يعتبر التعليم استثماراً في الموارد البشرية ، فکلما زاد مستوى التعليم زادت إنتاجية الموارد البشرية المتاحة ، ومن ثم زيادة إنتاجية الفرد، والاهتمام بالتعليم يؤدي إلى تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة للمجتمع ککل بصفة عامة. ومن ثم فإنه من المنطقي أن تحقيق أهداف التنمية الزراعية يرتبط بدرجة وثيقة بالتعليم الزراعي ومدى کفايته وکفاءته. بناءً على ذلک، يستهدف البحث معرفة مدى تأتير التعليم الزراعي على نمو القطاع الزراعي في مصر، وقد تم استخدام اختبار جذر الوحدة للمتغيرات موضع الدراسة خلال الفترة 1995- 2015، وتبين أن السلاسل الزمنية لمتغيرات الدراسة غير ساکنة في مستواها ولکنها ساکنة عند الفروق الأولى لها. وباستخدم اختبار جوهانسن للتکامل المشترک تبين وجود تکامل مشترک بين هذه المتغيرات، أي أن جميع السلاسل الزمنية للمتغيرات موضع الدراسة تعتبر مستقرة، کما تدل على إمکانية وجود علاقات على المدى الطويل بين هذه المتغيرات مما يعني عدم إمکانية ابتعاد هذه المتغيرات عن بعضها البعض في الأجل الطويل. وباستخدام اختبار جرانجر للسببية باستخدام فترة تأخير طولها سنتين تبين أنه توجد علاقة سببية أحادية الاتجاه تمتد من النمو الاقتصادي بالقطاع الزراعي (يعبر عنه بالناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للقطاع الزراعي) إلى الإنفاق الحکومي على التعليم الزراعي، وبناءً على هذا فإن الناتج المحلي الإجمالي الزراعي يحدد الإنفاق على التعليم الزراعي، وتوجد علاقة سببية في اتجاه واحد تمتد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للقطاع الزراعي في العام السابق إلى الإنفاق الحکومي على التعليم الزراعي في العام الحالي، کما لوحظ وجود علاقة سببية في اتجاه واحد تمتد من العمالة الزراعية إلى الناتج المحلي الإجمالي الزراعي، وأيضاً توجد علاقة سببية في اتجاه واحد تمتد من الإنفاق على التعليم الزراعي إلى عدد أعضاء هيئة التدريس بکليات ومعاهد الزراعة. ومما لا شک فيه إن هذه النتائج مفيده لصانعي القرار في مجال اقتصاديات التعليم.