تمثل الرياضيات لغة رمزية عالمية شاملة لکل الثقافات والحضارات والأطر الثقافية على اختلاف تنوعها وتباين مستويات تقدمها وتطورها (فتحى الزيات، 1998، 545)، ومنهج الرياضيات يشتمل على مجالات الأعداد والعمليات عليها، والجبر، والهندسة، والقياس، وتحليل البيانات، والاحتمالات؛ وبداخل کل مجال خمسة معايير عملية متکاملة؛ وهى: حل المشکلات والاستدلال والبرهان والاتصال والعلاقات والتمثيلات؛ وذلک طبقًا لما أشار إليه المجلس القومى لمدرسى الرياضيات(NCTM: National Council of Teachers of Mathematics). (Ani, 2014)
وللرياضيات مکانة متميزة بين فروع المعرفة المختلفة، حيث تعد الکفاءة فى الرياضيات أمر ضرورى وهام للنجاح فى التخصصات مثل: (العلوم، والتکنولوجيا، والهندسة، والطب، والتبادل التجارى)، کما أنها جزء لايتجزأ عن الکليات والوظائف التکنولوجية اليومية؛ مثل: (الاتصالات المعاصرة، والنقل، والطب، والصناعة، والأمن، والمالية، .. وغيرها من الوظائف التى تعتمد على الرياضيات)، وليس فقط التحصيل فى الرياضيات مهم لسوق العمل؛ فالأفراد منخفضى المهارات الرياضية لديهم مشاکل مالية، ويشعرون بأنهم أقل أمنًا فى العمل، ومعرضين للخطر للمشکلات الصحية.
(Grobecker, & De Lisis, 2000; Navarro, et al., 2012; Liu-Trofimovsky, 2014)
وعلى الرغم من الأهمية الکبرى التى تحتلها الرياضيات وارتباطها الوثيق بازدهار الدولة (Butterworth, 2019, 15)، إلا أنها أيضًا هى أکثر المواد الدراسية صعوبة وتعقيدًا وکرهًا للتلاميذ وبصفة خاصة التلاميذ ذوى صعوبات التعلٌّم، فى مختلف المراحل التعليمية خاصة مرحلة التعليم الابتدائى حيث تعتبر المرحلة الإبتدائية الرکيزة واللبنة الأساسية لمراحل التعليم اللاحقة إذ يکتسب التلميذ فيها الکثير من الميول والإتجاهات نحو المواد الدراسية الأخرى، وتنمو لديه مهارات ما وراء المعرفة وتوليد المعلومات أضف إلى ذلک نمو قدراته واستعداداته العقلية إلى جانب تنمية المهارات الأساسية مثل القراءة، والکتابة، والحساب، وفى هذه المرحلة أيضًا يفهم العلاقات الاجتماعية الصحيحة وکيفية ممارستها؛ مما يشکل القاعدة التى تنبى عليها اختياراتهم وتوجهاتهم فى المستقبلButterworth, 2003, 1; Gliga,& Gliga, 2012)).
ويعد موضوع صعوبات تعلٌّم الرياضيات أحد أکثر أنماط صعوبات التعلٌّم أهمية وشيوعًا واستقطابًا للاهتمام الإنسانى بکل فئاته وتوجهاته، وتبدأ صعوبات تعلٌّم الرياضيات غالبًا فى المرحلة الإبتدائية وتستمر حتى المرحلة الثانوية وربما الجامعية، کما يمتد تأثيرها إلى حياة الفرد اليومية والمهنية (فتحى الزيات، 1998، 545 (Lerner, 1993, 485;، حيث أن 26 ٪ من التلاميذ ذوى صعوبات التعلٌّم يعانون من صعوبات تعلٌّم الرياضيات؛ ولذا فهم أکثر عرضة للتسرب من أقرانهم العاديين، وبالرغم من ذلک لم يکن هناک اهتمام کاف بها (Lerner, 1993, 485; Jordan, & Hanich, 2000; Navarro et al., 2012).
