يشهد العالم الآن اهتماما متزايداً بقضايا التنمية المستدامة وبخاصة في الدول النامية التي تحاول اللحاق برکب التقدم وهذا يتطلب بذل الجهود المکثفة لاستغلال کافة الموارد المادية والبشرية على أفضل وجه ممکن لتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المنشودين والتمکن من إشباع کافة الحاجات الإنسانية، لذا يهدف البحث الحالي إلى الکشف عن سياسات الاستهلاک الأسري وتأثيرها علي البصمة البيئية في ضوء التنمية المستدامة، وتکونت عينة البحث من (222)  ربة أسرة من مستويات اجتماعية واقتصادية مختلفة من ربات الأسر العاملات وغير العاملات . وقد اشتملت أدوات البحث على استمارة البيانات العامة، استبيان السياسات الاستهلاکية للأسرة، استبيان وعى ربة الأسرة بالبصمة البيئية والتنمية المستدامة، واتبع  فى البحث المنهج الوصفي التحليلي، وکانت أهم نتائج البحث عن : -   وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى دلالة 0.01 بين متوسطات درجات عينة البحث في السياسات الاستهلاکية للأسرة (سياسات الترشيد / الاسراف- سياسات الصيانة / الإهمال- سياسات النصح والارشاد / اللين و اللامبالاة- السياسات الاستهلاکية للأسرة ککل) تبعاً لعمل الزوجة، محل الإقامة، عمر الزوجة، ووجود مرافق بالمنزل تحتاج لصيانة، کما وجد تباين في تلک السياسات تبعاً لمستوي تعليم الزوجة لصالح المستوي التعليمي المتوسط . عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات عينة البحث في سياسات الاستهلاک الأسرى (سياسات التدوير/ عدم التدوير) تبعاً لعمل  الزوجة، تبعاً لوجود مرافق بالمنزل تحتاج إلى صيانة . وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى دلالة 0.05 بين متوسطات درجات عينة البحث في السياسات الاستهلاکية للأسرة (سياسات الترشيد / الاسراف- سياسات الصيانة/ الاهمال- السياسات الاستهلاکية للأسرة ککل) تبعاً لوجود مصادر للإزعاج أو التلوث قريبة من المسکن. وجود تباين دال إحصائياً عند مستوى دلالة 0.01 بين متوسطات درجات عينة البحث في السياسات الاستهلاکية للأسرة (سياسات الترشيد/ الاسراف، سياسات الصيانة/ الاهمال، سياسات النصح والارشاد / سياسات اللين واللامبالاة، السياسات الاستهلاکية للأسرة ککل) تبعاً لدخل الأسرة لصالح مستوى الدخل المنخفض. عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات عينة البحث في الوعى بالبصمة البيئية بمحاورها (الوعي بمسببات البصمة البيئية ومسبباتها، الوعي بالتنمية المستدامة ومتطلباتها، استبيان الوعي بالبصمة البيئية ککل)  تبعا لعمل الزوجة وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى دلالة 0.01 بين متوسطات درجات عينة البحث في الوعى بالبصمة البيئية بمحاورها ککل، تبعا لمحل الإقامة لصالح الحضر، تبعا لعمر الزوجة لصا لح فئة  السن الأعلى و تبعا لدخل الأسرة لصالح مستوى الدخل المرتفع. أما التباين تبعاً لمستوي تعليم الزوجة لصالح المستوى التعليمي الأعلى کان عند مستوي دلالة 0.05 . وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0.01،0.05 بين  کل من سياسات الاستهلاک للأسرة المتمثلة في السياسات الايجابية والسلبية المحددة ووعي الزوجة بالبصمة البيئية والتنمية المستدامة  بمحاورها (الوعي بالبصمة البيئية ومسبباتها، الوعي بالتنمية المستدامة ومتطلباتها – ومحاور الاستبيان ککل). والمتغيرات الوسيطة المحددة بتلک الدراسة ( عمل الزوجة – محل الإقامة – وجود مرافق تحتاج صيانه –وجود مصادر للتلوث والإزعاج – عمر الزوجة – مدة الزواج –تعليم الزوجة – دخل الأسرة ).  وأوصت الباحثة بضرورة تنمية مستوى الوعى بأهمية البصمة البيئية وعلاقتها بالتدهور البيئي وتغير المناخ، وحفز کل قطاعات وأفراد المجتمع على ممارسة سلوکيات  رشيدة والإحساس بالمسئولية لخفض معدل البصمة البيئية. والوعى بسياسات الاستهلاک الأسرى، وماله من دور في تحقيق التنمية المستدامة وذلک بطريق مباشر وغير مباشر من خلال البرامج  الإعلامية  وکافة المؤسسات التربوية والاجتماعية والأسرية. کما قامت الباحثة بوضع تصور لاستراتيجية مقترحة لتطوير نظام البيئة المنزلية من خلال تحسين السياسات الاستهلاکية للأسرة المصرية تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة بالمجتمع.