تعد الإعاقة العقلية مشکلة من المشکلات التي يواجهها المجتمع نظراً لما تُمثلة الإعاقة العقلية من طاقة بشرية معطلة تحتاج إلى مزيد من الرعاية والإهتمام، وتتکبد الدولة الکثير من الجهد والمال في سبيل تأهيل المعاقين عقلياً للحياة بما يتلائم مع إمکاناتهم العقلية المحدودة.
فتعتبر مشکلة الإعاقة العقلية من المشکلات التي يهتم بها علماء النفس، والتربية، والاجتماع، والصحة النفسية کونها ظاهرة معقدة الجوانب وتحتاج لجهد کبير من القائمين على تنشئة و تأهيل المعاقين عقلياً، وهذا الإهتمام أمر ضروري لاعتبارات کثيرة، أولها الاعتبار الديني والأخلاقي، وثانيها ما يحقق إتاحة الفرصة للمعاقين عقلياً للتعلم شأنه في ذلک شأن العاديين، أما الاعتبار الثالث فهو مواکبة العالم في الإهتمام بقضايا المعاقين، ثم يأتي الاعتبار الرابع وهو الاعتبار الإقتصادي والذي يتمثل في أن تربية وتأهيل المعاقين عقلياً له عائد إنتاجي بحث لا يصبح المعاق عقلياً عائلة على المجتمع. (محمـد اليازوري، 2012، 2)
ويتعرض المعاق عقلياً للفشل في مواقف کثيرة بسبب نقص قدراته على مواجهة العوائق والصعوبات وحل المشکلات، مما يعرضه للشعور بالإحباط والتقليل من شأن الذات، ويعوق نموه النفسي، کما يتعرض المعاق عقلياً للصراع في مواقف کثيرة بسبب نقص قدراته على اتخاذ القرار، مما يجعله يرتبک ويضطرب لأسباب بسيطة، ويسوء توافقه مع نفسه ومع الآخرين، وکثرة تعرض المعاق عقلياً للإحباط والصراع يعوق نمو شخصيته، ويجعله مهيئاً للضطراب النفسي، أو الجُناح والإجرام، وتهدف رعايته نفسياً إلى تنمية قدراته على تحمل الإحباط وحل الصراعات، وليس حمايته من الإحباط والصراع کما يظن بعض الأباء والمعلمين، فالمعاق عقلياً في حاجة إلى تنمية مهاراته على مواجهة العوائق وحل المشکلات، وتدريبه على اتخاذ القرارات، والإعتماد على النفس، وتحمل المسئولية في مواجهة مواقف الحياة اليومية التي تخلو من الإحباط والصراع. (کمال مرسي، 1999، 311)
إن الإعاقة العقلية تترک أثاراً سلبية تنعکس بشکل مباشر على مختلف مظاهر السلوک بدرجات ونسب متفاوته، فهي تنعکس على القدرات العقلية والمعرفية، وقدرته على التکيف الإجتماعي، واتزانه الانفعالي، وسماته الشخصية ککل. (عادل محمـد، 2004، 76)
والجدير بالذکر أنه لا توجد خصائص جسمية تميز حالات الإعاقة العقلية البسيطة عن أقرانهم العاديين، فقد اتفق کلاً من (عبدالله محمـد، 2004، 79- 80، عثمان الغامدي، 2010، 16) على أن المعاقين عقليا ً يشبهون العاديين – إلى حد ما – في الوزن، والطول، والصحة العامة، والبلوغ الجنسي. فالفروق بين النمو الجسمي للمعاقين عقليا ً والعاديين قليلة، وأن مثل هذه الفروق لاتُميز بين المعاق عقلياً وغيره من العاديين، وأن علامات البلوغ تظهر عليهم خلال مرحلة المراهقة کأقرانهم العاديين.
إن معظم الأفراد المعاقين عقلياً يمرون بمراحل النمو الطبيعي التي يمر بها الأفراد العاديين، وإن کان المعاقون عقليا ً يمرون بهذه المراحل أبطأ وأحياناً أسرع من غيرهم، وبالتالي فإنهم يمرون أيضاً بمرحلة البلوغ الجنسي کغيرهم من العاديين, کما أن لهم نفس الإحتياجات التي للعاديين، وبالنظر لضعف إدراک هؤلاء الأفراد المعاقين ذهنياً للقيم والمعايير التي تحکم السلوک الإجتماعى فان کثيراً من هؤلاء الأفراد قد لا يُميزون بين السلوک المقبول إجتماعياً والسلوک غير المقبول إجتماعياً. (کمال مرسي، 1996، 274)
کما يشير (محمـد عبدالرحيم، 2001، 141) إلى وجود بعض المشکلات الجنسية لدى الذکور المعاقين عقلياً. وأن تلک المشکلات تزداد بزيادة شدة الإعاقة والعمر الزمني. و تتمثل هذه المشکلات في مشکلة الجهل بالمعلومات المناسبة المتعلقة بالنمو الجنسي، ومشکلة صعوبة تمييز الأدوار المتوقعة من الذکر والانثى، ومشکلة في تمييز الفرق بين تحية الولد وتحية البنت، و مشکلة في ان يقدم المعاق نفسه للآخرين، ومشکلة في إدراک معنى بعض المناسبات الإجتماعية، وغياب الاهتمام بالمظهر العام والجاذبية الشخصية، ومشکلة ضعف القدرة على الرفض و الإمتناع في المواقف التي تستدعى ذلک، ومشکلة الميل إلى المبالغة في عناق الآخرين دون تمييز.