لا يخفى على أحد مدى الاهتمام بالتربية فى دول العالم قاطبة ، و لعل هذا يرجع الى  أن النظام التربوي و التعليمي  هو السبب الرئيسي فى التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و البشرية و الثقافية ، حيث يتفق القاصي و الداني على أنه لا مستقبل لأمة تهمل تعليم نشأها ، کذلک فالتعليم هو الإستراتيجية القومية الکبرى للحراک التنموي، حيث أن مستقبل العالم فى يد الشعوب المتعلمة التى تستطيع التعامل مع التکنولوجيا العلمية . و من المسلم به أن العالم فى القرن الحادي و العشرين يشهد موجة حضارية تتسم بالتقدم السريع فى کافة المجالات ، و الفيض الهائل من المعلومات و المعارف ، و الغزو الفکري و العولمة ، علاوة على ذلک أنه عصر دائم التغير ، و لا ريب أنه کلما زاد حجم هذا التغير ازدادت الحاجة إلى تطوير مؤسسات رياض الأطفال ، حتى تستطيع أن تواکب و تساير التطورات و التغيرات الحادثة على المستوى المحلى و الإقليمى و العالمي ، و حتى يستطيع الطفل فى الروضة أن يفهم و يساير الأحداث من حوله ، لذلک کان من الضروري أن يفکر القائمون على هذه المؤسسات فى تطويرها و لن يحدث ذلک إلا عن طريق الاهتمام الجاد بإدارة تلک المؤسسات التعليمية .          و يعد مدخل إعادة هندسة العمليات الإدارية أحد أبرز المداخل الإدارية و الذى ظهر فى بداية تسعينات القرن الماضى ، حيث تنبع أهميته من أنه يعمل بصورة جذرية ،  "و قد يصل مستوى التحسين فى التکلفة
و الوقت و الجودة و الخدمة إلى عشرة أضعاف مثيله فى بعض برامج التطوير الأخرى ، ذلک أنه يتبنى إعادة التفکير الأساسى فى العمليات و الهيکل التنظيمى و تکنولوجيا المعلومات و محتوى الوظيفة و تدفق العمل و ذلک لتحقيق تحسينات ملموسة فى الإنتاجية" (1) .         تأسيساً على ما سبق تبلورت الفکرة بمحاولة استخدام مدخل إعادة هندسة العمليات الإدارية فى تطوير إدارة المدرسة الابتدائية و محاولة التغلب على بعض المشکلات التى تعانى منها .