يعتبرالنهوض بالتعليم ومؤسساته نقطة البداية الصحيحة لأى تطور تنشدة الأمم الساعية للتقدم فمع بداية القرن الحادى والعشرين أصبحت النظم التعليمية تواجه تحديا کبيرا يتمثل فى جودة التعليم الذى تقدمه المؤسسات التعليمية لاسيما فى مراحل التعليم الأولى (1) ، وذونظرا لأهمية التعليم فى مرحلة التعليم الأساسى فإنه يأتى على قمة الأولويات نظرا لأهمية هذه المرحلة ، إذ تعتبر الرکيزة التى يشترک فيها کل أبناء المجتمع ، کما أن التعليم الأساسى أکثر مراحل التعليم معاناة من أزمة التعليم حيث يرتد مستوى طلاب هذه المرحلة إلى الأمية ، کما يتأثر مستوى الطلاب فى المراحل التالية فى المهارات الأساسية للتعلم والتعامل مع المجتمع (2) ر [1]، و يتطلب تحقيق أهداف التطوير المدرسى تحسين الجودة فى کافة الممارسات الوظيفية ، بما يحقق أهداف التعليم بالمرحلة الإبتدائية فإن تحققت هذه الأهداف صارت هناک رکيزة قوية وصلبة تساعد المراحل التالية على تحقيق أهدافها إذ تجد فى الرکيزة الأولى سندا قويا تعتمد عليه (3) .
ولتحقيق ذلک ولضمان إعداد جيل واع متسلح بسلاح العلم النافع کان لابد من النظر أولا إلى کفاءة المعلمين ومدى إستعداد إدارات المدارس لتنمية المعلمين مهنيا ليکونوا قادرين على مواکبة تلک المتغيرات المتلاحقة والسريعة وذلک للوصول إلى نوعية متميزة من التعليم للنهوض بمستوى العملية التربوية ، فالعصر الحديث يتطلب معلما يمتلک من القدرات والمهارات ما يجعل منه باحثا تربويا ومساهما فى الإبداع العلمى (4) ، فعلى المعلم کونه حاملاً رسالة أن ينمى مهاراته وقدراتة بصفة مستمرة ، وعليه ألا يعتمد فقط على برامج التنمية المهنية التى تقدم له عن طريق القنوات الرسمية ، وإنما عليه أن يعزز ذلک بالبحث والإطلاع الذاتى ، وذلک بهدف إثراء فکره وصقل عقليته بمزيد من الخبرات والمهارات التى تعتبر مهمة ومعينة له فى أدائه لمهنته (5)، وتتعدد أليات التنمية المهنية للمعلم ، من خلال إستخدام أدوات تکنولوجيا المعلومات والإتصال ، وإستخدام أنظمة التعلم الذاتى المعتمدة و تکنولوجيا المعلومات والإتصال ، بالإضافة إلى الطرق التقليدية مثل المحاضرات والحلقات النقاشية وغيرها (6)
و يعتبرمدخل التحسين المستمر (کايزن ) مجموعة من الأدوات الإدارية التى تستخدم عالميا لتجعل العمليات التى تتم داخل أى مؤسسة على المستوى الأول عالميا (7) ، حيث يعتمد مدخل التحسين المستمر (کايزن ) على ثقافة التحسين المستمر الذى يرکز على التخلص من الهدر فى العمليات فهو عبارة عن رحلة طويلة تبدأ بخطوة صغيرة تؤدى للتغييرالتدريجى من خلال إحترام مسئوليات کل عضو فى الفريق ، فالأشخاص هم خبراء بما يفعلونه وهم يعرفون کيف يفعلوا ذلک ومتى (1)[2] ، ومن أهم مبادئ مدخل التحسين المستمر ( کايزن) الإعتماد الکبيرعلى العمل الجماعى ، الإهتمام بأراء جميع العاملين ، المشارکة النشطة مع العاملين تکون فى شکل إقتراحات تهدف إلى التحسين المستمر ، کما أن فلسفة ( کايزن ) تدرک أن هناک مجالا دائما للتحسين (2) . .[3]
وحيث أن النمو والتطوير المهنى للمعلم قد يتحقق من خلال عناصر أساسية أهمها تحديد هدف المعلم من عمله بمهنة التعليم والإطار الذى يعمل فيه المعلم والثقافة التى تحدث فيها عملية التعلم وتشمل علاقات العمل بين المعلمين داخل المدرسة وخارجها (3) ، [4]فترى الباحثة أنه قد يمکن تطوير التنمية المهنية
لمعلمى التعليم الأساسى فى ضوء مدخل التحسين المستمر( کايزن ) وقد يؤدى ذلک إلى تحسين وتطوير العملية التعليمية بها .
