يمثل النمو المتزايد فى اعداد سکان جمهورية مصر العربيه ومايرتبط به من تغيرات فى انماط الاستهلاک من السلع الزراعيه احد معوقات التنميه الاقتصاديه والاجتماعيه حيث يؤدى ذلک الى عدم کفاية الانتاج المحلى منها وعجزها عن مواکبة الاحتياجات منها , وعلى الرغم من الجهود التى تبذلها الدوله لسد الفجوه فى کثير من هذه السلع الزراعيه او الابقاء عليها دون تدهور کبير فما تزال الفجوه والعجز واضح فى الکثير منها مما يترتب عليه اللجوء الى الاستيراد من الخارج لتغطية الفجوه والوفاء بالاحتياجات الغذائيه السکانيه المتزايده . وقد تحددت مشکلة البحث فى تزايد حجم الفجوه الغذائيه من اللحوم الحمراء والاسماک والتى بلغت لکل منهماعلى الترتيب حوالى77,13 % , 86,51% کمتوسط للفترة ( 2001 – 2016) . الامر الذى ترتب عليه تزايد الاعتماد على الاستيراد لسد العجز وبالتالى زيادة العبيء على الميزان التجارى المصرى وتعرض الامن الغذائى القومى لتأثير العوامل الدوليه الخارجيه. وإستهدف البحث بصفه اساسيه الوقوف على اهم العوامل المحدده لنسبة الاکتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء والاسماک وکذا الوقوف على انعکاسات ثورة يناير2011 على نسبة الاکتفاء الذاتى و متوسط نصيب الفرد المصرى من کل منهما واستند البحث لتحقيق اهدافه الى اسلوبى التحليل الوصفى والکمى والذى اشتمل على اسلوب الانحدار البسيط والمتعدد فى کل من صورتيه الخطيه واللوغاريتمية المزدوجه ، هذا يالاضافة الى استخدام اسلوب المتغيرات الصوريه لمعرفة اثر ثورة يناير2011 على کل من نسبة الاکتفاء الذاتى ومتوسط نصيب الفرد السنوى من المتاح للاستهلاک من کل من اللحوم الحمراء والاسماک . وقد شملت المتغيرات المستقله التى تم دراسة تأثيرها على نسبة الاکتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء والاسماک خمس متغيرات تفسيريه هى : کمية الانتاج المحلى من کل منهما ، کمية الواردات من کل منهما , کمية المتاح من کل منهما ، عدد سکان مصر ، متوسط نصيب الفرد السنوى فى مصر من الناتج المحلى الاجمالى بالاسعار الثابته. وللتوصل لانسب محاولات الانحدار المتعدد التى تعکس العلاقه بين کل من نسبه الاکتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء والاسماک من جهه وبين المتغيرات المفسره المشار اليها انفا من جهه اخرى فقد جرت العديد من المحاولات فى کل من الصيغة الخطيه واللوغاريتميه المزدوجه روعى فى کل محاوله منها ان تتمشى نتائجها مع کل من المنطق الاقتصادى والاحصائى من حيث معنوية قيمة (ف) وارتفاع قيمة معامل التحديد المعدل (ر-2) , وارتفاع معنوية معاملات الانحدار استنادا الى قيمة (ت) وکذا تجنب مشکلة الازدواج الخطى بين المتغيرات المفسره وذلک بألا تضمن اى محاولة على متغيرين يزيد بينهما معامل الارتباط البسيط بينهما عن 0,7 . واوضحت نتائج البحث فيما يتعلق بأفضل المحاولات للعوامل المحدده لنسبة الاکتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء ان المحاوله التى جاءت فى الصوره اللوغاريتميه المزدوجه والتى انطوت على ادخال المتغبربن التفسيرين ( کمية الانتاج المحلى من اللحوم الحمراء , کمية المتاح للاستهلاک من اللحوم الحمراء ) فى علاقه مع نسبة الاکتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء. وقد ثبت مغنوية هذا النموذج استنادا الى قيمة ( ف ) , کما جاءت اشارات معاملات الانحدار لهذين المتغيرين متمشية مع المنطق الاقتصادى فضلا عن معنويتهما عند مستوى معنويه 0,01 , کما يستدل من قيمة معامل التحديد المعدل والبالغ حوالى 0.969 ان حوالى 96,9% من التغيرات فى نسبة الاکتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء تعزى لهذين المتغيرين المشار اليهما . وأشار البحث فيما يختص بأوفق المحاولات لعلاقات الانحدار المتعدد للعوامل المحدده لنسبة الاکتفاء الذاتى من الاسماک هى المحاوله التى جاءت فى الصوره اللوغاريتمية المزدوجه والتى انطوت على ادخال المتغيرين :( کمية الانتاج المحلى من الاسماک , وکمية الواردات من الاسماک ) فى علاقة انحدار متعدد مع نسبة الاکتفاء الذاتى من الاسماک . وقد ثبت معنوية هذا النموذج استنادا الى قيمة ( ف) , کما جاءت اشارات معاملات الانحدار الخاصه بکل منهما متمشية مع المتوقع لها وفقا للمنطق الاقتصادى , کما ثبت معنوية معاملات الانحدار المتعدد لهذين المتغيرين عند مستويات المعنوية 0.01 , .05 على الترتيب. واشارت قيمة معامل التحديد المعدل والبالغ حوالى 0.539 ان حوالى 53.9% من التغيرات فى نسبة الاکتفاء الذاتى فى الاسماک تعزى الى هذين المتغيرين. واوضح البحث باستخدام المتغيرات الصوريه عدم وجود اى ائر معنوى لثورة يناير 2011 عل کل من نسبة الاکتفاء الذاتى ومتوسط نصيب الفر السنوى من المتاح من کل من اللحوم الحمراء والاسماک . والذى ربما يعزى الى قصر الفتره المتاحه فيما بعد ثورة يناير 2011 وحتى الان وهى فتره لاتتعدى الست السنوات حتى تعکس اثر هذة الثوره , فضلا عن ان اللحوم الحمراء والاسماک لايوجد لها بدائل جيده بأستثناء لحوم الدواجن والطيور والتى لاتعتبر بديلا کاملا لها .