وقد ظهرت العديد من السلوکيات والمفاهيم الإدارية الحديثة والتى أصبحت المنظمات العربية وخاصة البنوک التجارية فى أمس الحاجة لدراستها ومن هذه السلوکيات الثقة التنظيمية  ، والتى تعد أحد الدعائم الأساسية التى تساعد المنظمات على تدعيم فاعليتها وتحقيق أهدافها ، کما تعد من أکثر الأدوات الإدارية  فعالية لأنها تهيئ الظروف اللازمة لنجاح المنظمات فهي عامل محوري في تحقيق نجاح المنظمات ، فحينما يسود جو من الثقة التنظيمية يستطيع الأفراد الإفصاح عن مشاعرهم Paliskiewics et al. , 2015) )، فالعلاقات التى تتميز بثقة عالية تجعل الأفراد أکثر رغبة فى الإشتراک فى التبادلات الإجتماعية بشکل عام والتفاعل التعاونى بشکل خاص وتعتبر الثقة من إحدى العوامل لإزالة المخاوف للأفراد(بعاج ولعمور،2020)، وظهر أيضاً مفهوم السمعة التنظيمية وهو إدراک أو حکم أصحاب المصالح عن قدرة المنظمة لخلق القيمة معتمدة على الأفعال القديمة ، وهى توفر التوقعات المستقبلية بشأن المنظمة وتخلق الشهرة لها(Hendrik,2016)
ويمکن القول أن السمعة الايجابية القوية للمنظمة تخلق حواجز دخول السوق مما يعزز من الوضع الاستراتيجي للمنظمة (Zhang and Schwaiger, 2009) کما تعمل على حمايتها في أوقات الأزمات, ومع ذلک يمکن لحادثة واحدة سلبية أن تدمر سمعة المنظمة, وطبقا لـ (Shamma, 2012) فإن (Warren Buffet) يقول :
"قد تستغرق عشرون عاماً لبناء سمعة طيبة وخمسة دقائق لتدميرها. إذا کنت تفکر في ذلک, عليک أن تفعل الأشياء بشکل مختلف."
     وبناءاً على ذلک تستطيع الدولة أن تتميز عن غيرها من الدول  بإقتصاد أفضل وتصبح من الدول المتقدمة عن طريق دراسة مفاهيم  الثقة التنظيمية والسمعة التنظيمية ،  وفى ضوء ما تقدم ففى هذا البحث تسعى الباحثة من خلال التقصى والتحليل إلى معرفة العلاقة بين السمعة التنظيمية و الثقة التنظيمية .