مقدمة:
يمثل اهتمام الابوين بتعليم ابنائهم رکيزة أساسية للنجاح ويمکن للمدارس وأولياء أمور الطلاب القيام بدور کبير في هذا المجال مع توفر المزيد من الأنشطة المدرسية التي تعزز مشارکتهم في العملية التعليمية. وهدفنا هو اشراک 80% من الاسر في الأنشطة المدرسية بحلول عام 2030م بإذن الله.
تتطلع المملکة العربية السعودية لإنشاء برنامج "ارتقاء" المزمن اطلاقه مع مجموعة من مؤشرات الأداء التي تقيس مدى اشراک المدارس لأولياء الأمور في عملية تعليم أبنائهم، بحيث ستقوم المملکة بإنشاء مدارس لأولياء الأمور يطرحون من خلالها اقتراحاتهم ويناقشون القضايا التي تمس تعليم أبنائهم، وتدعم ذلک بتوفير برامج تدريبية للمعلمين وتأهيلهم من أجل تحقيق التواصل الفعال مع أولياء الأمور، وزيادة الوعي بأهمية مشارکتهم. کما ستعمل على التعاون مع القطاع الخاص والقطاع الغير الربحي في تقديم المزيد من البرامج والفعاليات المبتکرة لتعزيز الشراکة التعليمية.
"سنواصل الاستثمار في التعليم والتدريب وتزويد أبنائنا بالمعارف والمهارات اللازمة لوظائف المستقبل. وسيکون هدفنا أن يحصل کل طفل سعودي – أينما کان – على فرص التعليم الجيد وفق خيارات متنوعة، وسيکون ترکيزنا أکبر على مراحل التعليم المبکر وعلى تأهيل المدرسين والقيادات التربوية وتدريبهم وتطوير المناهج الدراسية" (صاحب السمو الملکي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود. حفظه الله)
حينما نتمعن في رؤية المملکة الخاصة بالتعليم، يخطر في أذهاننا ما أکد عليه کل من ((Desforges, C.,) (Abouchaar, A, 2003) في الخروج من الدور التقليدي في التعليم، حيث ان العملية التعليمية لا تقتصر على نقل المعرفة للمتعلمين فقط بل أصبح نقل المعرفة مهم جدا للأسرة قبل الطفل. فحينما نطالب الطفل بالقيام بأدوار ريادية وتوجيهية وإشراقية يجب أن يکون الدعم الأول والأساسي نابع من الأسرة ومن ثم المؤسسة التعليمية.
وبالرغم من تزايد الاهتمام بقضية مشارکة أولياء الأمور في تعليم أبنائهم ودراسة العلاقة بين البيت والروضة ونشر عدد کبير من البحوث في هذا المجال اتفاقا على أهمية هذا الموضوع مثلما أکدته رؤية المملکة العربية السعودية 2030، الا ان المصطلح لمشارکة أولياء الأمور لايزال يشوبه الغموض وهناک تعريفات کثيرة ومتعددة ومصطلحات أخرى مرادفة قد تتفق او تختلف في جوانب معينه وذلک في حدود علم الباحثتان، ومن هنا کانت مشکلة البحث.
مشکلة الدراسة:
في ضوء رؤية المملکة العربية السعودية 2030 المبنية على انشاء برامج مثل برنامج "ارتقاء" والذي يقيس مدى اشراک الروضات لأولياء الأمور في عملية تعليم أبنائهم والتي هدفها زيادة فعالية التعليم في مرحلة الطفولة المبکرة، لاحظت الباحثتان أثناء عملهما کمعلمات سابقات في الروضة وفي الإشراف على الطالبات في التدريب الميداني داخل الروضات حاليا، أن کثير من أولياء أمور الأطفال في الروضة ليس لديهم وعي بأهمية التواصل مع فريق العمل في المؤسسة التعليمية، أيضا اکتفاء معظم المعلمات بالتواصل مع أولياء الامور فيما يخص الأمور التقليدية فقط مثل اجتماع أولياء الأمور مره واحدة في الفصل الدراسي الواحد ، کما أن المؤسسة التعليمية ليس لها وجود فعال من ناحية إقامة الورش والدورات الخاصة بأولياء الامور وتأهيلهم التأهيل المناسب والمکمل للروضة ، لهذا تم عمل دراسة استطلاعية في بعض الروضات وذلک لاستطلاع آراء المعلمات في کيفية تعزيز المشارکة الوالدية ودورها في العملية التعليمية في مرحلة رياض الاطفال.