Beta
84287

فاعلية برنامج قائم على التفکير الإيجابي لتنمية کفاءة المواجهة لدى طلاب کلية التربية

Article

Last updated: 22 Jan 2023

Subjects

-

Tags

-

Abstract

يؤکد علم النفس الإيجابي على الاهتمام بتنمية الجوانب الإيجابية في شخصية الإنسان لتفادي الوقوع في الاضطراب النفسي، حيث يذکر محمد أبو حلاوة  (2006 ، 542) أن علم النفس الإيجابي ينظر للأفراد بوصفهم صناع قرار وأنه متاح أمامهم بدائل واختيارات ولهم تفضيلات شخصية، ويمتلکون سيطرة فعالة على الظروف المعاکسة، ولديهم قدرة على التخلص من الإحساس بالعجز واليأس، وأن لدى البشر مکامن قوة تعمل کمضادات حيوية وأمصال مناعة وتحصين شديدة الفعالية ضد الأمراض  فيهتم بالوقاية من الکثير من الاضطرابات الانفعالية والنفسية وجعل حياة الناس العاديين أقوى وأکثر إنتاجية والاستفادة القصوى من الإمکانات البشرية .      ولأن تنمية الجوانب الإيجابية في الشخصية الإنسانية مثل ( التفاؤل، الحکمة، السعادة، الرضا، التسامح، الحب ) تلعب دورا کبيرا في التغلب على الجوانب السلبية  مثل ( الخوف، الحزن، الاکتئاب، القلق، وعدم تقدير الذات، الخوف من المواجهة ) .       لذا يذکر محمود عطية (2010 :4 و7 ) أن هذا ما دفع العديد من المهتمين بعلم النفس الإيجابي مساعدة العديد من الفئات على إدراک أنفسهم إدراکا إيجابيا و وخاصة فئة شباب الجامعة الذين يمثلون الثروة الحقيقية لأي مجتمع، کما أنهم  يعيشون عصر التقدم التکنولوجي السريع مع نقص المهارات الحياتية وعدم إدراکهم ومعرفتهم لطاقاتهم وقدراتهم وذلک ليتمکنوا من مواصلة الحياة  المليئة بالضغوط بطرق وأساليب إيجابية فعالة  من خلال الإيمان بالقيم الروحية الأصلية وتنمية روح المثابرة لديهم وذلک بمساعدتهم على إدراک طبيعة الحياة التي فطرنا الله عليها وتعليمهم کيفية مواجهة و مکابدة ضغوط الحياة         ويتفق کل من سميرة أبو غزالة : 2009 ، 205و محمد أبو حلاوة :2013 ،10 على أن هناک  عملية تکيف مستمرة يقوم بها الفرد في حياته، والآلية النفسية التي تمکن الفرد من التکيف الجيد هي کفاءة المواجهة ( Resilience).      وتحدثت عنها صفاء حسان (2014: 34 ) أن کفاءة المواجهة تتضمن مرونة المواجهة والتکيف مع الضغوط من جهة وأيضا يشتمل على کفاءة الصمود  أمام ضغوط الحياة والارتداد والرجوع السريع  أمام ضغوط الحياة، و أن هناک علاقة وثيقة بين التفکير الإيجابي وکفاءة المواجهة إذ أن الشخص الذي يتمتع بالتفکير الإيجابي فإنه يرى أي محنة أو کارثة يتعرض لها ما هي إلا تحدي له وأنه قادر على تخطيها بقوة وأنه يستطيع أن يعود إلى وضعه السابق بسهولة ويسر. من ناحية أخرى  فإن أهداف التربية الحديثة هي: تدريب الفرد على أفضل  أساليب واستراتيجيات التعامل مع المواقف الضاغطة ليس فقط للمساعدة في تعلم کيفية التعايش مع الظروف الضاغطة بل أيضا  للمساعدة في أن يجد الفرد متعة  أکبر في مواجهة تحديات عالمنا المتغير والسيطرة عليها في ظل التطور التکنولوجي والانفجار المعرفي والتغير في جميع مجالات الحياة  .  ( محمود عطية :2002،58 ) لذلک ستعتمد الباحثة على التفکير الإيجابي ومهاراته بوصفه متغير هام في علم النفس الإيجابي، وأن الأشخاص الذين يتمتعون بالتفکير الإيجابي لديهم القدرة على إدراک جميع المواقف إدراکا إيجابيا وبالتالي الاستجابة لها إستجابة جيدة مما يؤدي إلى تنمية کفاءة المواجهة .           