Beta
84306

فاعلية برنامج إرشادى قائم على المهارات الاجتماعية وأثره على الثقة بالنفس لدى عينة من المعاقين سمعيا ً

Article

Last updated: 22 Jan 2023

Subjects

-

Tags

-

Abstract

  لا تقتصر معاناة بعض الذين حرموا من حاسة السمع من مشکلات سمعية فحسب، بل قد يتطور لديهم مشکلات ثانوية شديدة الخطورة، ومنها مشکلات حسية، مشکلات فى الکلام، مشکلات فى التواصل، مشکلات معرفية، مشکلات اجتماعية، مشکلات انفعالية، مشکلات تعليمية، مشکلات ذهنية، ومشکلات مهنية ؛ مرتبطا ً حجم تلک المشکلات الثانوية وتراکمها على درجة الاعاقة السمعية وعمر الطفل وقدراته الفکرية.                                                                  ( Robyn Patton 2004 , p 4-5)   وتلک المشکلات ما جعلت لفئة المعاقين سمعيا ً مجموعة من الخصائص التى تميزهم عن غيرهم،فلغويا ً : يعانوا من الفقر الشديد في اللغة قياسا بلغة الآخرين ممن لايعانون من هذه الإعاقة وبالتالي فذخيرتهم اللغوية محدودة، الألفاظ تدور فقط حول الملموس، الجمل تتصف بالقصر والتعقيد، بطء في الکلام وإتصافه بالنبرة غير العادية. )سعيد العزة، 2001، 50)                                                    وجسديا ً: فعلى الرغم من أنهم لا يختلفوا فى الشکل الظاهرى عن العاديين، إلا أن البطء وضعف اللياقة البدنية من سماتهم الأساسية ( ماجدة عبيد، 2009، 175؛ (Wiegersma & Vander Velde, 1983، کما أنهم يتخذون أوضاعا ً جسدية خاطئة فى الفراغ نتيجة لحرمانهم من التغذية الراجعة السمعية ولعدم شعورهم بالامن. )العزة، 2001 (، )الخطيب،  2002 (، (الصفدى، 2003 ) ، (حسن عبد المعطى والسيد القلة، 2007، 117)    وانفعاليا ً ونفسيا ً: يتصفوا بالتهور والاندفاع، الأنانية وعدم القدرة على ارجاء اشباع رغباتهم واحتياجاتهم، التمرکز حول الذات وعدم القدرة على حل مشکلاتهم وتحمل المسئولية والاستقلالية عن الآخرين. ( Meadow 1975, 97 ؛ مصطفى فهمي، 1980 ، 77 ، 81  ؛ روبرت شوم، 1991، 9-10؛ سعيد العزة 2002، 116 ؛ سعيد عبد العزيز 2005، 185 ؛ الزهيري، 2007 ، 155)  ، کما أن قدرة المعاقين سمعيا ً على إخفاء غضبهم أو سعادتهم تعتبر اقل کثيرا ً من العاديين ( Rieffe & Meerum, 2006, p 126; lindsy ,2008, 50  ).     واجتماعيا ً: ففى العادة يمر النمو الاجتماعى لأى إنسان بثلاث مراحل هى: المرحلة الاولى: رعاية الإنسان لنفسه بأداء حاجاته الضرورية ويکتمل نمو الطفل اجتماعيا فى هذه المرحلة عند سن 7 : 8 سنوات، المرحلة الثانية: هى المرحلة التى تمکنه من توجيه نفسه وقدراته الى اختبار متطلباته وهذه المرحلة تکتمل عند سن 18 سنة، المرحلة الثالثة: هى قدرته على التخطيط للمستقبل ومساهمته  فى أنشطة المجتمع العام وقيامه بدور فعال فى رعاية الآخرين وتکتمل هذه المرحلة فى سن 25 سنة.وقد أوضحت الدراسات النفسية للنمو الاجتماعى ان المعاقين سمعيا ًفى المرحلة الاولى لم يظهر لديهم اى قصور فى النمو الاجتماعى ولکن ظهر ان للحرمان الحسى السمعى آثار سلبية على معدل النمو الاجتماعى للمعاقين سمعيا فوق سن 15: 17 سنة، ويستمر هذا الفرق واضحا ً فى قصور النمو الاجتماعى للمعاقين سمعيا ً الى سن الثلاثين من عمرهم وما بعدها.                                                     ( تامر المغاورى، 2016، 16 )     حيث يعانى المعاقين سمعيا ً من قصور واضح فى المهارات الاجتماعية، وجزء من أسباب هذا القصور هو التأخر اللغوى لديهم، والذى يساهم فى إساءة تفسير نوايا ودوافع الآخرين، مما يؤدى إلى تفاعلات اجتماعية سلبية.                (Edwards and Crocker, 2008, p43)           ويتفق کلا ً من ) Meadow,1975؛ مصطفى فهمي 1980، 77 - 81 ؛ Hummel & Schirmer 1984 ؛ Roger & Pamela  1986  ؛ روبرت شوم، 1991، 19  ؛   عادل محمد، 2000 ، 339 ؛  Gent , et al  2012 ؛ سعيد عبد العزيز، 2005 ، 185 ؛ إبراهيم الزهيري، 2007 ، 155 ) على أن من أبرز مظاهر القصور فى المهارات الاجتماعية لدى المعاقين سمعيا ً هى الانسحابية والعزلة أو الجمود فى المواقف الاجتماعية وفقدان التعاطف والبصيرة، وقلة الوعى بالذات،  قلة تقدير الذات وما يترتب عليه من مشکلات فى الثقة بالنفس، الاعتمادية وعدم القدرة على تحمل المسئولية.   