في ظل التقدم التکنولوجي الهائل وانتقال الاهتمام إلي کل ما هو حديث وآلي والأنصراف عن الاهتمام بالبيئة المحيطة مما أدى إلي انتشار الأمراض والعديد منها بسبب التلوث البيئي. لذا برز الدور الخاص في ضرورة التوعية بالبيئة وکيفية المحافظة عليها والاهتمام بها وبما عليها وبخاصة الأنسان سواء أکانوا کبارا وصغارًا، وحيث أن الصغار هم بناة المستقبل، وعلي الأسرة أن يکون لديها الوعى الکافى بالبيئة، ومفاهيم الوعي البيئي، وأن تنقله لأبنائها؛ ليصبح الوعي البيئي جزءً لا يتجزأ من تنشئة الأسرة لهم.
إن انتشار الأمية والجهل بأمور التربية بين قطاعات عريضة من الأسر بالمجتمع المصري، کذلک يدعو تعاظم دور المدرسة لتصحيح الأتجاه والأساليب التربوية في هذا السبيل، ويشجع هذا علي الاهتمام بدور المدرسة في توعية الأطفال ببيئتهم وکيفية الحفاظ عليها وحيث أن التربية البيئية لا يمکن أن يترک أمرها للصدفة أو العشوائية ولکن يجب أن تحتل مکانة متميزة في السياسات الدولي. (حسام محمد مازن 2007: 21)
وتؤکد البرامج التعليمية في العديد من المنظمات الإقليمية علي أهمية البدء بتلک البرامج مبکرًا وتعديل اتجاهات الأطفال نحو البيئة.
ويري محمد عبد الرحمن الدخيل (2002 ، 11) أن النشــاط المدرســي هــو عبــارة عــن مجموعة من الخبـرات والممارسـات التـي يمارسـها التلميـذ ويکتسـبها، وهـي عمليـة مصاحبة للدراسة ومکملة لها، ولها أهداف تربويـة متميـزة، ومـن ا لممکـن أن تـتم داخـل الفصل أو خارجه.
وقد قامت نظرية النشاط Activity Theory إلى الحصول على مفاهيمها الخاصة بالکيانات المجتمعية من العلوم الأخرى دون قصد؛ إلا أنها تلک الکيانات التي تشکل المحتوى النفسي في المجتمعات الحديثة. ووفقًا لنظرية النشاط، فالنشاط هو نظام من الإجراءات والأفعال التي تسعى لتحقيق بعض الأهداف. ولکن في الواقع, تم الحصول على هذا التعريف للأنشطة من العلوم الأخرى, وقد تاسبت مع نظرية النشاط من خلال التحديد المناسب "للأهداف". (Andy Blunden, 2009, 2)
ومن هنا فإن الخبرات التعليمية التي تقدمها الروضة للأطفال لا تقتصر على الجانب المعرفي والوجداني فقط، فهي بلا شک تتضمن أيضا مجموعة من المهارات المتنوعة التي تنمي الجانب المهاري أو النفس حرکي، وتزود الأطفال بمجموعة من المهارات الفنية المهمة لتمکنهم من بلورة وترجمة الرؤى والأفکار بصورة تعکس قدراتهم على التعبير والإبداع، وذلک ضمن سياق عام متکامل، مع ما يقدم لهم في مجالات نموهم الرئيسي.( إيمان التهامى 2012 : 19)
وتکتسب الأنشطة الفنية أهمية خاصة في سنوات الطفولة المبکرة، فالفنون بصفة عامة بما تحمله من أساليب تعبير تلقائية تشکل لغة عالمية تتخطى حدود الثقافات واللغات، ولذا فإن الأطفال يتفاعلون معها ويهتمون بها أکثر من اهتمامهم بالفنون التي تعتمد على اللغة کأداة أساسية في التعبير.
وهذا ما أکدته دراسة ( Kuang , Ching – Chen , 2007:189 ) أن الأطفال يستخدمون الفن لابراز أفکارهم وحقيقة واقعهم بالوسائل التى يختارونها بأنفسهم ويشعرون بسعادة بالغة فى أثناء عملهم الفنى .
وقد أثارت دراسة ( Lee , Seung yeon , 2009:303 ) إلى ضرورة توفير بيئة تعليمية آمنة تتوافر بها المواد والخامات الفنية والتفاعلات المتبادلة بين الأطفال بعضهم البعض .
وترتبط الانشطة الفنية بدروس برنامج کورت (CORT) للتدريب على التفکير کمهاره اساسيه وقد استخدمت هذه الدروس منذ عام 1970 وتستعمل دروس الکورت في العديد من دول العالم من بينها : الولايات المتحده والمملکه المتحده وايرلاندا وکندا واستراليا ونيوزلاندا واسرائيل ومالطا. وقد ابدت العديد من البلدان اهتمامها اتباع هذا النموذح. (فتحي عبد الرحمن جروان 2002 : 32-33)