ويتفق کل من نشوة دردير (2010: 73  ) وعبد الستار إبراهيم (2011 :15) أن الضغط ينتج بفعل التفکير الشخصي الذي يقود الفرد إلى الشعور بالأسى والتوتر والأمراض البدنية ، وأنه ما يجري داخل العقل البشري  ناتج عن فهم وتقدير التفاعل الحادث ما بين الفرد والبيئة المحيطة ،ولا يوجد مضطربا نفسيا تخلو أفکاره من المبالغة وتعميم السلبيات وتجريح الذات _ أحد استراتيجيات التفکير السلبي _ وأن الأفراد ذوي الاستراتيجيات الإيجابية عندما يواجهون أزمة أو موقفا ضاغطا فإنهم يتصدون لهذا الحدث من خلال أساليب تتصف بالإقدام والإيجابية.       ويؤکد  سليجمان أن التفکير الإيجابي هو بداية الطريق لشعور بالنجاح والسعادة فإننا عندما نفکر إيجابيا فإننا نبرمج العقل الباطن للتفکير بطريقة إيجابية وهذا التفکير يؤدي إلى الأعمال الإيجابية في معظم شؤن حياتنا وأن الأشخاص ذوي التفکير الإيجابي يصفون الأحداث السلبية على أنها عابرة . (عماد مخيمر ،2010: 302)     ويفيد سالم الحسيني (2014: 17) أن التفکير الإيجابي يؤدي بالفرد إلى المقدرة على إدارة الأزمات، ومشاعر إيجابية متفائلة، ورؤية مشرقة، وانتقاء استراتيجيات المواجهة الإيجابية، والضبط الشخصي للمشاعر والأفکار السلبية عند مواجهة مختلف التوترات والمواقف وضغوط الحياة، ويتميز کذلک بالقوى والموارد النوعية الإيجابية التي تدعم السعادة والرضا عن الحياة . المشکلة :-          يفيد محمد أبو حلاوة (2013: 10،11) أن تنمية کفاءة المواجهة تؤدي إلى زيادة معامل التقييم الإيجابي للذات والإحساس بالتطور والارتقاء الشخصي والاعتقاد بأن الحياة هادفة وذات معنى وتحسين صورة العلاقات الاجتماعية المتبادلة مع الآخرين والقدرة على إدارة الفرد لحياته بفاعلية، فضلا عن الإحساس بامتلاک زمام الذات وتقليل احتمالات المعاناة من الاکتئاب والقلق.         وقد أشارت العديد من الدراسات إلى وجود علاقة بين کفاءة المواجهة والتفکير الإيجابي، فتذکر الجمعية الأمريکية لعلم النفس أن من العوامل التي تبني کفاءة الشخصية ، التفکير الإيجابي حيث لا يمکن للإنسان أن يغير الواقع والأحداث الضاغطة ويتجاوزها لکن بإمکانه تغير الطرق التي تدرک بها الأحداث .       ويذکر محمد أبو حلاوة (2013 ، 9، 10) أن الانفعالات الإيجابية توقف مسار التأثيرات السلبية للضغوط النفسية وتساعد الأفراد ذوي المستوى المرتفع من المرونة في التعافي والبرء السريع من تأثيرات مثل هذه الضغوط، وتمکن الأفراد ذوي کفاءة المواجهة المرتفعة من التوظيف الکامل لمکامن قوتهم ومصادرهم النفسية لتمکن من التوافق الإيجابي والمواجهة الفعالة للصدمات لکونها تمثل عامل وقاية من التأثير السلبي کما تمثل تحصينا ضد المتاعب والمصاعب في المستقبل .       وتشير  صفاء حسان (2014،41) أن من صفات ذوي کفاءة المواجهة التفکير الإيجابي ووضع الأمور والأشياء في سياقها وحجمها الطبيعي عند مواجهة أحداث الحياة الضاغطة ومحاولة تقييم الموقف الضاغط في سياقه الواسع والنظر للمدى البعيد وتجنب تماما التفکير التفخيمي ، وأن هناک علاقة وثيقة بين التفکير الإيجابي وکفاءة المواجهة إذ أن الشخص الذي يتمتع بتفکير إيجابي فإنه يرى أن أي محنة أو کارثة يتعرض لها ماهي إلا تحدي له وأنه قادر على تخطيها بقوة وأنه يستطيع أن يعود إلى وضعه السابق بسهولة ويسر .   