تعتبر الحبوب الغذائية من الأهمية بمکان حيث تشغل مساحة زراعية ومحصوليه کبيرة، کما أنها تلعب دوراً کبيراً في التجارة الخارجية الزراعية، وتقوم على الحبوب أهم الصناعات الزراعية التحويلية في مصر مثل صناعة طحن الغلال (القمح والذرة) وصناعة ضرب الأرز، ويعتبر البنيان الاقتصادى الزراعى التسويقي أضعف البنيانات الاقتصادية الزراعية حيث ترتفع التکاليف والهوامش التسويقية من جانب، دون مقابل في الوظائف والخدمات التسويقية من جانب أخر، هذا بالإضافة إلي إرتفاع نسبة الفاقد أثناء تخزين الحبوب، ولقد إنحصرت مشکلة الدراسة في أن جزء بسيط من إنتاج محاصيل الحبوب الغذائية يورد للدولة والجزء الاکبر يبقي لدى الزراع لتخزينه، وتعتبر سبل ووسائل وطرق التخزين للحبوب الغذائية بدائية مما يؤدى إلى إرتفاع نسبة الفاقد وبالتالى يزيد من الفجوة الغذائية مما يحمل الخزانة العامة للدولة المزيد من الأعباء، استهدفت الدراسة التعرف علي العوامل والمتغيرات التى تؤثر في کفاءة تخزين الحبوب الغذائية بالريف، ومنها الإيجابي والذى يمکن تفعيله والسلبى والذى يمکن تحجيمه، مما يؤدى إلي الارتقاء بمستوى کفاءة الأداء الاقتصادى والفنى لوسائل وطرق تخزين الحبوب الغذائية بالريف وبالتالى يمکن تقليل الفاقد، اعتمدت الدراسة على مصدرين رئيسيين وهما: بيانات ثانوية منشورة وأخرى غير منشورة، وبيانات أولية من خلال استمارة استبيان صممت خصيصاً لذلک تم تجميعها بالمقابلات الشخصية مع مزارعى محاصيل الحبوب الغذائية الثلاثة معاً (قمح، ذرة، أرز)، وقد اعتمدت الدراسة علي الأسلوبين الوصفى والکمى في تحليل البيانات وعرض ما توصلت إليه من نتائج، ومن أهم النتائج التى توصلت إليها الدراسة ما يلى: بدراسة نسبة الفاقد فى الحبوب الغذائية فقد تبين أنها إرتفعت لتصل أقصاها فى القمح حيث بلغت حوالى 6.43%، يليه الذرة الشامية حيث بلغت حوالى 5.42%، ثم يليه الأرز الشعير حيث بلغت حوالى 4.64% وذلک من إجمالى الکمية المخزنة بالطن للمحاصيل الثلاثة موضع الدراسة، کما تبين أن مراحل الفقد قد إنحصرت فى الفاقد أثناء نقل المحصول إلى وسيلة التخزين، والفاقد أثناء تخزين المحصول، والفاقد أثناء سحب وإعداد المخزون للاستخدام، کما أن أعلى نسبة فاقد فى أثناء نقل المحصول وإعداده للتخزين للمحاصيل الثلاثة موضع الدراسة، وبدراسة العوامل المؤثرة على کمية الفاقد أثناء التخزين للحبوب الغذائية موضع الدراسة انحصرت فى الکمية المخزنة بالطن وتکاليف تخزين الطن وعدد أفراد الأسرة ومتغيرات صورية هى الحالة التعليمية للمبحوث وأخيراً العمل الرئيسى للمبحوث حيث تبين وجود علاقة طردية موجبة بين کمية الفاقد بالکيلوجرام من القمح والذرة الشامية والأرز الشعير، من جانب، وعدد أفراد الأسرة من جانب أخر، وبرجع ذلک إلى زيادة استهلاک الحبوب الغذائية بزيادة عدد أفراد الأسرة وبالتالى زيادة عدد مرات سحب المخزون من الحبوب، مما يؤدى إلى زيادة الفاقد فى کل مرة مما يؤدى إلى زيادة کمية الفاقد الإجمالى فى نهاية المخزون، أما بالنسبة للعلاقة الطردية بين کمية الفاقد بالکيلو جرام من الذرة الشامية والأرز الشعير أثناء التخزين وتکاليف التخزين للطن بالجنيه فإنه بالنسبة للذرة الشامية رغم أن تکاليف المطهرات تدخل ضمن تکاليف التخزين إلا أنه يوجد عوامل ومتغيرات أخرى أکثر تأثيراً فى کمية الفاقد وهى نسبة الرطوبة بالذرة الشامية والتى ترجع إلى إختلاف مواعيد الحصاد والجفاف لها وهو ما يشير إليه معامل التحديد والذى يبين وجود عوامل أخرى أکثر تأثيراً فى کمية الفاقد بالکيلو جرام، أما بالنسبة للأرز الشعير فيرجع ذلک إلى عدم إستخدام المطهرات ضمن تکاليف التخزين.