84257

نمذجة العلاقات السببية بين العوامل الخمسة الکبرى للشخصية والذکاءات المتعددة وأثرهما على عادات العقل المنتجة لدى طلاب کلية التربية

Article

Last updated: 04 Jan 2025

Subjects

-

Tags

-

Abstract

    نظراً للتقدم فى العلوم المختلفة والتطورات التکنولوجية السريعة، يجب تغير النظرة إلى البيئة التعليمية لکى يتماشى عقل الطالب مع هذا التقدم والتطور، ويکون تفکير الطالب وسلوکياته محور إهتمام المسئولين عن العملية التعليمية وعلى المعلم ألا يهتم بطريقة الحفظ والتلقين فى توصيل المحتوى الدراسى وأن يعطى فرصة للطالب لإعمال عقله وتدريبه على سلوکيات ذکية يمارسها فى حياته اليومية والدراسية وفى تعاملاته مع الأخرين وعندما يواجه موقف ولا يستطيع التصرف فيه فماذا يفعل، وقد أطلق آرثرل کوستا وبينا کاليک (2003) على هذه السلوکيات إسم عادات العقل.    فالعادات العقلية ليست إمتلاک الطالب للمعلومات وحفظه لها بل هى معرفة کيفية العمل بهذه المعلومات واستخدامها بطريقة صحيحة (Perkins, 2001: 5- 8)، کما أنها خصائص تميز المتفوقون فى أدائهم فى الأماکن المختلفة کالمدارس، والجامعات، والشرکات، والمصانع وغيرها من الأماکن، فالعادات العقلية هى التى تجعل الطالب نشطاً فکرياً لذا ينبغى تعريفها وتقديمها للطلاب لأنهم نادراً ما يرون هذه العادات مستخدمة حولهم.    يذکر جابر عبد الحميد جابر، صفاء يوسف الأعسر ونادية محمود شريف (2000 : 9) أن روبرت مارزانو وزملاؤه کانوا مهتمين بتطوير التعليم والإهتمام بالطالب ونمو عادات عقلية منتجة لديه، لهذا قدموا نموذجًا تعليميًا أطلق عليـــه نموذج أبعاد التعلم، ويتضمن خمسة أبعاد يمربها الطالب أثناء تعلمه وهى:)الإتجاهات الإيجابية نحوالتعلم، إکتساب وتکامل المعرفة، تعميق المعرفة وصقلها، الاستخدام ذى المعنى للمعرفة، عادات العقل المنتجة).    فجاءت عادات العقل ضمن تصنيف مارزانو لأبعاد التعلم حيث إحتلت البعد الخامس وتوالت البحوث والدراسات التربوية وتعددت وجهات نظر الباحثين حول تصنيفهم لعادات العقل ومن أشهر هذه التصنيفات تصنيف آرثرل کوستا وبينا کاليک (2003) والذى توصل إلى ستة عشر عادة عقلية وهذه القائمة ليست نهائية بل هى قابلة للزيادة فى ضوء الأبحاث والدراسات، والعادات الستة عشر هى (المثابرة، والتحکم فى التهور، والإصغاء بفهم، والتفکير بمرونة، والتفکير فى التفکير، والکفاح من أجل الدقة، والتساؤل وطرح المشکلات، وتطبيق المعارف، التفکير بوضوح ودقة، وجمع البيانات باستخدام جميع الحواس، والإبداع، والاستجابة بدهشة ورهبة، وتحمل المسئولية، والدعابة، والتفکير التبادلي، والإستعداد الدائم للتعلم) (آرثرل کوستا وبينا کاليک،2003: 21) وإعتمدت الدراسة الحالية على تصنيف آرثرل کوستا وبينا کاليک (2003) وأعد مقياساً لذلک يتناسب مع عينة الدراسة.    ومع إستمرار جاردنر فى البحث والدراسة فى هذا المجال قام بإضافة ذکاء أخر إلى قائمة الذکاءات المتعددة لتصبح ثمانية ذکاءات وهى (الذکاء اللغوي، والذکاء الرياضي، والذکاء المکاني، والذکاء الجسمي، والذکاء الشخصي، والذکاء الإجتماعي، والذکاء الموسيقي، والذکاء الطبيعي) ونظرية الذکاءات المتعددة التى نادى بها جاردنر تقدم للمعلم الفرصة لإکتشاف ذکاء کل طالب وتقديم محتوى دراسى يتلائم مع ذکاءه وقدراته کما أنها توفر له الکثير من الإستراتيجيات التى تساعده فى التعامل مع هذه الذکاءات على عکس النظريات التقليدية التى کانت تعتمد على إستراتيجية واحدة من الممکن أن تتلائم مع طالب دون الأخر (محمد طه، 2006 : 231 – 232) وإعتمدت الدراسة الحالية على هذه الذکاءات الثمانية لتناسبها مع عينة الدراسة ومتغيراتها وأعدت مقياساً لذلک.    