توجد مکونات الذکاء الأخلاقي لدى الناس جميعا، ولکن بدرجات متفاوتة، ويرجع هذا التفاوت إلى المصدر الذي يستمد منه الفرد القدرات الأخلاقية، إذ تعد الأسرة المصدر الأساسي في بناء هذه القدرات، وتشترک معها باقي المؤسسات التربوية المباشرة وغير المباشرة کالمدرسة ودور العبادة، بالإضافة إلى تأثير الأقران ووسائل الإعلام وغيرها. (المالکي،2019، 141).
إن اکتساب الأفراد للذکاء الأخلاقي يساعدهم على منع العدوان والتنمر والتنافس المذموم والخيانة والکذب والغش والظلم والسرقة والتعدي على الحرمات والحقوق. ويساعدهم على نشر المحبة والتعاون والألفة والأمان والاستقرار، بل يعلمهم کيف يتعاطفون ويعطفون على الغير، ويتحکمون في ذاتهم، وکيف يتسامحون، ويحاسبون أنفسهم على ما اقترفوه من أعمال، وکيف يفکرون، ويعدلون بين الناس، ويحترمون الغير. (خليفة، 2020، 557).
کما تعد المؤسسات التربوية والتعليمية أحد الوسائل الفاعلة في المجتمع إن لم تکن هي الوسيلة الأبرز لتحقيق ما يريده المجتمع من أبنائه من خلال قيامها بإعداد البرامج التربوية والتعليمية التي تساهم في تحقيق المتطلبات الاجتماعية والثقافية. کما تعد الجامعة من مؤسسات المجتمع المدني التي لها دور مهم في بناء السمو الفکري والأخلاقي وتنميته على مستوى الأفراد والمجتمعات. (قشوة، 2018، 212).