إن مرحلة الطفولة المبکرة مرحلة أساسية وهامة في حياة الإنسان حيث تتشکل فيها الملامح العامة للشخصية ، فهي مرحلة وجود مهمة في ذاتها ولذاتها ، ففيها تنمو قدرات الطفل وتتفتح مواهبه وتتزايد قابليته للتأثير والتعلم والتوجيه والتشکيل , فما يخبره الطفل فى السنوات الخمس الأولى من نموه يسهم فى تنمية شخصيته وتحديد سلوکه فى جميع المراحل العمرية التالية بصورة قوية وفعالة .
ويمثل الاهتمام بالطفولة أحد المعايير التى يقاس بها تقدم المجتمع ومدى تطوره لأنه اهتمام بمستقبل الأمة کلها ، حيث إن إعداد الأطفال ورعايتهم فى کافة الجوانب هو إعداد للأجيال القادمة من اجل تنمية قدرتها على مواجهة التحديات التى تفرضها مقتضيات التطورات السريعة التي تشهدها المجتمعات .
وفى عصرنا الحاضر يزداد الاعتراف يوما بعد يوم بضرورة رفع مستوى الخدمات والرعاية والأمان التي تهيأ للأطفال ، وأصبح الالتجاء للعلم في ميدان رعاية الطفولة سمة أساسية تميز عصرنا ، حيث إن مرحلة الطفولة وخاصة المبکرة منها من المراحل التي ترتبط بالعجز وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات وحماية النفس من الأخطار.(عبدالسلام الويبي ، 1988 ، 22)
إن مرحلة الطفولة المبکرة هي مرحلة النشاط الحرکي المستمر وفيها تتميز حرکات الطفل بالشدة وسرعة الاستجابة والتنوع ، ويکتسب مهارات جديدة کالجري والقفز ، ويميل طفل الروضة بطبعه إلى الحرکة واللعب وحب المعرفة والاستطلاع .(زينب سعيد ، 2000 , 90 )
والطفل في ذلک معرض للعديد من الحوادث والأخطار . " والتي يجب علينا حمايته من التعرض لها وذلک من خلال السير في اتجاهين : الأول أن نعمل على زيادة وعى الطفل بالأخطار التي قد يتعرض لها وأثارها ونتائجها , وعواقب السلوکيات التي يقوم بها التي تعرضه لخطر الإصابة , وممارسة السلوکيات الأمانية والتدريب عليها بشکل مستمر حتى يعتاد الطفل على ممارستها , أما الاتجاه الثاني هو أننا نعالج أسباب ممارسة الطفل السلوکيات التي قد تعرضه للخطر وذلک عن طريق توفير بيئة تعليمية ثرية تشبع حاجاته إلى الحرکة واللعب وحب الاستطلاع وتناسب خصائص نموه واهتماماته , وذلک في ظل ظروف آمنة من الأخطار "(رشا وجيه ،2010 ،3)