وفي ظل التقدم العلمي والتکنولوجي السريع وتزايد الاعتراف بأهمية الإعداد لمرحلة الشباب وخاصة طلاب الجامعة بما يؤهلهم للتعامل مع ظروف الحياة الصعبة وتحدياتها بکل حکمة ومرونة وبما يحقق التوافق والتکيف مع الحياة  .     ومن ناحية أخرى يتميز هذا العصر بتزايد السلبية " فلتحقيق حياة أکثر سعادة وأکثر نجاحا وأکثر ثقة فيجب أن نحرص على التوجه الإيجابي لأفکارنا "( توني بوزان :2007 )      بناء على ذلک تظهر المشکلة  عندما تکون الفئة المقصودة في هذه الدراسة من أهم فئات المجتمع ، وهم الشباب ثروة أي مجتمع، وخاصة من طلاب کلية التربية الذين هم في حاجة ماسة للرعاية والإرشاد والمساعدة في فهم أنفسهم و تنمية قدراتهم للمواجهة الإيجابية لجميع المواقف التي يمرون بها وذلک لإعدادهم اعدادا جيدا کمربين للأجيال القادمة .           فيفيد (محمد عثمان،2009: 400)أن العديد من الدراسات توصلت إلى أن هناک معدلات مرتفعة من المواقف الضاغطة التي يمر بها الشباب الجامعي سواء في بيئته الأکاديمية أو في محيط أسرته أو في محيطه الإجتماعي الذي يعيش فيه، حيث أن هذه المرحلة العمرية  تفرض على الطالب متطلبات عديدة ومهارات تمکنه من التعامل مع هذه المواقف المتعددة بإيجابية .      و يتضح للباحثة أهمية تنمية کفاءة المواجهة لدى عينة من طلاب الجامعة وخاصة طلاب کلية التربية لما لهم من دور فعال في المجتمع بعد انهائهم مرحلة التعليم الجامعي، ومن خلال مراجعة الباحثة للدراسات التي أجريت في البيئة العربية تبين  لها أنه لا توجد دراسات تناولت إعداد برامج تدريبية قائمة على مهارات التفکير الإيجابي لتنمية کفاءة المواجهة لدى طلاب کلية التربية الذين هم يحملون العلم والأخلاق للأجيال القادمة .        هذا ما دفع الباحثة إلى تنمية کفاءة المواجهة من خلال تصميم برنامج تدريبي قائم على بعض أبعاد التفکير الإيجابي (الشعور بالرضا - التحکم في العمليات العقلية العليا- التحکم في الإنفعالات- إداراة العلاقات) لدى طلاب کلية التربية لأنهم في حاجة ماسة إلى العديد من البرامج التدريبية والإرشادية والتي تساعد في استثمار طاقاتهم واستغلالها بشکل إيجابي لما  لهذه الفئة من أهمية في المجتمع تحتم عليهم أن يتفاعلوا مع المواقف المختلفة بکفاءة وذلک في الوقت الحالي کطلاب بالإضافة إلى أنهم في المستقبل لهم دور کبير في تشکيل الأجيال القادمة .

DOI

10.21608/jsep.2020.84287

Volume

1

Article Issue

7

Related Issue

12753

Issue Date

2020-04-01

Receive Date

2020-04-20

Publish Date

2020-04-01

Page Start

11

Page End

12

Print ISSN

2682-1931

Online ISSN

2682-194X

Link

https://jsep.journals.ekb.eg/article_84287.html

Detail API

https://jsep.journals.ekb.eg/service?article_code=84287

Order

7

Type

المقالة الأصلية

Type Code

840

Publication Type

Journal

Publication Title

مجلة التربية في القرن 21 للدراسات التربوية والنفسية

Publication Link

https://jsep.journals.ekb.eg/

MainTitle

-

Details

Type

Article

Created At

22 Jan 2023