تبلغ مساحة جمهورية مصر العربية الإجمالية حوالي 1.002 مليون کيلو متر مربع، وتقسم إلي ثلاثة مناطق جغرافية رئيسية أولها وادي النيل ويشمل مصر العليا ومصر السفلي، وثانيها الصحراء الشرقية وتشمل شبه جزيرة سيناء، وثالثها الصحراء الغربية وبنسبة 4%، 28%، 68% من مساحة مصر علي الترتيب(2). وتُعد الأراضي الزراعية أحد أهم عنصري الإنتاج (الأرض، والمياه) من بين عناصر الإنتاج الأخري المحددة للإنتاج الزراعي في مصر، ونظراً لتزايد أعداد السکان بمعدل يفوق معدل الزيادة في مساحة الأراضي الزراعية، فإن ذلک يؤدى إلى تفاقم أزمة الغذاء وعدم القدرة على تلبية الإحتياجات المتزايدة للسکان. وترجع مشکلة الأراضي الزراعية في مصر بصفة عامة إلى تعرضها لمخاطر عدة منها مخاطر التدهور المباشر والتي تؤدى إلي خروج الأرض الزراعية بشکل مباشر من نشاط الإنتاج الزراعي إلى غير ذلک من الأنشطة، ومنها التجريف، والتبوير، والتوسع العمراني. أما مخاطر التدهور الغير مباشر للأراضي الزراعية فتتمثل في التدهور الراجع إلي سوء إستخدام الموارد الزراعية، مما يؤدى إلى إنخفاض إنتاجيتها على المدى الطويل، و منها سوء استخدام الأسمدة والمبيدات الکيميائية، بالإضافة إلي تغدق وتملح الأراضي الزراعية والراجع أساساً إلي سوء ورداءة نوعية المياه المستخدمة في الري من ناحية، وعدم وجود شبکة صرف جيدة من ناحية أخري(1، 3). مشکلة البحث: نظراً لما تتعرض إليه الأراضي الزراعية المصرية من مخاطر التدهور المباشر وغير المباشر فإن ذلک يؤدى إلى حدوث فقد نوعى وکمي في الأراضي الزراعية المصرية، حيث يتمثل الفقد النوعي في تدهور مواصفات تلک الأراضي وإنتقالها من رتب إنتاجية أعلى إلى رتب إنتاجية أقل، وبالتالي إنخفاض إنتاجيتها وتدهور مواصفاتها وکذا مواصفات المنتج الزراعي منها.  فى حين يتمثل الفقد الکمي في تقلص المساحات المنزرعة في مصر نظراً لإستقطاع جزء منها للإستغلال غير الزراعي (الحضري). ويؤدى هذا الفقد بنوعيه في الأراضي الزراعية المصرية إلى عدم کفاية الإنتاج الزراعي لتلبية إحتياجات السکان المتزايدة، علاوة على الآثار السيئة والضارة علي کلٍ من المنتج الزراعي، والإنسان والحيوان.   أهداف البحث: في ضوء ما تم إستعراضه في المشکلة البحثية يُعد تصنيف الأراضي الزراعية وفقا لجدارتها الإنتاجية من الأهمية بمکان لمساعدة متخذ القرار في تحديد مناطق زراعة کل محصول وفقا للجدارة الإنتاجية، وکذلک مساعدته في وضع البرامج اللازمة لتحسين التربة الزراعية وزيادة إنتاجيتها وتحسين خواصها والمحافظة عليها، الأمر الذي ينبغي معه التعرف علي مدي التغير النوعي الحادث في الرتب الإنتاجية للأراضي الزراعية، وبالتالي فإن البحث يهدف بصفة أساسية إلى: 1- قياس التغير النوعي في الأراضي الزراعية المصرية من خلال تتبع أراضى المراکز الإدارية المختلفة لرصد وتقدير مساحات الأراضي التي تغيرت رتبتها الإنتاجية، سواءً إلي رتب إنتاجية أعلى، أو تلک التي إنتقلت إلى رتب إنتاجية أقل، ويعد هذا التقدير أحد المؤشرات الأساسية لتقييم أداء برامج تحسين وصيانة الأراضي. 2- قياس التغير الکمي في الأراضي الزراعية المصرية نتيجة لتعرضها للأثر السلبي الناتج من التدهور المباشر والغير المباشر للأرضي الزراعية من ناحية، وللأثر الإيجابي الراجع إلي برامج وسياسات إستصلاح الأراضي من ناحية أخري، ويعد هذا التقدير أحد المؤشرات الأساسية أيضا لتقييم أداء برامج إستصلاح الأراضي.