يعتبر محصول الذرة الشامية من المحاصيل الغذائية الهامة في الزراعة المصرية حيث يمثل مکانة اقتصادية هامة في المقتصد الزراعي سواء من ناحية اسهامه في الدخل الزراعي أو الرقعة المزروعة، بالإضافة إلي استيعابه لجانب کبير من العمالة الزراعية والصناعية حيث تقوم عليه بعض الصناعات الهامة إلي جانب مساهمته في الإنتاج الحيواني والإنتاج الداجني الأمر الذي أدي إلي ارتفاع ملحوظ في معدلات استهلاکه وظهور فجوة بين الإنتاج والاستهلاک وبالتالي زيادة الواردات والاعتماد علي السوق الخارجي لسد تلک الفجوة، استهدف البحث دراسة الآثار المترتبة علي تطبيق سياسة التحرر الاقتصادي علي کل من المتغيرات الإنتاجية والاقتصادية لمحصول الذرة الشامية الصيفي، بالإضافة إلي تقييم أثر هذه السياسات باستخدام مصفوفة تحليل السياسات الزراعية. ومن دراسة أثر سياسة التحرر الاقتصادي علي المتغيرات الإنتاجية لمحصول الذرة الشامية الصيفي تبين زيادة المساحة المزروعة والإنتاجية الفدانية والإنتاج الکلي بالمحصول من نحو 1390.39 ألف فدان ،14.04 أردب للفدان،19365.81 ألف أردب کمتوسط لفترة ما قبل التحرر(1980-1986) إلي نحو 1608.86 ألف فدان، 18.49 أردب للفدان ،29771.32 ألف أردب کمتوسط لفترة التحرر الجزئي (1987- 1996) إلي نحو 1895 ألف فدان، 23.96 أردب للفدان ،45256.10 ألف أردب کمتوسط لفترة التحرر الکاملة (1997-2017) علي الترتيب. وعند قياس أثر التغير في مکونات الإنتاج الکلي لمحصول الذرة الشامية الصيفي لکل من المساحة المزروعة والإنتاجية الفدانية تبين ان تأثير التغير في المساحة المزروعة اکبر من الأثر الناتج عن تغير الإنتاجية الفدانية خلال فترتي المقارنة حيث قدرت الأرقام القياسية بنحو 23.07%، 46.54% خلال فترتي المقارنة الأولي ، ونحو 27.37% ،53.25% للفترة الثانية علي الترتيب, أما عند تغيرهما معاً فإن نسبة تأثيرهما بلغت نحو 19.38%، 30.39% من زيادة الإنتاج الکلي للفترة الأولي و الثانية علي الترتيب. وعند قياس أثر التغير في مکونات الإيراد الفداني لکل من الإنتاجية الفدانية والسعر المزرعي تبين أن تأثير التغير في السعر المزرعي أکبر من الأثر الناتج عن تغير الإنتاجية الفدانية خلال فترتي المقارنة حيث قدرت الأرقام القياسية بنحو 13.57%،62.98% خلال فترتي المقارنة الأولي نحو 4.55%، 59.40% للفترة الثانية علي الترتيب أما عند تغيرهما معاً فإن نسبة تأثيرهما بلغت نحو 23.45%،36.05% من زيادة الإيراد الفداني للفترة الأولي والثانية علي الترتيب. أما عند قياس أثر التغير في بنود التکاليف والمتمثلة في القيمة الإيجارية، والعمل البشري والآلي والحيواني، السماد الکيماوي والبلدي وقيمة المصاريف النثرية وقيمة التقاوي، حيث تبين من دراسة الأهمية النسبية لبنود التکاليف أن أکثر البنود تأثيراً علي زيادة تکلفة الفدان التغير في القيمة الإيجارية للفدان، يليها تغير قيمة أجور العمل البشري ثم التغير في قيمة العمل الآلي، والسماد الکيماوي والبلدي، يليها التغير في قيمة التقاوي والمبيدات والمصروفات النثرية وأخيراً التغير في العمل الحيواني. أما عند قياس التغير في صافي العائد الفداني والذي اشتمل علي إنتاجية الفدان، السعر المزرعي، جملة تکاليف إنتاج الفدان فقد تبين زيادة صافي العائد الفداني نتيجة التغير في قيمة السعر المزرعي، يليها التغير في الإنتاجية الفدانية، يليها التغير في تکاليف إنتاج الفدان خلال فترتي المقارنة الأولي والثانية. وقد اتضح من نتائج مصفوفة تحليل السياسات لمحصول الذرة الشامية الصيفي في مصر خلال التحرر الاقتصادي الجزئي والکامل أن السعر العالمي يزيد من السعر الاقتصادي مما يعني أن المنتج يتلقى دعماً ضمنياً يعکس انخفاض تکلفة مستلزمات عناصر الإنتاج المتاجر فيها بالسعر المزرعي عن نظيرة العالمي المکافئ، کما يشير معامل تکلفة الموارد المحلية أن لمصر ميزة نسبية في إنتاج المحصول ، حيث تقل قيمة هذا المؤشر عن الواحد الصحيح وذلک على الرغم من أن المنتجين مازالوا يحصلون على أسعار محلية تقل عن نظيراتها العالمية.