ولذا ترکز الاهتمام بصورة خاصة على تلاميذ المرحلة الإبتدائية ذوى صعوبات تعلٌّم الرياضيات، فالمستقرئ لأعداد ونسب انتشار التلاميذ ذوى صعوبات تعلٌّم الرياضيات يجد أنها ليست هينة، حيث أشارت تقديرات انتشارها الناتجة عن تحليل أکثر من (340000) دراسة خلال (1998-2007) عادة تتراوح ما بين 5٪ إلى 7٪ کل عام دراسي بالنسبة للتلاميذ الذين يتم تحديدهم عن وجود صعوبات تعلٌّم الرياضيات فى المراحل الدراسية المختلفة مع استمرار هذه الصعوبات فى مختلف المراحل النمائية والتعليمية (Geary, 2011; Geary et al., 2012)، کما ذکرت مجموعة أبحاث تعليم حول تعليم الرياضيات فى استراليا خلال (2004-2011) أن نسبة التلاميذ ذوى صعوبات تعلٌّم الرياضيات تتراوح ما بين 6٪ إلى 8٪؛ بينما ذکر(Dowker, 2008, 1-2; Ostad, 149; Defever et al., 2013; Lewis, 2014; Babtie,& Emerson 2015, 10) أن 6٪ من تلاميذ المرحلة الإبتدائية لديهم صعوبات تعلٌّم الرياضيات، وأشار باتروورث (Hannel, 2013, 2 ; Butterworth, 2019, 7) أن الاتفاق العام على أن نسبتهم من 4٪ إلى 7٪ من تلاميذ المرحلة الإبتدائية لديهم صعوبات تعلٌّم الرياضيات.
بينما الواقع لدينا "الوطن العربي" بالطبع أکثر مرارة مما هو لدى الدول الأخرى، لکن مرارته لا يبالى بها أحد، بسبب غياب البيانات والإحصاءات، وعدم الاهتمام أصلاً على المستوى الرسمي بهذه الظاهرة وتداعياتها، والآثار التي تترکها على عدم تقدم المجتمع وتوجهاته العلمية والبحثية (فتحي الزيات، 2002، 557-558)، وأشارت الدراسات المسحية فى الوطن العربى إلى ارتفاع نسبة التلاميذ ذوى صعوبات تعلٌّم الرياضيات بنسب قد تفوق النسب العالمية، وأن حوالى 10,8 % من تلاميذ المرحلة الإبتدائية يعانون من صعوبات التعلٌّم فى الرياضيات (إسماعيل الوليلى، 2010)؛ أما فى الدراسات المصرية فقد أشار فتحى الزيات (2008، 335) أن صعوبات تعلٌّم الرياضيات تشيع لدى نسبة تتراوح ما بين 5 ٪ إلى 15 ٪ من تلاميذ المرحلة الإبتدائية، ... وغيرها من الدراسات.
ومما سبق يتضح لنا أهمية دراسة صعوبات تعلٌّم الرياضيات لما لها من أثر سلبى على قدرة التلاميذ على التعلٌّم مدى الحياة وعلى الفرص الوظيفية، وتحديد طرق مناسبة للحد من تلک الصعوبات؛ ولذا حرص الباحثين على تناول صعوبات تعلٌّم الرياضيات بالبحث والدراسة، فبالرغم من إعداد البرامج التعليمية والتدريبية المختلفة التى يمکن أن تسهم فى التغلب على تلک الصعوبات التى تعوق التلاميذ ذوى صعوبات تعلٌّم الرياضيات عن أداء المهام التعليمية المتعلقة بها، کما فى دراسة شيه (Shih, 2006)، ودراسة عواطف البلوشى (٢٠٠٨)، ودراسة سلوى درويش (٢٠٠٨)، ودراسة عبد العزيز المالکى (٢٠٠٨)، ودراسة کاولى وآخرون (Cawley et al., 2009)، ودراسة کانيتکار(Kanitkar, 2010)، ودراسة إيهاب مشالى (2011)، ودراسة کاى وآخرون (Cai et al., 2016)، ..... وغيرها؛ إلا أن مشکلة تلک الصعوبات ما زالت تشکل عقبة أمام علماء النفس والتربية فى ظل تزايد أعداد هؤلاء التلاميذ والذى يعد مؤشرًا خطيرًا فى المنظومة التعليمية.
