Beta
84291

فاعلية برنامج إرشادي معرفي سلوکى لخفض التفاؤلية الدفاعية وأثرها في الحد من السلوک الخطر لدى عينة من المعاقين سمعياً

Article

Last updated: 22 Jan 2023

Subjects

-

Tags

-

Abstract

 الإعاقة السمعية هي تلک الحالة التي يُعانى منها الفرد نتيجة عوامل وراثية أو خلقية, أو بيئية مکتسبة من قصور سمعي يترتب عليه آثار اجتماعية أو نفسية أو الاثنين معاً، وتحول بينه وبين تعلم وأداء بعض الأعمال والأنشطة الاجتماعية التي يؤديها الفرد العادي بدرجة کافيه من المهارات, وقد يکون القصور السمعي إما جزئياً, أو کلياً شديداً, أو متوسطاً, أو ضعيفاً, وقد  يکون مؤقتاً, أو دائماً, وقد يکون متزايداً, أو متناقصاً, أو مرحلياً (محمد عبد الحي، 2001، 31).    تُوجد العديد من الخصائص, والسمات التي تصف المعاقين سمعياً, فهم يسرفون فى أحلام اليقظة, ويُعانون من الشعور بالقلق والتهور وعدم قدرتهم علي ضبط انفعالاتهم, أو حل مشکلاتهم, أو الاستقلالية عن الآخرين(عبد المطلب القريطى، 2001, 320؛ سعيد العزة، 2002، 116؛ سحر القطاوى، 2011، 113 ). فمستويات طموحهم إما عالية جداً أو منخفضة جداً ولا يقدرون علي تغيير مطامحهم في ضوء أدائهم(عبد الرحمن سليمان, 2001, 105). أما عن مفهوم الذات الخاص بهم فعادةً ما يتصف بعدم الدقة وغالباً ما يکون مبالغاً فيه (جمال الخطيب ومني الحديدي، 2009، 14). المعاقين سمعياً يتصفون بالتمرکز حول الذات, وسرعة الانفعال, والاندفاعية, والفردية (Meadow-Orlans, 1980, 114)؛ ويميلون للخوف غير الواقعي ويفضلون الإشباع الآني وليس المؤجل (إبراهيم القريوتي، 2006، 63-69). کما يُظهر المعاقين سمعياً المراهقين مستويات مرتفعة من الضبط الخارجي أکثر من مستوي الضبط لدي للسامعين, کما يعتقدون في عدم قدرتهم علي السيطرة علي الأحداث السيئة أو واقعون تحت رحمة قوي خارجية, في حين يُظهر بعضهم مستوىات مرتفعة من تقدير الذات, وتصورات اجتماعية مستنيرة جدا (McDaniel, 1976, 21). کما يمتلکون مستويات مرتفعة من التحرر والطمأنينة وتقدير الذات والشعور بالأمن, والتفاؤل, ويمتلکون استراتيجيات ملائمة للتعامل مع القلق والآلام النفسية وللبعد عن التوتر(طارق النجار ومحمود الحبشي, 2014، 18). المراهقين المعاقين سمعياً مثل السامعين يواجهون الخبرات غير المحببة في بيئتهم النمائية, وتَکمن الاختلافات فيما بينهم, وبين السامعين في طرقهم وأساليبهم المتنوعة والفريدة في التعامل والتواصل وثقافتهم ومدرکاتهمSheridan, 2011, 231)).    يتبني المعاقين سمعياً أفکاراً ومعتقدات غير واقعية تهدف لإبعاد أنفسهم عن التوتر والضغط, وقد تکون تلک الأفکار غير الواعية؛ بسبب نقص ومحدودية معرفتهم وخبراتهم الشخصية, وقد تکون بسبب تمرکزهم حول ذواتهم, وقد تکون بسبب قلقهم, وقد تکون بسبب شعورهم بقدرتهم على ضبط واقعهم المحيط, وقد تکون بهدف رغبتهم في الحفاظ على تقدير الذات لديهم, وکل تلک العوامل تؤدي في النهاية إلي تبنى الأفکار والمعتقدات المتفائلة, والوقوع في شِرک التفاؤلية الدفاعية biased optimism للحصول على المزيد من الأمن المؤقت والتکيف والتوافق في ظل المقارنات الاجتماعية وللبعد عن التوتر. وتَظهر التفاؤلية الدفاعية  biased optimism حين يتوقع الأفراد  حدوث الأحداث الإيجابية في المستقبل على الرغم من عدم وجود دليل يدعم تلک التوقعات Sharot, et al., 2007, 102-105)).    تتأثر التفاؤلية الدفاعية بعدة عوامل منها: الخبرة أو التجارب الشخصية، والضبط المدرک، والصورة النمطية المحببة Weinstein, 1980, 806))، وتقدير الذات (محمد أبو العلا،2010،339), والأنانية والتمرکز حول الذات (Weinstein, 1987, 481)، والقدرة على الضبط (Prentice, et al., 2005, 502)، والخبرة السابقة (Rutter ,et al., 1998, 681–696). فالأفراد يُظهرون وجود الدفاعية المنتشرة والمثيرة للدهشة عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بما سيحدث غدا أو الأسبوع المقبل، أو خلال خمسين عاما من الآن؛ فالأفراد يبالغون في تقدير احتمالات حدوث الأحداث الإيجابية، ويقللون من احتمالات حدوث الأحداث السلبية, فالتفاؤلية الدفاعية هي الفرق بين توقع الشخص والنتائج المستقبلية الفعلية، فإذا کانت