تواجه معظم الدول العربية العديد من المخاطر الإقتصادية والسياسية، وذلک لعدم کفاية الإنتاج الزراعي لسد إحتياجاﺗﻬا الغذائية وإعتمادها على الدول المنتجة الرئيسية في العالم لسد هذه الإحتياجات، على الرغم من تمتع تلک الدول بالموارد الاقتصادية الزراعية والمزايا النسبية والتنافسية فى انتاج العديد من السلع والمنتجات الزراعية والتي تتيح لها تحقيق مستويات أفضل من الأمن الغذائي، وتأتى مصر في مقدمة الدول العربية من حيث کمية انتاج العديد من المجموعات المحصولية الزراعية والحيوانية، ومع ذلک فانها تحقق عجزاً ببعض اوجه الانتاج الزراعي، مما يستدعي معه تفعيل التکامل الزراعي المصري العربي واستغلال الامکانيات المتبادلة في تعزيز الامن الغذائي في مصر والدول العربية. استهدف البحث تقدير الطاقة الانتاجية للوطن العربي من المجموعات المحصولية والحيوانية المختلفة، تحليل هيکل التجارة الزراعية العربية، والتعرف على آفاق ومحددات التکامل الزراعى بين مصر والدول العربية،وکانت أهم نتائج الدراسة أن معظم الدول العربية تعانى من عجز کبير فى کل من الحبوب والبقوليات واللحوم الحمراء والدواجن، بينما حققت فائضاً فى الخضر والألبان والبيض، فى حين حققت معظم الدول العربية إکتفاءاً ذاتياً أو تقترب من تحقيقه فى کل من المحاصيل الزيتية والفاکهة والجذور والدرنات وذلک کمتوسط للفترة (2013- 2017)، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الفائض من المنتجات الزراعية فى مصر يمثل فرصاً تصديرية إلى الدول العربية وأن العجز منها يمثل فرصاً إستيرادية لمصر من باقى الدول العربية. وتبين من النتائج ايضا أن المحاصيل التى تمثل فرصاً للصادرات المصرية تتمثل فى کل من الأرز (الحبوب)، الفاصوليا الجافة (البقوليات)، الفول السودانى (المحاصيل الزيتية)، البرتقال والعنب واليوسفى والليمون والتمور (الفاکهة)، البصل والطماطم والفاصوليا الخضراء (الخضر)، البطاطس (الجذور والدرنات) بفائض قدر بنحو 91.1، 58.4، 8.1، 878.4، 85.9، 32.5، 24.9، 19.6، 448.9، 55.8، 26.2، 394.7 ألف طن على الترتيب کمتوسط للفترة من (2013- 2017). أما بالنسبة للمحاصيل التى تمثل فرصاً للواردات المصرية تتمثل فى کل من السمسم (المحاصيل الزيتية)، الموز والتفاح (الفاکهة)، الألبان، والأسماک، وبلغت کمية العجز منها نحو 9.1، 24.6، 214.7، 71.5، 221.2 ألف طن على الترتيب وذلک کمتوسط للفترة من (2013- 2017)، وتوصلت الدراسة إلى أن أهم معوقات التکامل الزراعي بين مصر والدول العربية تتمثل فى ضعف وتشابه الهياکل الإنتاجية الزراعية للدول العربية، غياب وضعف الإطار المؤسسي اللازم لإدارة عملية التکامل الزراعى، وغياب الاستقرار السياسي ببعض الدول العربية مما اخر انجاز العديد من المشروعات التکاملية الزراعية. وتوصي الدراسة بضرورة توجيه فائض مصر الزراعي إلى الدول العربية الأخرى والتي تعاني عجزا به بدلاً من تصديرها إلى دول أخرى، والعکس في حالة الفائض وذلک بهدف تحقيق التکامل الزراعى العربي، التخصص وتقسيم العمل بين الدول العربية بحيث تتخصص کل دولة في المحاصيل والمنتجات التي تتمتع بميزة نسبية وتنافسية بها مما يساعد على زيادة درجة التکامل والاعتماد المتبادل فيما بين الدول العربية، واعادة إحياء بعض المشروعات الزراعية العربية المشترکة.