تعتبر صناعة طحن القمح في مصر من أهم الصناعات الزراعية باعتبار أن القمح ومنتجاتها الغذاء الرئيسى للغالبية العظمى من السکان ، وتشير الإحصاءات إلى أن إجمالي الاستثمارات فى هذا القطاع قدرت خلال العام المالى 2007/2008 بنحو 1.4 مليار جنيه . کما يقدر عدد العاملين بشرکات المطاحن والصوامع والمخابز التابعين للشرکة القابضة للصناعات الغذائية نحو 39615 عاملاً في عام 07/2008. ونظراً للعجز المزمن في الإنتاج المحلي من القمح عن الوفاء بالاحتياجات الاستهلاکية المتزايدة في مصر، اتجهت الدولة إلى التوسع في الواردات من القمح ودقيقه حيث ازدادت کمية الواردات من القمح ودقيقه من حوالي 2.5 مليون طن عام 79/1980 بقيمة تقدر بنحو 381 مليون جنيه إلى حوالي 6.59 مليون طن عام 07/2008 . وبلغ إجمالي عدد المطاحن نحو 5618 مطحناً فى عام 2011/2012 منها (94) مطحناً تابع لقطاع الأعمال العام و(148) مطحناً تابعة للقطاع الخاص والاستثماري و(5376) مطحنا تابعة للأهالي، ومع توافر تلک الأعداد من المطاحن وسعتها التخزينية المتاحة للصوامع اللازمة لاستقبال الأقماح المستوردة والمحلية ما زالت الدولة تقوم باستيراد الدقيق الفاخر من الخارج مما يزيد العبء على ميزان المدفوعات المصري نتيجة لعدم التشغيل الأمثل للطاقات الطاحنة وإهدار رؤوس الأموال المستثمرة . وتعتمد صناعة الطحن على الطاقة الإنتاجية المصرية من القمح بالإضافة الى الطاقة الاستيرادية من القمح والتي تتزايد باستمرار لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاک نتيجة للثبات النسبي للإنتاج المصري من القمح. ونظراً لأهمية قطاع المطاحن فى قطاع التصنيع الزراعى فإن دراسة اقتصاديات تشغيل المطاحن وتقدير المعايير المختلفة للکفاءة الإنتاجية والاقتصادية وفاعلية الأداء لهذه المطاحن يجب أن تکون هدفاً للنهوض بهذا القطاع الإنتاجي ودعما لکفاءة استغلال موارده الاقتصادية مما يؤهله للقيام بالدور المطلوب منه فى علاج الفجوة القمحية التى تعانى منها جمهورية مصر العربية.