تکتسب المحاصیل البقولیة الغذائیة والتی تتمثل فی الفول البلدی والعدس والحمص والترمس والحلبة مکانة هامة لما لها من أهمیة خاصة لکونها مصدراً هاماً من مصادر البروتین النباتی، وتسهم فی سد الفجوة الغذائیة بین الإنتاج والاستهلاک من البروتین الحیوانی، وتکمن المشکلة فی عجز الإنتاج المحلی عن تغطیة الاحتیاجات الاستهلاکیة من الفول البلدی وبالتالی وجود فجوة یتم سدها بالاستیراد من الخارج مما یحمل الخزانة العامة المزید من الأعباء، واعتمدت الدراسة علی بیانات ثانویة منشورة من وزارة الزراعة واستصلاح الأراضی کما استخدمت فی تحلیل البیانات وعرض النتائج الأسلوبین الوصفی والکمی متمثلاً فی معادلات الاتجاه الزمنی العام ودالة نیرلوف لاستجابة العرض ونماذج مشتقة منها، ولقد توصلت الدراسة إلی عدة نتائج من أهمها: بدراسة تطور إنتاج واستهلاک محصول الفول البلدی بالإضافة إلی التجارة الخارجیة خلال فترة الدراسة (2000-2019)، تبین أن الإنتاج الکلی أخذ إتجاهاً عاماً متناقصاً ومعنویاً إحصائیاً. فی حین أخذ الاستهلاک إتجاهاً عاماً متزایداً وغیر معنوی إحصائیاً، وهذا أدی إلی وجود فجوة غذائیة فی المحصول أخذت إتجاهاً عاماً متزایداً معنویاً إحصائیاً، وبدراسة تطور المساحة المزروعة من المحصول علی مستوی الجمهوریة ومحافظة الشرقیة فقد تبین أن المساحة المزروعة بالجمهوریة أخذت إتجاهاً عاماً متناقصاً ومعنویاً إحصائیاً بمعدل انخفاض سنوی بلغ 13.12 ألف فدان. کما أخذت المساحة المزروعة بمحصول الفول البلدی بمحافظة الشرقیة إتجاهاً عاماً متناقصاً و معنوی إحصائیاً بمعدل انخفاض سنوی بلغ 1.62 ألف فدان. وهذا أدی إلی نقص الإنتاج الکلی بمعدل انخفاض سنوی بلغ حوالی 15.88، 2.36 ألف طن لکل من جمهوریة مصر العربیة ومحافظة الشرقیة علی الترتیب وقد ثبتت المعنویة الإحصائیة لهذا الانخفاض السنوی، وبتقدیر دالة استجابة العرض لمحصول الفول البلدی بمحافظة الشرقیة فقد تبین وجود علاقة طردیة موجبة بین المساحة المزروعة بمحصول الفول البلدی فی السنة الحالیة وکل من سعر طن الفول البلدی و إنتاجیة الفول البلدی فی السنة السابقة، کما توجد علاقة عکسیة بین المساحة المزروعة بمحصول الفول البلدی فی السنة الحالیة وکل من المساحة المزروعة بمحصول بنجر السکر وصافی عائد فدان البرسیم فی السنة السابقة، واتضح من النتائج أن محصولی البرسیم وبنجر السکر من أکثر المحاصیل المنافسة لمحصول الفول البلدی وذلک وفقاً لمعامل التحدید و فترة الاستجابة الکاملة، کما أن أکثر العوامل المسئولة عن زیادة المساحة المزروعة بالفول البلدی هی الإنتاجیة الفدانیة للمحصول، بینما أکثر العوامل المسئولة عن انخفاض المساحة المزروعة بالفول البلدی هو ارتفاع صافی عائد فدان البرسیم و التوسع فی المساحة المزروعة بمحصول بنجر السکر مما یعکس أثر سیاسات الاصلاح الاقتصادی وترک الحریة للمزارع فی تحدید الترکیب المحصولی الذی یحقق له أقصی عائد من الموارد المستخدمة وکذلک أثر الزراعة التعاقدیة فی التوسع فی إنتاج محصول بنجر السکر مما جعله منافس قوی لمحصول الفول البلدی، ویوصی البحث بالتوسع فی زراعة محصول الفول البلدی لما له من أهمیة اقتصادیة، وکذلک الاهتمام بزراعة محصول الفول البلدی فی محافظة الشرقیة وانتخاب أصناف عالیة الإنتاجیة نظراً لتراجع الإنتاجیة وفقاً لما أشارت إلیه البیانات بعد أن کانت محافظة الشرقیة تسجل إنتاجیة تفوق متوسط إنتاجیة الجمهوریة، بالإضافة إلیوضع سعر مناسب یضمن للمنتج تغطیة التکالیف الإنتاجیة وتحقیق هامش ربحی جید، وأخیراً تفعیل دور الارشاد الزراعی فی النهوض بالمحصول وقیام الجمعیات الزراعیة بدورها فی توجیه الزراع لتبنی ترکیب محصولی مناسب لزیادة إنتاج المحاصیل الأساسیة.