يعتبر المدرس بصفة عامة ومدرس العلوم بصفة خاصة بمثابة حجر الزاوية في العملية التربوية، والمفتاح الرئيس في العملية التعليمية، وذلک لما يقع على عاتقه من مسؤولية في تعلم طلابه تعلماً ذا معنى، وذلک من خلال استخدامه لاستراتيجيات التدريس التي تحقق هذا الهدف، ومن) خلال إتاحة الفرص لطلابه في تطبيق ما يتعلموه، إذ يشير تروبردج وزملاؤه 2000 ) إلى أن أغلب معلمي العلوم  يستخدمون طريقة الإلقاء لأکثر من ( ٧٥ %) من الزمن المخصص لدروس العلوم، مما يزيد من صعوبة فهم الطلبة لمفاهيمها العلمية، الذي يُعتبر أحد الأسباب التي قد تؤدي إلى تکوين اتجاهات سلبية لديهم نحو العلوم وعزوفهم عن دراستها. من أجل ذلک، تکمن أهمية هذه الدراسة في سعيها لاستقصاء فاعلية ممارسة الأنشطة العملية المخبرية في تنمية الاتجاهات نحو العلوم لدى طلاب أحد صفوف  المرحلة الابتدائية (السادس الأساسي)، إذ أن تکوين مثل تلک الاتجاهات لدى الطلبة في مرحلة مبکرة من د راستهم قبل انتقالهم لم راحل د راسية أخرى في غاية الأهمية، لما لذلک من انعکاسات إيجابية على سلوکاتهم في تعلم العلوم، وخاصة إذا علمنا أن تکوين تلک الاتجاهات أسهل ما يکون في هذه المرحلة، وأن تکوينها يزداد صعوبة بتقدم المرحلة الد راسية وتقدم الصف الد راسي في المرحلة الواحدة، وأن تلک الاتجاهات تبدأ بالانخفاض لدى الطلبة بمستوياتهم العقلية المختلفة بعد هذه المرحلة. لذلک، فإنه من المتوقع أن تشکل نتائج هذه الد راسة أهمية لکل من له علاقة بمناهج العلوم من مطوري مناهج ومعلمين ومشرفين ومد راء مدارس وغيرهم، إذ يمکن لکل منهم الاستعانة بنتائجها وتطبيقها في مجال عمله.