تساهم التجارة الخارجية فى ربط القطاعات الاقتصادية مع بعضها، بالإضافة إلي توفير مستلزمات الإنتاج، وتأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين، فضلا عن دورها فى تصريف المنتجات النهائية لتلک القطاعات،  کما تمثل التجارة الخارجية حرکة واسعة للأفراد ورؤوس الأموال والخبرات الفنية والإدارية وتوفير العملات الأجنبية، وبالتالى تدعم التجارة الخارجية تکامل الأسواق الدولية ونمو القطاعات الاقتصادية وتحريک عجلة التنمية، وتتمثل مشکلة الدراسة فى تذبذب التجارة الخارجية لبعض الحاصلات الزراعية نتيجة تطبيق بعض السياسات الحکومية والتى منها السياسات السعرية للحاصلات الزراعية والتي لها تأثير مباشر وغير مباشر على الصادرات والواردات للسلع الزراعية المصرية، استهدفت الدراسة قياس الآثار المباشرة وغير المباشرة للتدخل الحکومى على أداء التجارة الخارجية للسلع الزراعية متمثلة فى محاصيل القمح والأرز والبطاطس، حيث تم حساب مؤشرات معاملات الحماية الاسمية والفعالة للسلع الزراعية موضوع الدراسة, کما تم تقدير العوامل المؤثرة على التجارة الخارجية الزراعية من خلال تقدير دالة الطلب على الواردات من محصول القمح ودالة عرض الصادرات من محاصيل الأرز والبطاطس وذلک استناداً لأسلوب Kmenta، باختبار أثر المتغير الإضافي والذى يتم إضافتة للنموذج المقدر، اعتمدت الدراسة علي البيانات المنشورة وغير المنشورة لقطاع الشئون الاقتصادية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إلى جانب البيانات التى يتم توفيرها من الجهاز المرکزى للتعبئة والإحصاء فيما يخص أسعار الصرف، کما تم الحصول على بيانات التجارة والأسعار العالمية للمحاصيل موضوع الدراسة من موقع حلول تکامل التجارة العالمية World Integrated Trade Solution (WITS)، وقد توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج بالنسبة لمعامل الحماية الاسمي والفعال لمحاصيل القمح والأرز والبطاطس خلال الفترة من (2000-2017)، منها أن قيمة معامل الحماية الأسمى أقل من الواحد الصحيح مما يعنى عدم تقديم حافز لمنتجي تلک المحاصيل وأن المستهلکين يدفعون سعراً أقل من أسعار الحدود ومن ثم وجود دعم للمستهلکين، کما يدل انخفاض معامل الحماية الفعال عن الواحد الصحيح على أن منتجى تلک المحاصيل يمکنهم الحصول على عائد أعلى وذلک عندما يواجهون بأسعار الحدود وليس بالأسعار المحلية، کما تبين أن لکل من الإنتاج المحلى، وحجم الإستهلاک المتاح والسعر المحلى، وکمية الفاقد، وعدد السکان تأثير إيجابى ومعنوى إحصائيا على حجم الواردات من القمح، حيث أن إضافة المتغير تؤدى إلى انتقال إيجابى لدالة الطلب على واردات القمح إلى اليمين ولأعلى، بينما لم تتأکد المعنوية الإحصائية لحجم المخزون السنوى على دالة الطلب على الواردات. وتبين أن لحجم الانتاج المحلى من الأرز تأثير معنوى إحصائيا على انتقال دالة الصادرات إلى أعلى ناحية اليمين، ويعنى ذلک أنه بزيادة الإنتاج المحلى تزيد کمية الصادرات من الأرز عند نفس مستوى السعر للتصدير، بينما لم تتأکد المعنوية الإحصائية لباقى المتغيرات موضع الدراسة (المتاح للإستهلاک المحلى، والسعر المحلى، حجم المخزون، والفاقدالسنوى، وعدد السکان) على دالة الصادرات لمحصول الأرز، وتأکدت المعنوية الإحصائية للأثر الإيجابى لکل من الإنتاج المحلى، والمتاح للإستهلاک المحلى، والسعر المحلى، وکمية الفاقد، وعدد السکان على دالتى الطلب على الواردات والعرض على الصادرات لمحصول البطاطس على حد سواء.