تعتبر الإحصاءات الزراعية ذات أهمية بالغة فى مجال البحث العلمى ومرشدة فى وضع السياسات الزراعية لاسيما فى مجال تقدير الإنتاج الزراعى، إلا أن المشکلة البحثية تکمن فى وجود أکثر من مصدر يقوم بعملية التقدير، مما يتسبب فى تضارب البيان الإحصائى الواحد ومن ثم يؤثر فى دقة التقدير وکفاءته. لذا يهدف البحث إلى محاولة الوصول لأقرب تقدير موضوعى ودقيق يمکن الإعتماد عليه فى إتخاذ القرار الإقتصادى الصحيح، وذلک من خلال إختبار دقة تقديرات إنتاجية القمح خلال الفترة (2000-2016) من عدة مصادر مختلفة وهى: مديريات الزراعة، الإدارة العامة للعينات، سجلات الإدارة المرکزية للإحصاءات الزراعية، البيانات الإحصائية المنشورة فى نشرات إحصائية رسمية. وبالرغم أن تلک المصادر تجمعها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى إلا أنها تقدم تقديرات مختلفة ومنها على سبيل المثال تقديرات إنتاجية محصول القمح. وقد إعتمدت الدراسة فى الطريقة البحثية على بعض النماذج الإحصائية لتحليل البيانات من مصادرها المختلفة من أجل قياس مستوى دقة هذه البيانات ومدى تطورها إلى الأفضل ومستوى کفاءتها. وقد اثبتت نتائج التحليل أن أفضل مستوى دقة تقدير هو تقدير إدارة العينات بأقل خطأ 0.51 أردب/فدان عند إستخدام طريقة مربعات الفروق وذلک مقارنة بتقدير مديريات الزراعة بخطأ 0.79 أردب/فدان، بينما أشارت إحصائية متباينة U لتايل أن أقل خطأ فى التقدير کان تقدير العينات بنحو 0.64 أردب/فدان فى حين بلغ الخطأ واحد أردب/فدان فى تقدير مديريات الزراعة. وبإستخدام مقياس إحصائياتR  لتايل ثبت أن متوسط التقدير بالعينات قد تحسن إلى الأفضل بنسبة 88% مقارنة بتقدير مديريات الزراعة کان بنسبة 63% بينما تقديرات التنبؤ کانت أقل من ذلک. وبإستخدام معادلات الإنحدار الخطى البسيطة فإن تقدير العينات أعطى أقل خطأ معيارى بنحو 0.25 وبمعامل تحديد معدل 84% مقابل تقدير مديريات الزراعة وکان الخطأ المعيارى 0,33 وبمعامل تحديد معدل 71% فى حين تقدير التنبؤ کان الخطأ المعيارى أکبر 0,61، 0,60 وبمعامل تحديد معدل 2,3%، 0,001% خلال شهرى فبراير ومارس. کذلک أظهرت مصفوفة الإرتباط إرتباطاً معنوياً بين تقدير متوسط انتاجية القمح بمختلف طرق التقدير، والتقدير النهائى وذلک فى تقدير العينات (0.92)، وتقدير مديريات الزراعة (0,85) بينما کان منخفضاً فى التنبؤ، کما أن تقدير العينات کان أقل تشتت نسبى (4,18%) مقارنة بتقدير مديريات الزراعة (6%).