تعتبر داء البروسيلات (Brucellosis) من الأمراض المشترکة بين الإنسان والحيوان، وتسببه بکتيريا سالبة الغرام من جنس البروسيلا التي تحوي في غلافها الخارجي على طبقة سميکة من متعدد السکاريد اللبيدي الذي يعد من أهم عوامل الفوعة والاستمناعية. غير أنه يبدي شبها کبيرا – تصل حتى نسبة 98% في بنية السلسلة O الداخلة في ترکيبه- مع اليرسينيا ذات النمط المصلي O:9 مما يتسبب غالبا بالتباس في قراءة النتائج وصحتها. تعتبر تقنية الفاجات العارضة للأضداد النانوية من طرائق البيولوجيا الجزيئية الحديثة التي تتم من خلال الهندسة المورثية لنوع خاص من الأضداد التي توجد حصرياً عند عائلة الجمال، بحيث تتيح الحصول على جزيئات رابطة صغيرة الحجم تدعى بالأضداد النانوية (Nanobodies)، وهي تمتاز بکونها عالية الثباتية والانحلالية وسهلة الإنتاج بطرائق التعبير المورثي في الإشريکية القولونية. تنتج هذه الأشکال الضدية على شکل مکتبة مورثية (Gene Library) عالية التنوع بحيث يتم غربلتها وعزل الأشکال الضدية الفعالة منها بتقنية الفاجات العارضة، و تکون هذه الأشکال الضدية في مراحلها الأولى على شکل فاجات عارضة للأضداد النانوية. أجري هذا العمل باستخدام مکتبة مورثية للأضداد النانوية منتجة من جمل ممنع بخلاصات بکتيرية للبروسيلا الضأنية، حيث تم غربلة هذه المکتبة المورثية بصورة طرحية بمتعدد السکاريد اللبيدي المحضر من اليرسينيا ومن ثم ذاک الخاص بالبروسيلا.نتيجة لذلک تم الحصول على عدد من الفاجات العارضة لأضداد نانوية مختلفة فيما بينها وقادرة على التمييز بين هذين الجنسين. يمکن لنتيجة هذا العمل أن تسهم بصورة فعالة في تطوير أطقم تشخيصية دقيقة وسريعة للتمييز بين الإصابات بالبروسيلا واليرسينيا.