تعـــد مرحلة الطفولة من أهــــم وأخطر مراحل النمو في حيـــاة الإنسان حيث إنهـــا من جهة توضع فيهـــا الأسس والرکائز التي تقام عليها شخصية الفرد في کثير من جوانبها المختلفة، ومن جهة أخري تشکل استمراراً لبناء العائلة في المجتمع، باعتبارها عملية هادفة ومستمرة لمساعدة الطفل علي النمو المتکامل في جوانب شخصيته جسمياً وعقلياً واجتماعياً ووجدانياً، وتمکينه من تحقيق ذاته الإنسانية؛ من أجل مواکبة التحولات والتغيرات التي يشهدها العالم المعاصر في شتي مجالات الحياة التي أظهرت بعض الانعکاسات علي کافة الشعوب، والمجتمعات، ومما لا شک فيه أن المؤسسات الاجتماعية بصفة عامة والتربوية بصفة خاصة من أهم الـــمؤسسات التي يناط بها مواجـهة آثار التغيــــر، وذلک باعتبار أنها تؤثر في حياة الأفراد الفکرية والثقافية والمهنية.
وقد تزايد الاهتمام في الآونة الأخيرة بجودة التعليم بسبب الشکوى من انخفاض مستوي الجودة في التعليم والمستويات المتدنية لأداء التلاميذ، بالإضافة إلي بعض المشکلات والمتمثلة في عدم وجود فلسفة تعليمية واضحة المعالم وانخفاض النمو الکمي وتدني المستوي الکيفي بالإضافة إلي الثنائية في التعليم وقد أوجد هذا ضغطاً علي صانعي السياسة التعليمية لکي يجدوا حلاً لتحسين الأداء التعليمي.
وقد تأثرت فلسفة رياض الأطفال في مصر بالعديد من الاتجاهات والمدارس الفکرية التي اهتمت بتربية الطفل وقد قامت فلسفة رياض الأطفال في مصر علي أن الطفل ينتقل من بيئته إلي رياض الأطفال في سن مبکرة، لذا يجب أن تکون رياض الأطفال امتداداً للبيت، من حيث توفير الحب والحنان والعطف للطفل. وأن للخبرة المبکرة أو الحرمان منها أثر علي مستقبل الطفل، لذا يجب أن تولي رياض الأطفال عناية مهمة لتوسيع مدارک الطفل، وإمداده بالخبرات الذاتية.
ومن ثم تري الدراسة أن ثمة علاقة وثيقة ومتبادلة بين الجودة وتفعيل فلسفة إعداد الطفل في مصر، وذلک لأن الجودة تعد انعکاساً وترجمة للفلسفة التربوية المتبناة ، وما ينبثق عنها من أهداف عامة يتبناها المجتمع ، فالجودة وما تحتويه هي بمثابة حلقة الوصل بين التربية وحاجات التنمية الشاملة للمجتمع کل.