مقدمة:      تکمن مشکلة المنظمات فيما يتعلق بالمعرفة في قلة المعلومات أو في صعوبة الوصول إليها، وکانت التقارير والأرشيف والموسوعات والمکتبات من أهم مصادر الحصول على المعلومات، لکن مع تطور النظم الإدارية وتوسع المنظمات والتقدم التکنولوجي والثورة المعلوماتية أصبحت المشکلة تتمحور حول الاختيار المناسب والصحيح للمعلومات المطلوبة من بين الکم الهائل من المراجع والوثائق ولاسيما في شبکة الانترنت. وهذا بدوره أدى إلى ظهور مصطلحات جديدة مثل إدارة المعرفة واقتصاد المعرفة، ولذلک فأصبح من الضروري أن يعتمد نجاح الفرد أو المنظمة على مدى القدرة على تطبيق إدارة المعرفة بشکل کفء وفعال (ميهوب وآخرون، 2021). کما تُعد إدارة المعرفة قوة أساسية للإنتاج في العقود الأخيرة، وانطلاقًا من هذا المبدأ تم تفعيله في الأعوام الأخيرة عن طريق تطوير إدارة المعرفة کممارسة لزيادة التطورات التي ترتبط بالتأثيرات المختلفة، فيُنظر لتکون ونشر المعرفة باعتبارها أنشطة واضحة ومباشرة إلى حد ما، تنطوي على تحول المعرفة الضمنية لمعرفة صريحة، بجانب نقل المعرفة للمناطق التي تحتاج إليها، ويتطلب من القائمين على المعرفة التي يتم تحديثها وتطويرها أن تکون شاملة وواضحة المعلومة بغية الاستفادة منها (عبد المجيد، 2020).      وفى ظل عالم ملئ بالتغيرات وبيئة سريعة التعقد تواجه المنظمات بشکل عام العديد من التحديات والتهديدات، ولذلک تستطيع هذه المنظمات اقتناص الفرص البيئية من خلال البناء الإداري المبدع والقادر على اتخاذ القرارات المناسبة والتي تکون قادرة على توليد قيم مضافة للمنظمات. ومن هذا المنطلق تعمد المنظمات إلى إحداث الإبداع الإداري بالشکل الذي يجعلها قادرة على احداث تغييرات إيجابية على المنظمات (Chen et al., 2021).      ويواجه قطاع الخدمات بشکل محدد العديد من التحديات المختلفة والتي تفرضها التکنولوجيا الحديثة، ولذلک يصبح من الضروري أن تبدع المنظمات في أداء أعمالها وخدماتها وأنشطتها بشکل مستمر لمواجهة مثل هذه التحديات التي لا حصر لها والتي يمکن أن تهدد من بقاء المنظمة على المدى الطويل (Sinshaw et al., 2021).      وفى ضوء ما سبق، تظهر أهمية امتلاک المنظمات لأدوات إدارة المعرفة مما يساعدها بشکل کبير نحو تحسين وتطوير وتنمية الأداء الإبداعي والذي بدور يطور من الإبداع الإداري على مستوى المنظمة ککل.      وبناءً على ذلک، تتبنى البحث الحالية البحث المتعمق عن دور إدارة المعرفة في تنمية وتطوير الإبداع الإداري حيث سيتم تطبيقها على وزارة الدولة لشئون الخدمات بالکويت.