يعتبر نشاط تربية وإنتاج النحل من أقدم الأنشطة الاقتصادية الزراعية التي عرفها الإنسان في العالم عامة وفي مصر خاصة، ويشجع علي تربية وإنتاج عسل النحل في مصر ما تمتلکه من مقومات عديدة أهمها المناخ المعتدل طول العام ويتسم هذا النشاط بأهميتة من حيث مصدر الدخل ويوفر فرص عمالة وغذاء جيد، وتمثلت مشکلة الدراسة في انخفاض وتدهور إنتاج عسل النحل في مصر ومحافظة الشرقية وبالتالي المعروض والفائض التسويقي وارتفاع أسعار العسل وتناقص القدرة علي التصدير، واستهدفت الدراسة توصيف الوضع الحالي لإنتاج وتسويق عسل النحل والتعرف علي أهم العوامل والمتغيرات التي تؤثر في کل من الإنتاج الکلي والاستخدام العائلي والفائض المسوق من عسل النحل هذا إلى جانب التعرف علي معوقات تربية النحل لإنتاج عسل النحل وسبل علاجها، واعتمدت الدراسة علي مصدرين رئيسيين للبيانات وهما: بيانات ثانوية منشورة من وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وأخري أولية ميدانية من خلال استمارة استبيان وبلغ حجم العينة 60 مشاهدة موزعة علي ثلاثة مراکز هي فاقوس وديرب نجم ومنيا القمح. واستخدمت الدراسة الأسلوبين الوصفي والکمي. ولقد توصلت الدراسة للنتائج التالية: ارتفاع الأهمية النسبية لعدد المناحل بمحافظة الشرقية مقارنة بمثيلتها علي مستوي الجمهورية في حين ينخفض متوسط عدد الخلايا بالمنحل بالشرقية مقارنة بمثيله على مستوى الجمهورية، کما أتضح أنه في الوقت الذي تقل المستويات السعرية بمحافظة الشرقية عن مثيلتها علي مستوي الجمهورية فإن الفروق التسويقية لمستويات الدراسة المختلفة بمحافظة الشرقية تفوق مثيلتها علي مستوي الجمهورية وذلک لمتوسط فترة الدراسة (2009-2013)، ولقد تبين انه في الوقت الذي يرتفع نصيب المسوق(تاجر جملة، تاجر تجزئة) بمحافظة الشرقية من جنيه المستهلک مقارنة بمثيله علي مستوي الجمهورية فإن نصيب المنتج علي مستوي الجمهورية يفوق مثيله علي مستوي الشرقية ويرجع ذلک إلى أن محافظة الشرقية تعتبر محافظة منتجة ومسوقة لعسل النحل بدراسة العوامل والمتغيرات المؤثرة في إنتاج عسل النحل بعينة الدراسة فقد تبين وجود علاقة طردية موجبة بين کل من إنتاج المنحل من عسل النحل بالکيلوجرام، من جانب، وکل من عدد الخلايا بالمنحل، کمية السکر المستخدمة في التغذية بالکيلوجرام، عدد أيام العمل البشري وعدد مرات نقل المنحل من مکانه الأصلي من جانب أخر، أي أن زيادة هذه المتغيرات أو إحداها يؤدي إلي زيادة إنتاج عسل النحل من المنحل، کما أن هذه المتغيرات تفسر حوالي 98% من التغير في کمية إنتاج عسل النحل بالمنحل. بدراسة الاستخدام العائلي والهدايا فقد تبين أن زيادة إنتاج عسل النحل بالکيلوجرام في المنحل يؤدي إلي زيادة الاستخدام العائلي والهدايا، في حين يؤدي زيادة سعر کيلوجرام عسل النحل بالجنيه علي مستوي المنتج والمستهلک إلي نقص في الاستخدام العائلي والهدايا، تفسر المتغيرات الثلاثة السابقة 95% من التغير في کمية عسل النحل المستخدمة عائليا، بدراسة العوامل والمتغيرات المؤثرة في الفائض المسوق والمباع للتاجر فقد تبين وجود تأثير عکسي لکل من النسبة السعرية مابين سعر المستهلک وسعر المنتج ونسبة الاستخدام العائلي والهدايا لإجمالي إنتاج عسل النحل للمنحل أي أن زيادتهما يؤدي إلي نقص في کمية الفائض المسوق من عسل النحل المباعة للتاجر. ولقد تبين أن هذان المتغيران معا يفسران 38.6% من التغير في کمية الفائض المسوق من عسل النحل بالکيلوجرام للمنحل.