Beta
84380

فعالية برنامج معرفى سلوکى في تنمية المهارات الاجتماعية لدى الأطفال التوحديين بدولة الکويت

Article

Last updated: 22 Jan 2023

Subjects

-

Tags

-

Abstract

يمثل الاهتمام بالطفولة أحد أهم مؤشرات حضارة الأمم حيث يعد مطلباً رئيسياً تقتضيه الحاجة إلى مواجهة التخلف والتحديات العلمية والطبيعية التي تواجه المجتمع الذي يريد لنفسه البقاء والاستمرار، ولا ينسحب مصطلح الطفولة على أولئک الأطفال العاديين، بل تخطى ذلک ليمثل أيضاً الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقات المختلفة، ومن بين أنواع الإعاقات الحادة التي تؤثر تأثيراً سلبياً على کافة أفراد الأسرة وخاصة على الوالدين ما يُعرف الآن في دوائر البحث العلمي بـ (إعاقة التوحد) وبدأت تلقى اهتماماً واسع النطاق من قبل العديد من الباحثين والدارسين على المستويين العالمي والمحلي (خالد الحربي، 2017، 2). ويعد التوحد من اضطراب النمو المعقدة التي تظهر في مرحلة مبکرة من العمر وتستمر مدى الحياة. وقد يظهر لدى الأطفال خلال السنوات الثلاث الأولى، حيث يؤثر على مظاهر النمو المختلفة، وتتنوع تلک الاضطرابات وتؤثر بالخصائص اللغوية والاجتماعية والعقلية والانفعالية والعاطفية. وهذا بالتالي يؤثر على تفاعلهم واهتماماتهم المتنوعة، حيث يختلف الأطفال بهذا المرض فيما بينهم في قوة مظاهر الاضطراب، ذلک يحتم استخدام طرائق تعامل مختلفة ويعد التوحد من المشکلات المحيرة بالفعل، لأن الطفل التوحدي لا يبدو من نظهره الخارجي أنه يعانى من أي اضطراب بالمقارنة بالإعاقات الأخرى مثل التخلف العقلي، أو الصمم أو البکم أو العمى، فهو يبدو طبيعياً تماماً من حيث المظهر أو الشکل الخارجي، وبالتالي يصعب التعرف على الاضطراب بسهولة ودقة، ويحتاج إلى قدر کبير من المعرفة من خلال قياس أعراض المرض، وخاصة اللغة والاتصال بالمجتمع والتعامل مع الآخرين (سعد رياض، 2008 , أفنان الحربي، ومحمد الحجيلان، 2016). ومنذ حوالى عشرين عاماً، کان التوحد نادر الحدوث حيث کان يصيب حوالى أربعة أو خمسة أطفال من کل عشرة آلاف طفل، ولکن من المؤسف أن معدل انتشار التوحد قد زاد زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة، وهذه الزيادة في اضطراد مستمر لدرجة أن الدراسات التي أُجريت مؤخراً في الولايات المتحدة الامريکية قد وجدت أن التوحد قد يصيب طفلاً من کل 250 طفلاً، وفي بعض الاماکن تزداد هذه النسبة لطفل کل 150 طفلاً (جيهان مصطفي، 2008،12). ويعتبر التوحد کحالة اضطرابيه سلوکية نمائية ذات تداعيات نفسية، حالة شائعة، وتزداد يوماً بعد يوم على خلفية ما يُوفر لها من مؤثرات وعوامل إضافية تعزز تفاقمه لا سيما إذا کان عامل الوراثة أساساً في حصوله، فالتوحد بالمبدأ ذي طبيعة وراثية (جين غوردن، 2016، 17). ومن الملامح الأساسية لاضطراب التوحد أن يعد بمثابة إعاقة اجتماعية حيث يعاني الطفل على أثرها من قصور واضح في مستوي نموه الاجتماعي فلا يصل غالبية هؤلاء الأطفال إلى المرحلة الثالثة من مراحل النمو الاجتماعي التي حددها إريکسون Erickson، وبالتالي يحدث قصور واضح وکبير في علاقاتهم الاجتماعية، ونقص أو قصور مماثل في مهاراتهم الاجتماعية اللفظية وغير اللفظية ينسحبون على أثره من المواقف والتفاعلات الاجتماعية (دعاء عبدالوارث، 2016، 168). فالتوحد هو  اضطراب نمائي يتسم بوجود خلل في قدرة الأطفال ذوي اضطراب التوحد على الانتباه الاجتماعي واکتساب بعض المهارات الاجتماعية عند مقارنة أدائهم بأداء أقرانهم العاديين المساويين لهم في العمر الزمني، وربما هذا يعيقهم على التوافق في أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية، ويطلق علماء علم النفس التربوي والصحة النفسية والتربية الخاصة على اضطراب التوحد اللغز المحير أو الإعاقة الغامضة (وليد خليفة، 2014، ص213). وفي هذا الصدد, ألقت العديد من الدراسات الحديثة الضوء على ضعف وجوانب العجز في المهارات الاجتماعية، والتواصل والتفاعل الاجتماعي والتعاون والسلوک الاجتماعي الإيجابي لدى الأطفال التوحديين وأبرزت أن هذا الضعف يرتبط بالعديد من المشکلات السلوکية التي يعاني منها هؤلاء الأطفال (Li, Zhu & Chen, 2018). وفي سياق متصل نشأ الإرشاد النفسي بمفهومه الواسع منذ أن وجد الإنسان، فالرغبة في مساعدة الآخرين وإرشادهم قديمة قدم الحياة نفسها، وذلک بقيام الفرد بعرض مشکلاته طلباً للمشاورة الوجدانية، أو المساعدة في حلها من المحيطين به، أمر لجأ إليه الإنسان منذ  أن بدأت العلاقات بين البشر وقد اتخذ الإرشاد قديماً أشکالاً عديدة ، مثل تقديم النصيحة (صالح الخطيب، 2003، 24).  