ويقدم ( روبرت شوم 1991 ، 6)  فى نموذجه الارتقائى مقترح مفاداة أن هذه المظاهر السلوکية والاجتماعية لدى المعاقين سمعيا ً غير ناتجة عن خلل أو اضطراب فى النمو لديهم، إنما تشير إلى التثبيت عند مرحلة نمائية معينة نتيجة لفقر ونقص وقلة خبرات التواصل المتاحة، ونتيجة لذلک يبقى الأطفال الصم مثبتون عند مراحل منخفضة من النمو ويظهرون سلوکيات تعتبر شاذة بالمقارنة بأقرانهم العاديين.                                                                                                                                                                                                    وترتبط الثقة بالنفس بصورة جلية بالمهارات الاجتماعية لدى الفرد، فالثقة بالنفس لدى الطفل تمتد جذورها فى الأساس إلى الثقة فى المربيين وفى البيئة الحاضنة، فعندما يثق الطفل فيهم تشبع حاجاته، وهذا ما يجعله يشعر بالقيمة والجدارة، وبالتالى يشعر بالثقة فى نفسه.                     ( الفرحاتى السيد، 2012 ، 363 )   فالتفاعلات الإجتماعية المبکرة مع مقدمى الرعاية وغيرهم توفر أساسا واسعا ً لتنمية الثقة، فالأباء والأمهات الذين يشجعون ويدعمون أطفالهم يعززوا بذلک شعورهم الإيجابى تجاه ذواتهم، أما التعامل بقسوة وسلبية من جانب الکبار فيمکن أن يخلق الشک الذاتى فى وقت مبکر، وفى أقصى الحالات قد يؤدى سوء المعاملة والصدمات النفسية خلال السنوات الاولى إلى تأثير دائم على التنمية الذاتية للفرد، کذلک يؤدى إلى الکثير من المشاکل النفسية والسلوکية. ( Guerra , et al. , 2014,  p 21 )                                               والثقة بالنفس هى المادة التى يحتاجها الجميع، فمع الثقة العالية وحسن تقديم الفرد نفسه للبيئة، يستطيع أن يکون إجتماعيا وقادرا على ضبط التفاعل، ويکون لذلک تأثير إيجابى على أداءه الفردى و من ثم الأداء التنظيمى.                              & Andriansyah,   2014 , p 43 )   Ratnasari )    ويرى جين (Geen, 1980)  أنه من أهم مظاهر الثقة بالنفس هى القدرة على التفاعل الاجتماعى وإقامة علاقات ناجحة وبناءة بالإضافة الى الشعور بالأمن والطمأنينة فى المواقف غير المألوفة.   والثقة بالنفس يمکن بناءها وتطويرها بشکل منهجى، من خلال التعليم والتدريب والممارسة، تبدأ بتغيير معتقدات الفرد التى تتحکم فى ثقته بنفسه، حتى تصبح عادة عقلية راسخة لدى الفرد، وعلى المدى الطويل تصبح تلک المعتقدات أکثر من مجرد أفکار يمتلکها بل تصبح أفکارا تتملکه.  (P-A. Tengland,  2001, 146 ؛ Brain Tracy, 2012 ؛ الفرحاتى السيد، 2012، 263- 367)     ويشير ( مصطفى أبو سعد  2004، 208 ) إلى أن الإعاقة من أکثر أسباب فقدان الثقة بالنفس، فالإعاقة تقود صاحبها إلى أحد الطريقين : إما أن يکون کغيره من الأصحاء ويقوم بالتعويض غير المباشر عن إعاقته فيستثمر ما لديه من ابداعات، أو أن يکون غير عاديا ً، وفى هذه الحالة سيسلک طريقا من اثنين ؛ إما الانسحاب کلانطواء و العزلة وضعف الثقة بالنفس، أو طريق العداء والشراسة کتعويض مباشر عن إعاقته فيکون حالة کمن قيل فيهم " کل ذى عاهة جبار"   فالثقة بالنفس تجعل الفرد أکثر قوة وشعبية وتجعله محبوبا ً ومرحبا ً به فى أى مکان يذهب اليه، کما أنها تساعده على وضع أهداف اکبر لحياته ومن ثم تدفعه للعمل على تحقيق تلک الأهداف، کذلک تساعده على التعامل مع مشکلات حياته اليومية والعمل على حلها، ومن ثم تجعله يشعر بالتميز والسعادة الحقيقية والتى هى أساس للصحة النفسية.                                       (Brain Tracy 2012)        و تعتبر مرحلة المراهقة هى أنسب المراحل فى حياة الفرد لتنمية الثقة بالنفس حيث تشير نانسى جويرا وآخرون (2014)  إلى أنه على الرغم من أن الوعى الذاتى وفهم الذات لدى الطفل يبدأ فى مرحلة الطفولة الوسطى حيث يبدأ الطفل فى دمج آراء الآخرين فى فهم ذاته، فأيضا ً البحث عن هويته الذاتية و التنمية الذاتية طويلة المدى يجعل مرحلة المراهقة کذلک هى المرحلة المثالية التى يبدأ فيها بناء الثقة.                                         21)  Guerra , et al. 2014  ,  p )   و  على الرغم من ذلک فإن الأمر ليس باليسير حيث يشير Givon, 2006 )    ( Court &    إلى أن المراهقة هى مرحلة حرجة فى العالم الاجتماعى فيما يتعلق بتقييم الذات والثقة بالنفس.    ويزداد الأمر صعوبة إذا کان المراهق من ذوى الاعاقة السمعية الذى يعانى فى الاساس من قصور فى المهارات الاجتماعية اللازمة للتفاعل والاندماج داخل المجتمع.     ويعتبر الأسلوب المعرفى السلوکى من أنسب الأساليب الارشادية، فى تنمية المهارات الاجتماعية، حيث يتميز هذا الأسلوب بالمرونة وإمکانية تطويعه ليناسب أکبر عدد من المرضى بإختلاف مستويات تعليمهم،  دخلهم، ثقافاتهم، وأعمارهم، کما أنه يمکن إستخدامه بشکل فردى، زوجى أو على نطاق العائلة.         p2 )              ;  Neil A , Rocker ,2010, Judith S. Beck , 2011 , p3  (   کما کشفت نتائج  الکثير من الدراسات عن فاعليته، فى حين يؤکد العديد من الباحثين على أنه الأفضل حتى مع الحالات الصعبة کالإکتئاب، القلق، الفوبيا والمشکلات الناتجة عن الضغوط النفسية، ومن ثم أطلقوا عليه    " المعيار الذهبى " "Gold Standard  ".                                                                                                      Neil A Rector , 2010 , p3 )  )   ويعتمد الأسلوب المعرفى السلوکى فى الأساس على إتجاه أرون بيک Beck  ( 1976 ) و إتجاه البرت إليس Ellis  (1993) ، واللذان عملا على دمج الفنيات المعرفية والسلوکية معا بصورة واضحة وإستخدامها فى مجال العمل النفسى.   ويرکز هذا الأسلوب على أفکار ومعتقدات العميل المغلوطة أو المشوهه، والتى تسبب له اضطرابات سلوکية وانفعالية، ومن ثم مساعدته على التخلص منها واستبدالها بأنماط تفکير سليمة يعقبها تغير سلوکى للأفضل.   وفى حالات القصور فى المهارات الاجتماعية ففرضيته هو أن العملاء مع الأفکار والأنماط السلوکية غير المتأقلمة يفتقرون إلى المهارات الکافية لمواجهة القضايا اليومية والمشاکل.     Milkman , Wanberg,  2007 , p 9 -10 ))، فالمهارات الاجتماعية هى عملية معرفية سلوکية صريحة تستخدم فى التفاعلات الشخصية.  ( السيد عبد العال، 2006 ، 4 )   و فى الأسلوب المعرفى السلوکى يصبح العميل " مشارکا نشطا " فى العملية العلاجية فيکون هو المعالج لنفسه، حيث يتم تدريبه على علاج الذات وصناعة القرار بل و تعزيز الذات _ أى أن يکون المعزز الخارجى لأداءه  فى هذه الحالة معززا داخليا _ بالإضافة إلى أساليب تنظيم الذات الأخرى، وبذلک يصبح لدى العميل القدرة على التحکم فى مهاراته الخاصة وتعميمها مع الإبقاء على المهارات التى تعلمها، الأمر الذى يوفر الکثير من الوقت للمعالج أثناء العملية العلاجية.                                             ( ايمان کاشف وهشام عبد الله، 2007 ، 134 ، 138 )  

DOI

10.21608/jsep.2020.84306

Volume

1

Article Issue

8

Related Issue

12754

Issue Date

2020-04-01

Receive Date

2020-04-20

Publish Date

2020-04-01

Page Start

20

Page End

22

Print ISSN

2682-1931

Online ISSN

2682-194X

Link

https://jsep.journals.ekb.eg/article_84306.html

Detail API

https://jsep.journals.ekb.eg/service?article_code=84306

Order

10

Type

المقالة الأصلية

Type Code

840

Publication Type

Journal

Publication Title

مجلة التربية في القرن 21 للدراسات التربوية والنفسية

Publication Link

https://jsep.journals.ekb.eg/

MainTitle

-

Details

Type

Article

Created At

22 Jan 2023