(1) هناء حسين محمد عبد المنعم (2011) . معوقات التطوير المدرسى بمدارس الحلقة الأولى من التعليم الأساسى فى مصر ، دراسة تحليلية ، مجلة البحث العلمى فى التربية ، المجلد 3 ، العدد 12 ، مصر ، ص 728 .
(2) سعدة سارى (2009) . مستوى إدراک معلمى الحلقة الأولى من التعليم الأساسى لأهمية تدريس مهارات الحياة اللازمة لتلاميذهم ، المؤتمر العلمى الثانى لکلية العلوم التربوية ، جامعة جرش ، الأردن ، ص262.
(3) هناء حسين محمد عبد المنعم . مرجع سابق ، ص 734 .
(4) حمد بن راشد سالم العبرى (2007) . ما دور الإدارة المدرسية فى الإنماء المهنى للمعلم ، مجلة التطوير التربوى ، المجلد
5 ، العدد34 ، سلطنة عمان ، ص 57 .
(5) نعيمة بنت سعيد العبرية (2011) . التنمية المهنية للمعلم ، مجلة التطوير التربوى ، المجلد 10 ، العدد 66 ، سلطنة عمان ص 53.
(6) ناصر عبدالقادر نصر تونى (2011) . توظيف تکنولوجيا المعلومات والإتصال فى التنمية المهنية للمعلمين : منظورإقتصادى ، مجلة کلية التربية ، المجلد 3 ، العدد 35 ، عين شمس ، مصر ، ص 204 .
(7) جمال سيد عبد العال (2009) . مفهوم التغيير الإدارى عند کايزن ، مجلة التنمية الإدارية ، المجلد 27 ، العدد 122 ، مصر ص26 .
(1) Jorge Luis Garcia et. al , (2017) .Kaizen Planning Implementing and Controling , Paulo Davim , Aviro , Portugal , pp 33 -35.
(2) Slobodan Prosie (2011) . Kaizen Management Pholsophy , International Symposium Engineering Management and Compettiveness , June 24 – 25 ,2011 , Zrenjanin , Serbia , Avilable at :
http //www.tfzr.nus.ac.rs/emc/2011/files/B%2008.pdf , P 174 , on 12/ 3/2018
(3) حسن سيد حسن شحاتة (2005) . التنمية المهنية للمعلمين فى عصر العولمة ، المؤتمر العلمى السادس لکلية التربية بالفيوم ( التنمية المهنية المسدامة للمعلم العربى ) ، کلية التربية ، فرع الفيوم ، جامعة القاهرة ، مصر ، ص ص 38 ، 39
(4) سلوى بنت سيف بن على القصابية (2006) . الإنماء المهنى للمعلم بين الجهد الذاتى والدورات التى تنظمها الوزارة ، مجلة التطوير التربوى ، المجلد 5 ، العدد 32 ، سلطنة عمان ، ص 58 .
(5) حمد بن راشد بن سالم العبرى . مرجع سابق ، ص 59 .
(6) خالد سليمان أحمد المومنى (2003) . دور التخطيط التربوى فى تطوير التنمية المهنية للمعلمين ، رسالة ماجستير ، کلية التربية ، جامعة اليرموک ، الأردن ص 11 .