تعد زريعة الأسماک من أهم مقومات نجاح الاستزراع السمکي، ومع نجاح تفريخ زريعة أسماک المياه العذبة، تظل مشکلة تفريخ أسماک المياه المالحة تمثل عقبة کبيرة في تحقيق أهداف تنمية الثروة السمکية من خلال التوسع في الاستزراع البحري، کما تظل مشکلة توفير زريعة الأسماک البحرية معوقا، ففي الفترات السابقة کان الاعتماد في تجميع زريعة الأسماک البحرية من المصايد الطبيعية وما يتضمنه من مخاطر في تلبية احتياجات نظم الاستزراع السمکي من حيث النوعية والحجم المناسب والتوقيت الملائم للاستزراع، هدف هذه الدراسة تناول اقتصاديات أحد المفرخات للأسماک البحرية، واعتمدت الدراسة على بيانات ميدانية من خلال عدد من الزيارات لمفرخ حراز بالإسماعيلية للموسم الإنتاجي 2016/2017 کدراسة حالة، وکانت أهم النتائج کالاتي: بلوغ اجمالي التکاليف للألف وحدة زريعة 1026.04، حيث ينتج المفرخ حوالي ثلاثة ملايين وحدة زريعة من اسماک القاروص في الموسم، تمثل التکاليف المتغيرة حوالي 24.80% من التکاليف الکلية، تکاليف التغذية تمثل حوالي43.94% من التکاليف المتغيرة، أي حوالي 10.90% من التکاليف الکلية، تکاليف الارتيميا تمثل حوالي 9.36% من التکاليف الکلية، أما التکاليف الثابتة تمثل 75.20% من التکاليف الکلية، تمثل التکاليف المباشرة حوالي 49.56%، بينما التکاليف غير المباشرة تمثل 50.44% من التکاليف الکلية للألف وحدة زريعة، المفرخ يحقق صافي ربح موجب، وبلغ هامش المنتج 31.60% من سعر بيع زريعة الأسماک، وهو مؤشر لإمکانية التوسع في النشاط، حيث يتلاشى هذا الربح في المدى الطويل، وبالنسبة للعائد على الاستثمار فقد بلغ معدل العائد الداخلي 31.64%، أي أن الاستثمار مجدي في هذا النشاط، ويمکن استرداد رأس المال المستثمر بعد 3.16 سنة، وتبين استمرار جدوى الاستثمار في المفرخ مع زيادة أسعار أهم المتغيرات وهي الارتيميا، وأجور العمال، وکذلک انخفاض أسعار بيع الألف وحدة زريعة، ويواجه المفرخ عديد من المشکلات وأهمها تلوث مياه قناة السويس مما يتسبب في زيادة نسبة الفقد للزريعة في مرحلة اليرقات، وقلة توافر العمالة المدربة بمجال التفريخ البحري، أضف إلى ذلک ارتفاع أسعار الأعلاف بصفة عامة والارتيميا المخصصة لتغذية اليرقات بصفة خاصة، کما توجد مشکلات تسويقية أهمها المنافسة السعرية للزريعة التي يتم تجميعها من المصادر الطبيعية، وأسعارها من المفرخات الصناعية.