وحيث أن کل طالب يمتلک شخصية تشتمل على مجموعة من السمات التى تميزه عن غيره من الطلاب، فنجد طالب ذو شخصية مرحة ونشطة وصادقة ومحبة للحياة وللأخرين ومحبة للتغيير، فى المقابل يوجد طالب أخر ذو شخصية حزينة وروتينى ومحب لذاته، فکل واحد منا ينفرد بشخصية مستقلة ولکل شخصية سماتها التى تميزها عن غيرها من الشخصيات، لذا إتجه الباحثون للقيام بالعديد من الدراسات التى کشفت عن الشخصية وأظهرت نتائج هذه الدراسات تعدد السمات وتنوعها التى تستخدم فى قياس الشخصية، وبناء عليه قاموا بتجميع السمات التى تشترک فى خصائص معينة ووضعها تحت فئة أو عامل ما، فتباينت وجهات نظرهم من حيث عدد العوامل التى تندرج تحتها هذه السمات، وإستمر الباحثون فى إجراء البحث للکشف عن هذه العوامل وتوصلوا إلى خمسة عوامل أساسية للشخصية وهى: العصابية، والإنبساطية، والطيبة، ويقظة الضمير، والإنفتاح على الخبرة (السيد محمد أبو هاشم، 2007، 3)، وقد إعتمدت الدراسة الحالية على هذه العوامل الخمسة فى قياس الشخصية وأعد مقياساً لذلک.    وقد تناولت الدراسات والبحوث السابقة العلاقات السببية بين العوامل الخمسة الکبرى للشخصية والذکاءات المتعددة وعادات العقل على النحو التالى:    الإتجاه الأول: دراسات وبحوث سابقة تناولت العلاقات السببية بين العوامل الخمسة الکبرى للشخصية والذکاءات المتعددة مثل: دراسة رحاب صديق وشريف إبراهيم (2008) والتى کشفت نتائجها عن وجود علاقة إرتباطية ذات دلالة إحصائية بين الإنبساطية وبين الذکاء الموسيقي لدى معلمات رياض الأطفال، کما أن العلاقة کانت غير دالة إحصائيا بين العصابية والذکاء الموسيقي، ودراسة فورنهام (Furnham, 2009) والتى أظهرت نتائجها وجود إرتباطاً موجباً دال إحصائياً بين الذکاء الشخصي ويقظة الضمير، وبين الذکاء الإجتماعي والإنبساطية، وبين الذکاء اللغوي والإنفتاح على الخبرة، وبين الذکاء الرياضي والمقبولية ويقظة الضمير، ودراسة أمانى أحمد نعمان (2010) والتى کشفت نتائجها عن عدم وجود علاقة بين الذکاءات (المکاني ، والمنطقي، والإجتماعي، والجسمي) وبعض العوامل الخمسة الکبرى للشخصية، ووجود علاقة بين الضمير الحي والذکاء اللغوي، وبين الذکاء الموسيقي مع القابلية والذکاء الطبيعي، ودراسةهاري أندى(Hari  Andi, 2012)  والتى أظهرت نتائجها وجود إرتباطاً قوياً بين الذکاء الإنفعالى ويقظة الضمير، والطيبة يليها الإنبساطية، والإنفتاح على الخبرة، والعصابية، ودراسة خورشيد وسيدرة (Khurshid & Sidra, 2012) والتى کشفت نتائجها عن وجود إرتباطاً موجباً بين عوامل الشخصية (الطيبة، والإنبساطية، والإنفتاح على الخبرة) والذکاء الإنفعالى، بينما ترتبط العصابية بالذکاء الإنفعالى إرتباطاً سالباً، ودراسة أحمد يعقوب النور(2013) والتى کشفت نتائجها عن وجود علاقة موجبة دالة إحصائياً بين الذکاء اللغوي والذکاء الرياضي والذکاء الجسمي وبعد المقبولية وبعد يقظة الضمير وبعد الإنفتاح على الخبرة، وبين الذکاء اللغوي والإنبساطية، وبين الذکاء البصري والذکاء الإجتماعي وبعد المقبولية وبعد يقظة الضمير، وبين الذکاء الإجتماعي وبعدالإنبساطية وبعد الإنفتاح على الخبرة، وبين الذکاء الشخصي وبعد المقبولية وبعد الإنفتاح على الخبرة، وبين الذکاء الموسيقي وبعد يقظة الضمير وبعد الإنبساطية وبعد الإنقتاح على الخبرة، ووجود علاقة سالبة دالة إحصائياً بين الذکاءات (الجسمي، والبصري، والشخصي، والإجتماعي، والموسيقي) وبعد العصابية، وبين الذکاء الشخصي وبعد الإنبساطية، وعدم وجود علاقة إحصائية دالة بين الذکاء اللغوي وبعد العصابية، وبين الذکاء الموسيقي وبعد المقبولية، ودراسة نبيلة عبد الکريم الشرجبي (2016) والتى کشفت نتائجها عن وجود علاقة إرتباطية موجبة بين الإنبساطية والذکاء الشخصي، وبين الضمير الحي والذکاء اللغوي، وبين المقبولية والذکاء الموسيقي والذکاء الطبيعي لدى طلبة الجامعة.    