ومع التطورات الأخيرة فى التربية وعلم النفس کان لابد من تغيير البرامج التدريبية الخاصة بمهارات القراءة والکتابة والرياضيات، وذلک لتطوير العملية التعليمية وللحصول على التعليم الجيد فى مرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الإبتدائية؛ وبالأخص فى البلدان التى تعانى من الفقر فى مناطق کثيرة منها، مثل: الهند وقارة افريقيا، ويتم ذلک وفق النظريات الأخيرة وبناء على الدراسات التجريبية. (Das, 2015a, 37)
ومن أمثلة تلک النظريات التى حظيت باهتمام الباحثين ولقيت اهتمامًا کبيرًا من قبل علماء النفس والتربية فى الآونة الأخيرة هى نظرية لوريا – داس PASS التى تستخدم فى تقييم العمليات المعرفية المکونة للذکاء وهى: التخطيط Planning، والانتباه Attention، والتآنى Simultaneous، والتتابع Successive)، والتى قدمها داس وناجليرى وکيربى(Das, Naglieri, & Kirby, 1994) ، حيث تعد نظرية لوريا– داس ((PASS نظرية جديدة نسبياً للذکاء، واستراتيجية معرفية قائمة على النظرية المعرفية؛ وهذه الاستراتيجية تساعد بفاعلية تلاميذ المرحلة الإبتدائية والاعدادية والتلاميذ الأکبر سناً فى تطوير فهم العمليات المعرفية الخاصة بهم والتى تتفاعل لحل المشکلة الرياضية.
(Das, Naglieri, &, Kirby, 1994, 1; Das, 2008; Bender, 2013, 128)
وتلک العمليات المعرفية هى التي تشکل نظام معقد ومترابط يساعدنا فى فهم طبيعة الفروق الفردية، ويوفر إطارًا يمکن من خلاله وضع تصور التقييم، ويؤدي مباشرة إلى العلاج القائم على النظرية؛ ومن هذا النموذج يظهر وجهة نظر متعددة الأبعاد من العمليات المعرفية، وفيها أکد على العمليات المعرفية بدلاً من الذکاء، وأن المخ يتکون من مجموعة مترابطة ولکنها انفصلت لعمليات معرفية أى أن المخ مجزأ إلى أجزاء فمثلاً أى تلف لمنطقة محددة جداً من الفص الصدغى الأيسر يضعف من انتاج اللغة المنطوقة والمکتوبة.
(Das, Naglieri, &, Kirby, 1994, 1; Das, 2008; Keat, & Ismail, 2011)
وتعتبر نظرية لوريا-داس PASS هى أحد الاتجاهات الحديثة في دراسة الذکاء وهى بديلة للمداخل التقليدية والتي ربطت بين اتجاهين مختلفين فى تعريف ودراسة الذکاء وهما: علم النفس المعرفي (الاتجاه المعرفى) الذى يسعى إلى تحديد مجموعة من العمليات المعرفية الأولية التى يتکون منها مفهوم الذکاء (وهو يمثل نموذج تکامل المعلومات لداسDAS )، وعلم النفس العصبي (الاتجاه البيولوجى) الذى سعى إلى ربط هذه العمليات بالأسس البيولوجية – العصبية الخاصة بالسلوک (وهو يمثل فى نموذج لوريا فى التشريح الوظيفى للمخ)؛ ولهذا سميت بنظرية لوريا – داس أو باس PASS اعتمادًا على الأحرف الأولى من تلک العمليات التي تتضمنها وهى: التخطيط Planning، والانتباه Attention، والتآنى أو المعالجة المتزامنة Simultaneous، والتتابع أو المعالجة المتتابعة Successive.
