تعتبر دراسة الاستهلاک ذات أهمية کبيرة في رسم السياسات الاقتصادية والتعرف على توقعات سلوک المستهلکين وتأثيرها على الکميات المستهلکة من کل سلعة، مما يساهم في تحديد أهداف خطط التنمية الاقتصادية ومن ثم السياسات المؤدية لتحقيق إشباع حاجات السکان من مختلف السلع والخدمات مع ترشيد معدّلات الاستهلاک، وبالرغم من الأهمية الغذائية للألبان ومنتجاتها وتوافر ميزة نسبية لمصر في إنتاج الألبان، فإنه ما زال متوسط نصيب الفرد من الألبان ومنتجاتها منخفض للغاية بل ومتناقص، مع ارتفاع نسبة اعتماد الاستهلاک المحلي على الواردات، لسد الفجوة بين الإنتاج المحلي والاستهلاک، نظراً لانخفاض الإنتاج في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يؤثر بدوره على زيادة العجز في الميزان التجاري ومن ثم ميزان المدفوعات المصري، هدفت الدراسة إلى تقدير دوال استهلاک الألبان ومنتجاتها، وبيان مدى الاختلاف بين الحضر والريف کمناطق ديموجرافية رئيسة تعکس أثر البعد الاجتماعي علاوة على أثر الاختلاف في مستوى دخل الفرد على کميات الاستهلاک من الألبان ومنتجاتها مقاسة في صورة معاملات المرونة الدخلية في المنطقتين، للوقوف على الوضع الراهن لأنماط الاستهلاک الغذائي للفرد المصري في کل من الحضر والريف، والتي تفيد القائمين في رسم السياسات الاستهلاکية للألبان ومنتجاتها والوصول بنصيب الفرد المصري لمعدل متقدم عالمياً، واعتمدت الدراسة بصفة أساسية على بيانات العينة الميدانية لبحث ميزانية الأسرة لعام2015 الذي قام بها الجهاز المرکزي للتعبئة العامة والإحصاء، وتبين أن للحضر أثر إيجابي معنوي إحصائياً على استهلاک کل من الألبان المعبأة (سواء مبسترة أو معقمة)، وکذلک على استهلاک کل من الزبادي والجبن الأبيض کامل الدسم، بينما کان هناک أثر سلبي معنوي إحصائياً للحضر على استهلاک الجبن القريش، ولم يکن للمنطقة أثر معنوي إحصائياً على استهلاک اللبن الطازج، ومتوسط معامل مرونة الدخل المقدّرة بينت أن المستهلک يعتبر کل من اللبن الطازج والجبن الأبيض سلعاً شبه کمالية (معامل المرونة أکبر من 0.5، أقل من 1)، بينما اللبن المعبأ والزبادي سلعاً راقية (مرونتها الدخلية أکبر من 1)، والجبن القريش سلعة ضرورية عند مستويات الدخل المنخفضة وسلعة دنيا (رديئة) عند فئات الدخل العليا.