الإتجاه الثانى: دراسات وبحوث سابقة تناولت العلاقات السببية بين الذکاءات المتعددة وعادات العقل مثل: دراسة سهام رمضان عواد (2010) والتى کشفت نتائجها عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعة التجريبية والضابطة فى التطبيق البعدى على مقياس التنظيم الذاتى، وإختبار التفکير الناقد، وإختبار التفکير الإبتکارى لصالح المجموعة التجريبية، ودراسة عبد الکريم موسى فرج الله ومحمد نعيم أبو سکران (2013) والتى توصلت نتائجها إلى وجود علاقة وثيقة بين مستوى الطلبة فى الذکاءات المتعددة وعادات العقل، ودراسة هدى مصطفى حماد (2013) والتى کشفت نتائجها عن فاعلية البرنامج القائم على العادات العقلية فى تنمية الذکاءات المتعددة لأطفال ما قبل المدرسة.    أما بالنسبة للعلاقات بين العوامل الخمسة الکبرى للشخصية وعادات العقل، لم تجد دراسة - فى حدود علم الباحثة- تناولت هذه العلاقات.    فى ضوء ما سبق تم إجراء هذه الدراسة لتجمع بين متغير العوامل الخمسة الکبرى للشخصية ومتغير الذکاءات المتعددة ومتغير عادات العقل، والتوصل إلى نموذج سببى يوضح العلاقات بينهما، ويکون دليل يسترشد به المسئولين عن العملية التعليمية فى التعامل مع الطلاب بما يتناسب مع سماتهم الشخصية وقدرتهم العقلية، وذلک من خلال استخدام أساليب وإستراتيجيات تدريسية وتقديم محتوى دراسى مناسب لهم وتدريبهم على سلوکيات ذکية يمارسها أثناء مواجهة المواقف المختلفة سواء فى الحياة الدراسية أو الحياتية. مشکلة الدراسة:    فى ضوء نتائج الدراسات والبحوث السابقة والتى تناولت العلاقات بين العوامل الخمسة الکبرى للشخصية والذکاءات المتعددة وعادات العقل والتى عرضت فى المقدمة، نجد أن مشکلة الدراسة الحالية تتمثل فى الإجابة عن التساؤل التالى : هل يمکن نمذجة العلاقات السببية بين العوامل الخمسة الکبرى للشخصية والذکاءات المتعددة وعادات العقل لدى طلاب وطالبات الفرقة الثانية بکلية التربية جامعة مدينة السادات؟ أهداف الدراسة:    هدفت الدراسة الحالية إلى التوصل إلى نموذج للعلاقات السببية بين العوامل الخمسة الکبرى للشخصية والذکاءات المتعددة وعادات العقل لدى طلاب وطالبات الفرقة الثانية بکلية التربية جامعة مدينة السادات. أهمية الدراسة:    تمثلت أهمية الدراسة فى: -         مساعدة مدرسى المدارس والجامعات على تصميم مناهج دراسية تراعى قدرات الطلاب العقلية وسماتهم الشخصية لإنتاج طالباً قادراً على الإبداع والتخيل والتفکير وإعمال العقل. -         التوصل إلى العلاقات السببية بين العوامل الخمسة الکبرى للشخصية والذکاءات المتعددة وعادات العقل يحث المسئولون عن العملية التعليمية على ضرورة التنوع فى الأساليب والإستراتيجيات التدريسية بما يتلائم معهم.

DOI

10.21608/jsep.2020.84257

Volume

1

Article Issue

5

Related Issue

12751

Issue Date

2020-04-01

Receive Date

2020-04-20

Publish Date

2020-04-01

Page Start

7

Page End

8

Print ISSN

2682-1931

Online ISSN

2682-194X

Link

https://jsep.journals.ekb.eg/article_84257.html

Detail API

https://jsep.journals.ekb.eg/service?article_code=84257

Order

4

Type

المقالة الأصلية

Type Code

840

Publication Type

Journal

Publication Title

مجلة التربية في القرن 21 للدراسات التربوية والنفسية

Publication Link

https://jsep.journals.ekb.eg/

MainTitle

نمذجة العلاقات السببية بين العوامل الخمسة الکبرى للشخصية والذکاءات المتعددة وأثرهما على عادات العقل المنتجة لدى طلاب کلية التربية

Details

Type

Article

Created At

22 Jan 2023