; Das, 2008; Keat, & Ismail, 2011) أيمن شوشة، 2006، 19 (Das et al., 1994, 1;
کما تعد هى النظرية الوحيدة من بين النظريات حول القدرات المعرفية (مثل: نظرية The Cattell-Horn-Carroll theory: CHC) التى لها تطبيقات عملية مما يفيد البحوث التجريبية فى المستقبل؛ ومن بينها: مقياس منظومة التقييم المعرفى Cognitive Assessment System (CAS).
(Davidson, & Kemp, 2011, 74)
حيث تم تفعيل نظرية لوريا– داس PASS (التخطيط، والانتباه، والتآنى والتتابع) من خلال مقياس منظومة التقييم المعرفى (الکاس) Cognitive Assessment System (CAS) الطبعة الأولى على يد ناجليرى وداس (Naglieri, & Das, 1997)، حيث تم استخدام تلک النظرية کأساس لمقياس منظومة التقييم المعرفى (الکاس) (CAS) لذلک يتحدد محتوى الاختبار بناء على النظرية التى تعرف الذکاء من منظور متعدد القدرة، ولا يتأثر بوجهات النظر السابقة للقدرة.
(Davidson, & Kemp, 2011, 74; Otero, 2015, 196,202)
ولکن فى بيئتا المصرية تم تقنين الطبعة الأولى لمقياس منظومة التقييم المعرفى (الکاس) Cognitive Assessment System (CAS) Naglieri and Das, 1997)) على يد أيمن شوشة (2001) وهى المستخدمة فى دراستنا الحالية.
وتستخدم تلک المنظومة لقياس العمليات المعرفية لنظرية لوريا-داس(PASS)(التخطيط، والانتباه، والتآني، والتتابع)؛ حيث تعد تلک النظرية مدخل المعالجة المعرفية للذکاء؛ والذى يعتبر القدرة مفهوم متعدد الأبعاد؛ ولذا يوفر مزيد من المعلومات حول المکونات الخاصة والعمليات المقارنة باختبارات الذکاء العام، وبالاضافة إلى ذلک أوضحت نتائج مقياس منظومة التقييم المعرفى CAS الفعلية على أنها تعد مؤشرات أو منبئات للأداء الأکاديمى أفضل من اختبارات الذکاء التقليدية؛ فهذا المقياس لايحتوى على المکونات اللفظية أو التحصيلية الموجودة فى اختبارات الذکاء التقليدية. (Kroesbergen et al., 2015, 246)
وبهذا فإن استخدام مقياس منظومة التقييم المعرفى CAS يعطى درجات صدق عالية فى تحديد التلاميذ ذوى صعوبات التعلٌّم؛ وهذا دليل على الارتباط القوى ما بين العمليات المعرفية لنظرية PASS بالتحصيل؛ مما يفسر أن درجات العمليات المعرفية الأربعة لباس PASS من مقياس منظومة التقييم المعرفى CAS تساعد فى شرح النجاح والفشل الأکاديمى، وهذا دليل على أنه يتمتع بدرجات صدق عالية.
(Naglieri, 2011, 170)
وبهذا يعد داس Das وزملاؤه لهم دور کبير فى تشخيص الاضطرابات النمائية وصعوبات التعلٌّم المختلفة؛ فالعمليات المعرفية لنظرية PASS تساعنا فى فهم وتحسين وتحديد وتعريف معظم الفئات الشائعة لصعوبات التعلٌّم الخاصة لدى الأطفال، وصعوبات التخطيط والانتباه وصعوبات التعبير القرائى وصعوبات تعلٌّم الرياضيات، ..... وغيرها، وکنتيجة لذلک تساعدنا نظرية PASS ومنظومة التقييم المعرفى CAS فى جعل تقييم الذکاء ذات فائدة فى التشخيص الفارقى للاضطرابات النمائية وصعوبات التعلٌّم.
