معنى الحياة من المفاهيم التى بدأت تستحوذ على إهتمام الباحثين فى مجال الصحة النفسية، حيث يرتبط لدى الإنسان قيمة حياته ورضاه عن ذاته وتقديره لها بالمعنى الذى تنطوى عليه حياته والدور الذى يرى أنه أهل لأدائه، وهو أحد الجوانب المشرقة والإيجابية للإنسان، فمن الضرورى أن يبحث الإنسان عن معانٍ إيجابية فى حياته يعيش لها وبها، ويمکن حتى أن يموت من أجلها. فمعنى الحياة يرتبط بالصحة النفسية فى کل مراحل الحياة، ويعد معنى الحياة متغير وقائى ضد منغصات الحياة والضغوط التى يتعرض لها الفرد کالضغوط الإقتصادية، والإجتماعية، والنزاعات السياسية ، والإنفتاح العالمى خاصة فى العصر الحديث. ويعتقد الکثير من الباحثين ومنهم أريکسون، ومارثيا أن التفکير فى معنى حياتنا يبرز تحديداً فى مرحلة المراهقة، وقد أشارا إلى أن هناک دليلاً على أن المعنى فى الحياة يصبح مسألة مهمة فى هذه المرحلة،وذلک أن المراهقة تُعد بداية تطور مرحلة الهوية التى تشتمل على محاولة القيام بالتزامات مستمرة طوال الحياة إستناداً لأيدولوجية شخصية، ومتى ما حاول الفرد تحديد الإلتزامات التى يقوم بها تکون مسألة المعنى فى الحياة شأناً أساسياً. (1998،Leath ). ويرى فرانکل أنه إذا غاب عن الإنسان الشعور بمعنى الحياة فإنه يعيش حالة من "الفراغ الوجودى" وهو مفهوم وصفه فرانکل للتعبير عن حالة الملل والسأم، وأن الحياة تسير بغير معنى أو هدف وهو شکل من أشکال العصاب الجماعى والذى يدعى فرانکل أنه شائع جداً فى القرن الواحد والعشرين. ويضيف فرانکل (1982، 134) أن هناک أقنعة مختلفة ومظاهر متعددة يبدو بها الفراغ الوجودى(إحباط إرادة المعنى)، ففى بعض الأحيان يکون هناک تعويض لإرادة المعنى المحبطة بإرادة القوة، بما فى ذلک الشکل الأکثر بدائية لإرادة القوة وهى إرادة المال، وفى حالات أخرى تحل إرادة اللذة محل إرادة المعنى المحبطة ، ومن أشکال إرادة اللذة إدمان المخدرات أو الإدمان بغير مادة مخدرة وهو ما يُسمى بالإدمان السلوکى کالإدمان على الأکل، القمار، والجنس،وغيره من أشکال الإدمان السلوکى کالإدمان على الکمبيوتر والإنترنت، وهو نوع جديد من الإدمان ليس استنشاقاً أو ابتلاعاً أو حقناً فى أوردة الجسم بل قد يکون أخطر من ذلک، وتنطبق عليه کل أساسيات مرض الإدمان کالإفراط فى الاستخدام، وأعراض الحرمان وأهمها الشوق وأيضاً الشعور بالقلق وعدم الإرتياح وربما الکآبة عند عدم استخدام  الشبکة لأى سبب.