إن الأطفال هم مصدر الثروة الحقيقية وهم الأمل في تحقيق مستقبل أفضل، فالاهتمام برعاية الطفل وتنشئته وتحقيق أمنه أمر حيوي تتحدد على ضوئه معالم المستقبل، ولهذا يجب ألا تدخر الدولة أو الجمعيات الخيرية أي جهد في توفير الاحتياجات الأساسية التي تؤمن للطفل حياته واحدة من المعالم التي يستدل بها على تبلور الوعي العلمي في المجتمع. (ابتهاج محمود طلبة،2009، ص 7) و تُعد مرحلة رياض الأطفال، المرحلة التي يبدأ الطفل فيها التعامل مع المجتمع بشکل کبير، مجتمع البيت والجيران ومجتمع الروضة، والشارع، ويأخذ مصروفا شخصيا يشتري به ما يشاء ، بل وتعتمد عليه الأسرة أحياناً في شراء بعض مستلزمات البيت من المحلات المجاورة ، کما أنه يتعامل مع موارد البيئة المختلفة ، وتتشکل مفاهيمه وقيمه، من خلال ذلک التفاعل مع المجتمع، وذلک يلقي عبئا على مؤسسة رياض الأطفال بأن تقوم بدور حيوي وفعال في تبسيط القيم الاقتصادية وتنميها لدي الطفل باستخدام أساليب جذابة ومحببة للطفل حتى نستطيع أن نجعل القيم الاقتصادية جزء من نسيج شخصيه.(حنان محمد نصار،2015،ص205) وتعتبر تهيئة البيئة المادية والنفسية في رياض الأطفال أحد المتطلبات الأساسية اللازمة لإيجاد مناخ مناسب للتعلم ولتحقيق النمو الشامل المتکامل للطفل. ويؤکد المهتمون بتربية الطفل على وجود علاقة ارتباطيه موجبة قوية بين البيئة المادية للروضة وما يتوفر بها من أماکن وإمکانات و مواد ومثيرات وبين درجة سعادة الطفل وراحته، واستمتاعه وحبه للتعلم، واستثارة رغبته للاستکشاف، والدراسة والفحص والمقارنة والتصنيف والتجريب والابتکار والتخيل وقدرته على حل المشکلات. ومن المؤکد أن نجاح عملية التعلم تتوقف على إشراک أکبر عدد من حواس الطفل في الموقف التعليمي الواحد، وأکثر الحواس قيمة في اکتساب العلم والمعرفة حاستا السمع والبصر، وأيضًا حاسة اللمس فهي أساس حسي عضلي يکتسب الأطفال من خلالها إدراکًا حسيًا للأشکال لا يتيسر لهم اکتسابه عن طريق السمع أو البصر. لذلک دعا رجال التربية والتعليم إلى استخدام الألعاب التربوية اليدوية في تعليم جميع المراحل التعليمية وجعلها رکيزة مهمة وأساسًا لا يمکن الاستغناء عنها في العملية التعليمية، لما لها من فوائد متعددة، ومن أهمها أن الألعاب التربوية اليدوية توفر الخبرات الحسية التي تعطي معنى ومدلولا للعبارات اللفظية المجردة، بمعنى أنها تسهل إدراک المعاني من خلال تجسيد الأفکار والمفاهيم المجردة بوسائل محسوسة تساعد على تکوين صور مرئية لها في أذهان الأطفال، کما أن للوسائل التعليمية أثرًا بالغًا في شد انتباه الأطفال نحو الدرس، وتنمية ميولهم نحو التعلم، وتحسين کثير من مهاراتهم، سواء کانت مهارات فکرية أو يدوية، کما تساعد الأطفال على تنظيم تفکيرهم في المواقف التعليمية، وتجعل عملية التعلم أکثر عمقًا وأصالة.(حسن حسين زيتون،2001،ص277 ) وبما أن استخدام جميع حواس الطفل في الموقف التعليمي يکون له مردودات إِيجابية على العملية التعليمية فإن الباحثة ترى أن استخدام الألعاب التربوية اليدوية التي تخاطب حواس الأطفال وتثيرها وتتعامل معها ، لها تأثير قوي في نجاح العملية التعليمية وتحقيق أهدافها ، فالألعاب التربوية اليدوية  تجعل التعليم حيًا ومحسوسًا، وبدلا من أن تنقل المعلمة المعلومات عن طريق حاسة السمع فقط ، فإنها بتقديم الألعاب التربوية اليدوية للأطفال سوف تشرک أکثر من حاسة من حواسهم ؛ مما يتيح لهم مجالا أوسع للملاحظة والممارسة والتفکير والاکتشاف والفهم إلى جانب اکتساب المعرفة. کما أن اللعب بالنسبة للطفل له قيمة علاجية وتربوية وإبداعية واجتماعية وأخلاقية فيتعلم الطفل من خلاله العديد من المهارات ويزيد من دافعيته للتعلم ويساعد على فهم نفسه والعالم المحيط به. ولعل من أهم تلک الدراسات ما قام به الدکتور خالد عبد الرزاق في استخدام أنواع من اللعب في تعديل اضطرابات السلوک لدي طفل الروضة.( خالد عبدالرازق السيد،2008،ص75) وتؤکد العديد من الأدبيات والدراسات في مجال تعليم الأطفال الرياضيات في رياض الأطفال أن من َأهداف تعليم الأطفال الرياضيات تنمية المفاهيم الرياضية الأولية لهم ، مثل مفهوم التصنيف ، التسلسل ، المقابلة ، العدد ، ومعرفة الأشکال الهندسية والتمييز بينها ، کما تلعب الرياضيات دورًا فعالا في إعداد الأطفال الذين يملکون القدرة على التفکير الذي يساهم في فهم الأطفال لأنفسهم وإمکاناتهم وقدراتهم ، ومن ثم تفاعلهم مع بيئتهم وتآلفهم معها. فقد أکد على ذلک (زکريا الشربيني، يسرية صادق ، 2003،ص27) حيث ذکر أن برنامج الرياضيات لأطفال رياض الأطفال تشعرهم بالثقة في أنفسهم وبقدرتهم على التحصيل والتعبير عن الذات واکتساب المفاهيم والمهارات. کما أثبتت (نجلاء العمري، ٢٠٠4)⁽ فاعلية برنامج في المفاهيم الرياضية على نمو مفهوم الذات لدى عينة من الأطفال في الفئة العمرية ( ٥-6 ) سنوات. لذلک اهتم خبراء تربية وتعليم الأطفال بتشکيل أنشطة تعليمية تدور حول وسائل تعليمية محسوسة لدى الأطفال وجاذبة لهم، حيث أن فروبل  Frobel يرى أن الألعاب من أهم الوسائل التي تساعد الأطفال على النمو؛ لذلک لا بد من شغلهم بها ؛ لتنمية حواسهم وتعويدهم على العمل والابتکار، کما يرى أن تعلم الأطفال الأعداد يجب أن يتم عن طريق عناصر ممثلة لها ، فعن طريق ربط الأرقام بالعناصر يبدأ الأطفال في تعلم الأعداد .(هدى محمد قناوي،2004،ص46) والمفاهيم هي الأدوات العقلية التي يطورها الأطفال، لتساعدهم على مواجهة عالمهم المعقد، وتساعدهم على تنظيم وتبسيط التشکيلة الضخمة المتنوعة من الأشياء والمثيرات، فهي وسيلة تجعل الأشياء المختلفة شيئًا واحدًا بالنظر إليها على أنها جزء من الصنف نفسه⁽.(سيتزر،دينر،2004،ص60)