(Papadopoulos et al., 2015, 4)
کما ارتبطت العمليات المعرفية لنظرية لوريا –داس PASS أيضًا بالتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة بصفة عامة وذوى صعوبات التعلٌّم بصفة خاصة (Goldstein, & Schwebach, 2009, 196)، ووصف کلاً من ناجليرى وداس (Naglieri, & Das, 1997, 151) ارتباط کل نوع من العمليات المعرفية الأربعة لباس PASS بأنواع معينة من التحصيل الدراسى؛ ويعد هذا الارتباط بمثابة نقطة انطلاق للدراسات الحالية التى تستعرض العلاقات مابين عمليات باس PASS وصعوبات التعلٌّم الخاصة (Goldstein, & Schwebach, 2009, 196; Kroesbergen et al., 2015, 246) ، حيث تختلف قدرات المعالجة المعرفية باختلاف صعوبات التعلم الخاصة التى يمکن التنبؤ بها، حيث ترتبط عمليات باس PASS؛ فالتلاميذ ذوى صعوبات القراءة تکون منخفضة فى التتابع، والتلاميذ ذوى اضطراب الانتباه المصحوب بالنشاط الحرکى الزائد تکون منخفضة فى التخطيط، والتلاميذ ذوى صعوبات تعلٌّم الرياضيات تکون منخفضة بصفة خاصة فى التخطيط والتآنى (Naglieri, 2011, 170).
حيث أوضحت نتائج الدراسات أن هناک علاقة قوية ما بين صعوبات التعلٌّم الخاصة والعمليات المعرفية PASS؛ وأن هناک مشکلات لدى التلاميذ ذوى صعوبات التعلٌّم فى کل عمليات PASS (Goldstein, & Schwebach, 2009, 196; Naglieri, 2011, 170; Kroesbergen et al., 2015, 246) حيث کانت أعلى العمليات المعرفية ارتباطًا بصعوبات تعلٌّم القراءة هى التتابع والتآنى (Walker, 2010; Keat, & Ismail, 2011)، وأعلاها ارتباطًا بالرياضيات هى عملية التخطيط والتآنى، وهذا ما أوضحته العديد من الدراسات؛ على سبيل المثال: (Naglieri, & Gottling, 1997; Naglieri, & Johnson, 2000; Goldstein, & Schwebach, 2009, 196; Iseman, & Naglieri, 2011; Cai, & Deng, 2013; Princiotta, & Goldstein, 2015, 181; Kroesbergen et al., 2015, 246; Georgiou et al., 2015, 236; Papadopoulos et al., 2015, 9; Cai et al., 2016) ؛ ولکن لم تلق صعوبات تعلم الرياضيات فى العالم العربى الاهتمام وصعوبات تعلٌّم الرياضيات بشکل خاص، وذلک مقارنة بالبرامج المقدمة لصعوبات تعلٌّم القراءة بصفة عامة والقائمة على نظرية لوريا-داس PASS بصفة خاصة والتى حظيت بالکثير من الاهتمام على عکس البرامج المقدمة لصعوبات تعلٌّم الرياضيات بصفة عامة والقائمة على نظرية لوريا-داس (PASS) بصفة خاصة.
ومما سبق يتضح لنا ضرورة زيادة الاهتمام بصعوبات تعلٌّم الرياضيات؛ وبالتالى زيادة الاهتمام بتطوير أساليب التشخيص والتقييم، وزيادة الاهتمام بدراسة أثر صعوبات التعلٌّم على مسار حياة التلميذ الاجتماعية والانفعالية والأکاديمية؛ وذلک لأن نسبة التلاميذ ذوى صعوبات تعلٌّم الرياضيات فى تزايد مستمر وتمثل الفئة الأکبر من التلاميذ ذوى صعوبات التعلٌّم بصفة عامة؛ ولذا فهم فى حاجة ماسة إلى مزيد من الاهتمام والبحث.
والدراسة الحالية تقوم باستخدام منظومة التقييم المعرفى فى تشخيص تلاميذ الصف الثانى الإبتدائي ذوى صعوبات تعلم الرياضيات وقياس مدى تحسنهم بعد التدريب على برنامج قائم على نظرية لوريا-داس (PASS)، وهذه الدراسة الأولى من نوعها في المجتمع المصري والعربي –فى حدود علم الباحثة- لم يتم اختبار کفاءة هذا البرنامج في دراسة علمية على فئة صعوبات تعلٌّم الرياضيات.