تشهد المجتمعات منذ مطلع هذا القرن العديد من التطورات في کافة المجالات التي تؤثر بلا شک في طبيعة هذه المجتمعات وترکيبتها بأشکال متباينة طبقا لطبيعة کل مجتمع، حيث يظهر کل يوم معطيات جديدة تحتاج إلى أساليب وخبرات وفکر ومهارات جديدة حتى تکون قادرة على التعامل مع هذه المعطيات، وعليه برزت أهمية وجود تربية مناسبة لهذه التطورات وبکافة معطياتها على هذه المجتمعات وذلک بهدف إعداد وتشکيل فرد يکون قادر على مسايرة هذا التطور وذلک من خلال إعادة النظر في النظم التعليمية مفهوما ومحتوى وأسلوبا . فالتعليم عملية اجتماعية أي مرتبطة بالمجتمع ، وطالما ظلت المجتمعات متطورة ومتغيرة يظل المعلم ديناميا متطورا، کما انه تفاعل معقد بين المعلم والمتعلمين لتحقيق الأهداف التربوية ضمن نظام يتکون من مدخلات وعمليات و مخرجات لمساعدة الآخرين على التعلم وتزويد الطلاب بالمعلومات أو المهارات ، کما أن لکل مهنة ميزتها، فإن لها مشاکلها أيضا التي تتفاوت من البساطة إلى التعقيد وتشترک مهنة التعليم مع المهن الأخرى في ذلک ، حيث يواجه المعلمون في الميدان مشکلات يومية متنوعة انبثقت في معظمها من عدم تلبية احتياجات المعلم المهنية ، وخاصة إذا تذکرنا أن المعلم هو صاحب المهنة التي تتعلق بالهندسة البشرية، والإعداد للحياة، وتربية الجيل وتهيئته⁽¹⁾. واعتبرت منظمة اليونسکو إعداد المعلم إستراتيجية لمواجهة أزمة التعليم في عالمنا المعاصر ، ولذلک فإن تعميق مهنة التعليم وتطويرها لصالحه يوجب إعداده إعدادا متکاملا أکاديميا وثقافيا ويستلزم ذلک أيضا تنميته تربويا ومهنيا عن طريق التدريب لتمکنه من التفاعل المبدع مع متطلبات تخصصه ومستجدات عصر التقنية⁽²⁾. ذلک حيث يعد تدريب المعلمين أثناء الخدمة بمثابة تربية مستمرة منذ بداية دخول المهنة وحتى الخروج منها، وهذا يعنى أن تربية المعلم لا تنتهي بانتهاء مرحلة الإعداد قبل الخدمة في کليات التربية وإنما تدوم وتستمر طيلة حياته المهنية⁽¹⁾.
(1) شمس الدين فرحات الفقى: کيف تکون معلما ناجحا، أسس ومهارات المعلم الناجح، مکتبه الانجلو المصرية ، ط1، القاهرة، 2010 ، ص21. (2) صديقة محمد عبيد : رخصة المعلم في مسيرة التمهين بوزارة التربية والتعليم ، ورقة مقدمة في ورشة عمل شبه الإقليمية حول إعداد وتدريب المعلم ـ بتنظيم من مکتب اليونسکو في کل من الدوحة  والقاهرة – المنامة ، وزارة التربية والتعليم ، 2006، ص 8 . (1) شکري عباس حلمي ،محمد جمال نوير: تعليم الکبار"دراسة لبعض قضايا التعليم غير النظامي في إطار مفهوم التعليم المستمر"، القاهرة، دار التوفيق للطباعة والنشر، 1982م، ص13.