نعيش اليوم في عصر تکنولوجي فرضت فيه تکنولوجيا المعلومات وشبکات التواصل نفسها علي جميع أفراد وفئات المجتمع من الأطفال والشباب والمراهقين رجالاً ونساء، مما ساعد علي تکوين عالَم افتراضي لا حدود له، کما فتحت لنا الثقافات التکنولوجية الحديثة آفاقا فکرية جديدة لا حدود لها ولکن لکل جديد ايجابيات وسلبيات، إذ حَملت هذه الثورة التکنولوجية الجديدة الکثير من الإيجابيات کما أن لها العديد من السلبيات، لذا  کان يجب ان نتوقف لنرى کيف يمکن أن نستفيد من هذه الإيجابيات في بناء الانسان وتدعيم القيم والمبادئ السامية، وکذلک محاولة تصحيح ما تيسر من تلک السلبيات التي أوردتها لنا تلک التکنولوجيا الحديثة. ومما لا شک فيه أن هذه الثورة التکنولوجية الحديثة نتج عنها سلوکيات تباينت بين الإيجابية إذا ما استغلت على الوجه الأمثل، والسلبية إذا تمرد مستخدموها على القواعد الأخلاقية والضوابط القانونية التي تنظم شئون الحياة الإنسانية، والفارق بينهما کيفية استخدام الفرد لها، لذا فإن هذه الثورة تستحق الاهتمام بها ودراستها من جميع جوانبها التقنية والتربوية لمعرفة مدى تأثيرها على الفرد والمجتمع^([1]). إن الاستخدام غير الرشيد للتکنولوجيا، أصبح مشکلة رئيسة تواجه الأبناء وهم يتعاملون مع معطيات الحياة في العصر الرّقمي، حيث أصبحت هذه المشکلة مثار حديث وجدل على الصفحات الرسمية للأخبار في العديد من الصحف تدور أغلبها حول "الاستخدام غير الرشيد للکمبيوتر والأجهزة المحمولة"، و"التکنولوجيا تتحدى المعلمين في المدارس، والآباء في البيوت"، "المخدرات الرقمية إدمان جديد يهدّد الشباب" "الإدمان الرقمي حرب إلکترونية جديدة تداهم الشباب"([2]⁾ وفى ظل هذا کله فقد أصبح من الأهمية بمکان أن تنظر مؤسساتنا التعليمية بعين الاعتبار إلى تخريج أجيال تستطيع أن تعيش في هذا العصر الرقمي الجديد يمتلکون المعارف والمهارات التکنولوجية. واذا لم يتم استخدام تقنيات ووسائل الثورة الرقمية بطريقة صحيحة وواعية، فإن لها عواقباً ومخاطراً عديدة، يمکن أن يتعرض لها أبناءنا أثناء التعامل معها بطريقة غير رشيدة، نتيجة تواصلهم مع مواطنين رقميين مجهولين، واستحالة مراقبة کل ما يشاهدونه على مواقع الانترنت، ومن يتصلون بهم من أشخاص ذات اتجاهات وانتماءات وعقائد متباينة؛ لذا ينبغي لنا أن نحمي أبناءنا الطلاب من هذا التأثير السلبي، ونعلمهم قواعد الاستخدام الرشيد والأمثل لهذه التکنولوجيا الرقمية والعمل على توعيتهم بحقوقهم وواجباتهم الرقمية لحمايتهم من أي انحراف فکرى أو عقدي أو فلسفي قد يضر المجتمع.
(1) خلف ادعيس: المواطنة الرقمية Digital Citizenship، موقع جامعة القدس المفتوحة، متاح على :             on Nov6th2016 http://www.qou.edu/viewDetails.do?id=7230 ([2])جمال على الدهشان، هزاع بن عبد الکريم الفويهي: المواطنة الرقمية مدخلا لمساعدة أبناءنا على الحياة في العصر الرقمي، مجلة کلية التربية، جامعة المنوفية، العدد الرابع، السنة الثلاثون أکتوبر2015 م، ص6.