التوقعات أفضل من الواقع فإن الدفاعية "تفاؤلية", و إذا کان الواقع أفضل مما کان متوقعا، فإن الدفاعية "تشاؤمية" biased Pessimism  (Sharot, 2011, 941). فالتفاؤلية الدفاعية ليست سمة شخصية, ولکنها حالة تنشأ بسبب المحاولات المشترکة لنوعين من ميکانزمات الدفاع: الأولى المحاولات التي ترتبط بالعوامل المعرفية مثل نقص المعلومات والخبرات, وضعف استبصار الفرد بمهاراته المعرفية, والثاني ميکانزم دفاعي له طبيعة دافعية أو تحفيزية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بدفاع الفرد عن تقديريه لذاته والرفض الدفاعي للتغلب علي التوتر(.(Conversano, et al., 2010 ,25 وتُعتبر التفاؤلية الدفاعية مُصطلح مثير للجدل من الناحية النفسية, فعلى الرغم من أنها تُعتَبر أوهام ايجابية تساعد على التکيف والصحة النفسية الجيدة, إلا إن تلک الأوهام تحتاج إلي الواقعية والإحساس الدقيق بالواقع, وهناک وجهتي نظر مختلفتين تفسرا مدي تأثير التفاؤلية الدفاعية هما: -         الأولي: تشير لارتباط التفاؤلية الدفاعية وغيرها من الأوهام الإيجابية عن الذات بمشاعر السعادة, وتکوين العلاقات الاجتماعية الجيدة, وحب المغامرة , والجرأة,  والقدرة على التکيف. -         الثانية: شَکَکت في وجهة النظر الأولي, وأکدت بأنه على المدى الطويل ستقوم الأوهام الإيجابية بمقاومة التکيف حيث تتطلب الصحة النفسية السليمة الإحساس بالواقعية والاتصال الدقيق      بالواقع Peeters, et al., 2001, 144-146)). عندما يقوم الأفراد بتبني أفکار خاطئة ومعتقدات مضللة عن الذات وعن الآخرين, فهم بذلک يغفلون الواقع المحيط بهم, ويصبحون أکثر تهوراً وأکثر رعونة, اعتقاداً منهم بتميزهم, وأنهم مهما اقترفوا من أخطاء فهم محصنون ضد الأحداث السالبة، مما يدفعهم لتبنى سلوکيات قد تؤثر على صحتهم, وقد تضر المحيطين بهم. فالأفراد يميلون للاعتقاد بأنهم غير معرضين للإصابة بالمرض والمخاطر, وأن غيره أقرب منه للإصابة, وبالتالي يتجاوز القيام بسلوکيات تجنبه المرض, أو عدم ممارسة السلوکيات الوقائية أو العلاج المبکر(حسن الفنجرى، 2007، 37). ارتبطت التفاؤلية الدفاعية بالقيام بالسلوکيات الخطرة وغير الصحية, مثل التدخين (Arnett, 2000, 625-632), والعدوانية والسلوک الخطر لدي المراهقين (Arnett, 1996, 693), وتبني المعتقدات الصحية الخطرة (عبد العزيز العنزى، 2015، 204), والاستهانة والتقليل من تقدير الخطر       (Watts, 2014, 1-59؛ Vanderzanden, 2015, 1-57).    التفاؤلية الدفاعية قد تکون في صورة مبالغة وقد تکون کالهوس وبهذا تُعتبر غير تکيفيه, وقد تؤدى إلي العديد من المشکلات التي تنتج عن سوء تقدير المواقف کما تزيد من الاشتراک في السلوک الخطر, ومن ثَم فاستخدام الاسلوب المعرفي السلوکي يُساعد الفرد على توليد وإنتاج تفسيرات أکثر واقعية وعقلانية للأحداث التي يمرون بها في حياتهم Vollrath, 2006, 318)).   يُعرف الأسلوب المعرفي السلوکي بأنه أُسلوب يجمع بين عناصر الإرشاد المعرفي والإرشاد السلوکي, فالجانب السلوکي يهتم بالطريقة التي تؤثر فيها السلوک على الصحة النفسية, بينما يهتم الجانب المعرفي بالطريقة التي يفکر بها الفرد وکيف يرى نفسه والآخرين& Wood ,2008,33)‏Wood ). فمن خلال الاسلوب المعرفي السلوکي يُمکن التعامل مع التفاؤلية الدفاعية لدي المعاقين سمعياً وذلک بتخفيضها لتکون أکثر واقعية مع الأحداث وحتي لا يصل المعاق سمعياً لحالم من عدم التکيف في المجتمع الذي يعيش فيه.

DOI

10.21608/jsep.2020.84291

Volume

1

Article Issue

7

Related Issue

12753

Issue Date

2020-04-01

Receive Date

2020-04-20

Publish Date

2020-04-01

Page Start

17

Page End

18

Print ISSN

2682-1931

Online ISSN

2682-194X

Link

https://jsep.journals.ekb.eg/article_84291.html

Detail API

https://jsep.journals.ekb.eg/service?article_code=84291

Order

10

Type

المقالة الأصلية

Type Code

840

Publication Type

Journal

Publication Title

مجلة التربية في القرن 21 للدراسات التربوية والنفسية

Publication Link

https://jsep.journals.ekb.eg/

MainTitle

-

Details

Type

Article

Created At

22 Jan 2023