يسعى الباحثان من خلال هذا البحث إلى إلقاء الضوء على واقع الممارسات القيادية في المدارس المصرية ومن ثم توضيح مفهوم القيادة الموزعة والمبادىء التى تقوم عليها ومبررات الأخذ بها وکذلک دور المعلم في القيادة الموزعة وأهم التحديات التى يمکن أن تعترض تطبيقها، کما تستهدف الدراسة تحديد متطلبات تطبيق القيادة الموزعة کنمط للقيادة المدرسية يمکن من خلاله تفعيل مبدأ المشارکة الديمقراطية فى القيادة وبالتالى إحداث تغييرات إيجابية فى الأداء الإدارى بالمدارس المصرية.
ويعتمد الباحثان فى تناول هذا الموضوع على تحليل ما کتب عن القيادة الموزعة من أبحاث نظرية ودراسات ميدانية أجريت فى سياقات تربوية مختلفة، بالإضافة إلى رصد واقع الممارسات
القيادية فى المدراس المصرية کما تصفها الأدبيات التربوية والدراسات السابقة المتعلقة بهذا المجال.
تکتسب هذه الدراسة أهميتها من اعتبارين أساسيين أولهما أنها - فى حدود علم الباحثين- تعد الدراسة الأولى من نوعها فى مصر والتى تتناول مفهوم القيادة الموزعة، لذا فمن المتوقع أن تضيف إلى رصيد المعرفة المتاحة فى هذا المجال وأن تسهم فى إثراء النقاشات الحالية حول القيادة التربوية والتى تهدف إلى البحث عن أساليب قيادية جديدة خارج نطاق الحدود الضيقة للأساليب التقليدية فى قيادة المؤسسات التربوية.
أما الاعتبار الثانى فيتعلق بکون الدراسة متسقة مع التوجه الحالى لصانعى السياسة التربوية فى مصر نحو لا مرکزية الإدارة وتشجيع مشارکة جميع المعنيين بالعملية التعليمية فى صنع القرار
التربوى، ومع الجهود المبذولة لتفعيل هذا التوجه على أرض الواقع من خلال إيجاد آليات لتشجيع مشارکة جميع أعضاء المجتمع المدرسى فى القيادة المدرسية، لذلک يأمل الباحثان أن يستفيد من نتائج هذه الدراسة القائمون على صنع السياسات التربوية والباحثون فى مجال الإدارة والقيادة التربوية بالإضافة إلى ممارسى القيادة التربوية على جميع المستويات.
تستخدم الدراسة الحالية منهج البحث الوصفى وذلک لملاءمته لأهداف الدراسة حيث يمکن من خلاله جمع بيانات وصفية مفصلة عن مفهوم القيادة الموزعة ومبادئها وأشکالها والمعوقات التى تعترض تطبيقها بالإضافة إلى رصد واقع الممارسات القيادية فى المدارس المصرية وتحليله من أجل التوصل إلى تحديد متطلبات تفعيل القيادة الموزعة کمدخل لتحسين هذه الممارسات.