وفي الوقت يتم تقديم خدمات الإرشاد النفسي بکافة صورها للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومن بينهم الأطفال التوحديين.         ونظراً لجوانب العجز الاجتماعي المتنوعة لدى الأطفال التوحديين فقد حاولت العديد من الدراسات الاستفادة من ميزات التعلم التعاوني ومن خلال تطبيق معالجات تجريبية أو برامج تدريبية مستندة إلى التعلم التعاوني کما هو الحال في دراسات کل من (Johnson, 2014; Rotondo, 2004; Grim, 2003). وعلى نحو مشابه، وظفت العديد من الدراسات أساليب التعلم التشارکي/التعاوني collaborative learning سواءاً بشکله الحقيقي المباشر أو الافتراض المعتمد على تقنيات المعلومات والاتصالات کما هو الحال في دراسات کل من (Wang, Laffey, Xing, Galyen & Stichter, 2017). ومن ناحية أخرى شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في الدراسات التي تثبت فوائد النمذجة عبر الفيديو للأطفال التوحديين والذي يتضمن نمذجة المهارات الاجتماعية أمام الأطفال باستخدام فيديوهات تبرز المهارات المطلوبة. إذ تتعاطى النمذجة عبر الفيديو مع الصفات والخصائص المتفردة للطلاب التوحديين، بما في ذلک کونهم متعلمين بصريين، ولهم اهتمامات تقييدية ومتکررة (مثل مشاهدة نفس مادة الفيديو أو العرض التلفزيوني مراراً وتکراراً)؛ ويتمتعون بمهارات قوية نسبية في التقليد. کما ثبت أنها (أى النمذجة عبر الفيديو) أداة قيمة للمعلمين، والممارسين، وأفراد الأسرة. ومن شأن النمذجة عبر الفيديو أن تساعد الطلاب في اکتساب مهارات جديدة (Corbett & Abdullah, 2005). حيث يمکن تشغيل مواد الفيديو على نحو متکرر بما يمثل فائدة للطلاب التوحديين الذين يتعلمون من خلال التکرار. بالإضافة إلى هذا، تقدم النمذجة عبر الفيديو أمثلة واقعية للمهارات المنشودة، وتستجلى الغموض الذي قد يشوب بعض أوجه التفاعل الاجتماعي وتنشئ سياقاً بصرياً محسوساً للطلاب التوحديين(Bellini & Akullian, 2007) ونجد أن الجمع بين النمذجة عبر الفيديو والتعلم التعاوني ممثلاً في توجيه الأقران- أي جعل الأقران الطبيعيين للطلاب ذوي الإعاقة يمارسون المهارات، ويقدمون التغذية الراجعة على المهارات، ويتيحون مزيد من الفرص للاندماج الاجتماعي (Fuchs & Fuchs, 2005)- من شأنه أن يعزز ويقوي تأثير تعليم المهارات الاجتماعية. مما تقدم، يلاحظ أن الأطفال التوحديين هم من بين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. ويمکن القول بأن التوحد هي بالأساس إعاقة اجتماعية تتمثل مشکلتها الرئيسية في ضعف قدرة الطلاب على التواصل وعجز واضح في المهارات الاجتماعية لديهم. إن هؤلاء الأطفال بحاجة ماسة إلى برامج تعليمية وإرشادية تتناسب مع خصائصهم واحتياجاتهم الخاصة. ويحتاجون بشکل خاص إلى ما يعزز قدرتهم على التواصل والتعاون مع الآخرين، وما يسمح بتوفير فرص لممارسة فعلية للمهارات الاجتماعية في سياق اجتماعي واقعي. ولذلک فربما يساعد التعلم التعاوني على تنمية المهارات الاجتماعية وبالتالي التغلب على واحد من أبرز جوانب الضعف لدى الأطفال التوحديين. وفي هذا السياق، تأتي الدراسة الحالية في محاولة للکشف عن مدى فاعلية برنامج إرشادي في تنمية برنامج إرشادي مستند إلى التعلم التعاوني في تنمية المهارات الاجتماعية لدى عينة من الأطفال التوحديين في دولة الکويت.

DOI

10.21608/jsep.2020.84380

Volume

1

Article Issue

13

Related Issue

12759

Issue Date

2020-04-01

Receive Date

2020-04-21

Publish Date

2020-04-01

Page Start

17

Page End

18

Print ISSN

2682-1931

Online ISSN

2682-194X

Link

https://jsep.journals.ekb.eg/article_84380.html

Detail API

https://jsep.journals.ekb.eg/service?article_code=84380

Order

10

Type

المقالة الأصلية

Type Code

840

Publication Type

Journal

Publication Title

مجلة التربية في القرن 21 للدراسات التربوية والنفسية

Publication Link

https://jsep.journals.ekb.eg/

MainTitle

-

Details

Type

Article

Created At

22 Jan 2023