مقدمة:      لنظم المعلومات الاستراتيجية دوراً رئيسياً في مساندة إدارات المنظمات في أداء وظائفها بکفاءة وفاعلية، إلى جانب أنها تقوم بتوفير البيانات اللازمة والملاءمة عن الظروف البيئية المختلفة والتي تحيط بالمنظمات. کما لنظم المعلومات الاستراتيجية دوراً محورياً في تحقيق الرؤية التکاملية بين إمکانيات المنظمات ومجالات عملها في سبيل تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة للمنظمات، فضلاً عن تقديم بيانات ومعلومات تفيد المنظمات في خططها الاستراتيجية (الکساسبة، 2015).      وتمکن نظم المعلومات الاستراتيجية المنظمات من المعرفة الکاملة لتحديد إمکاناتها ونقاط قوتها وضعفها بجانب تحديد التهديدات والفرص. وتتدخل نظم المعلومات الاستراتيجية بشکل أساسي في مساعدة صانعي القرار على توقع عواقب التغيير واتخاذ قرارات أسرع بناءً على تاريخ البيانات من أجل تحليل الاتجاهات وبناء النماذج باستخدام معلمات البيئة الخارجية ثم کأداة لتوجيه الشرکة نحو تنفيذ استراتيجيتها ثم تعتمد وظائف نظام المعلومات الاستراتيجية هذه على قدرات التجميع ومعالجة المعلومات (Rtal & Hanoune, 2021).      ويواجه العالم حالياً حالة غير مسبوقة من التحديات المتواصلة والتغيرات السريعة والتي تؤدى لحدوث الأزمات المختلفة والتي يکون لها آثار سلبية على المنظمات مالياً واقتصادياً. ولکي تتمکن المنظمات من التعامل مع الأزمات المختلفة عليها امتلاک استراتيجيات واضحة المعالم تساعدها على إدارة أزماتها بشکل موضوعي وناجح. وتعد إدارة الأزمات من المظاهر الحديثة في الإدارة لمواجهة تحديات العصر الحديث والتي تهدف للحد من التأثيرات السلبية للأزمات على الأفراد والبيئة والممتلکات وضمان سريان العمل بشکل منتظم (برقاوي، 2020).      ويتطلب التعامل مع الأزمات توصيفها بدقة وبعمق عبر تحديد الأبعاد الخاصة بها وتشخيص مسبباتها، وبناءَ عليه يتم اختيار أنسب وأفضل المداخل التي تخفف من حدة الأزمات وآثارها السلبية الأمر الذي يعتمد على التوظيف الکفء لنظم المعلومات الاستراتيجية والتي تسهم في ابتکار الأشياء الجديدة وفى تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد والمهارات والقدرات (Al Kurdi, 2021).      وإذا ما کان هناک غياباً لدور نظم المعلومات الاستراتيجية في معالجة الأزمات خصوصاً في تفعيل الإنذار المبکر لحدوث الأزمات فسيتسبب ذلک في فقدان الفعل الاستباقي ومن ثم تحقق عنصر المفاجأة ومع استمرارية غياب دور نظم المعلومات الاستراتيجية سيترتب عليه نتائج کارثية تمتد لفترات طويلة من الزمن (محمد، 2014).      وفى ضوء ما سبق، تظهر أهمية امتلاک المنظمات لنظم متکاملة للمعلومات الاستراتيجية والتي تمکنها من رصد وتحديد وقياس التغيرات في العوامل البيئية العالمية، مما يسهل من مهمة القيادات المسئولة عن عمليات إدارة الأزمات في تبنى الأساليب العلمية وتجنب العشوائية وهدر الوقت والجهد، فضلاً عن تجنب مضاعفات التأخر في التعامل مع الأزمات.      وبناءً على ذلک، تتبنى البحث الحالية البحث المتعمق عن الدور الذي تلعبه نظم المعلومات الاستراتيجية بأبعادها المختلفة في تحسين إدارة الأزمات وخصوصاً الأزمات الأمنية حيث سيتم تطبيقها على منظمة أمنية وهي وزارة الداخلية الکويتية.