استهدف هذا البحث دراسة الوضع الراهن للتماسيح فى بحيرة ناصر، وأثرها على المخزون السمکى، وإمکانية الاستفادة منها فى مجال الاستثمار، تم جمع البيانات باستخدام دليل المقابلة عن طريق الجماعة النقاشية البؤرية فى الفترة من شهر يناير حتى شهر مارس 2018م وذلک لعينة عمدية بلغت 58 مبحوثاً، وقد تم معالجة وتحليل البيانات المتحصل عليها باستخدام الأسلوب الکيفى الذى يعتمد على المراجعة اليومية للبيانات وترتيبها وتلخيصها وربطها بالملاحظات غير اللفظية التى تم تسجيلها. وقد أظهرت النتائج وجود تفاعل إيجابى بين المجموعات المستهدفة من المعنيين رغم تباين آرائهم نحو موضوع الدراسة مما أدى لتوليد أکبر قدر من المعلومات، والتى تعکس تباين المستوى المعرفى والذى کان مرتفعاً لدى مجموعة المبحوثين بوحدة التماسيح بينما کان منخفضاً لدى مجموعات الصيادين والتى أسفرت عن النتائج التالية: 1- أن التمساح النيلى هو النوع الوحيد الموجود فى کل أجزاء البحيرة بطول المنطقة الشاطئية، وأنه يعد ثانى أکبر أنواع التماسيح بعد تمساح المياه المالحة من حيث الحجم، ويقدر العدد الفعلى للتماسيح التى تم رصدها  فى البحيرة من 6000 – 30000 تمساح (فوق اليابس وتحت الماء). 2- أظهرت النتائج خطأ الزعم القائل بأن التماسيح تستهلک کميات کبيرة من الأسماک، وأن التقديرات الجزافية لغذاء التمساح على کميات کبيرة من الأسماک لا تمثل الواقع، حيث أن معدل الغذاء اليومى للتمساح غير معلوم حتى الآن، وأن تشريح تمساح بالغ وتقدير محتوى المعدة بنحو نصف کيلو جرام من الغذاء لا يعکس معدل الاستهلاک الفعلى للتمساح من الغذاء، وأنها لا تأکل يومياً لأن التمثيل الغذائي للتماسيح بطيء جداً، فضلاً على أنها لا تأکل مطلقاً فى فصل الشتاء التى تقضيه فى التشمس. 3- اتضح أن التماسيح تشغل جزءاً هاماً من النظام البيئى للبحيرة من خلال تحقيق التوازن البيئى والحفاظ على التنوع الحيوى للمخزون السمکى من خلال تغذيتها على مفترسات الأسماک الاقتصادية، بالإضافة إلى أنها تتغذى على الحيوانات النافقة فى البحيرة، کذلک فإن فضلات التماسيح تزيد من المغذيات الذائبة فى الماء والتى تزيد من إنتاجية الغذاء الطبيعى الذى يمثل الغذاء الرئيسى للأسماک. 4- کذلک اتضح أن التماسيح تعد مجال استثمارى واعد فى مصر وذلک من خلال تبنى إنشاء مزارع للتماسيح أو متنزهات سياحية، وأنه يمکن الاستفادة من منتجاتها المتعددة فى التجارة والتصدير أسوة بالعديد من دول العالم.