه في السنة الخامسة للمشروع عند طاقة المصنع للإنتاج.وتوصي الدراسة بالتوسع في استخدام تفل بنجر السکر بدل من الذرة الصفراء المستوردة کما في الترکيبة البديلة المقترحة من الارشاد الزراعي، توجيه المستثمرين إلى مثل هذه المشاريع التي تدر عائدا کبيرا وفي نفس الوقت تساهم في توفير العملة الصعبة.