أنتجت تقنية المعلومات والاتصالات وتطبيقاتها المطورة والمتجددة خلال السنوات القليلة الماضية, واقعًا إداريًا جديدًا يکاد يکون مختلفًا تمام الاختلاف عما تعلمناه ودرسناه فى جامعتنا و مدارسنا الإدارية, وبفعل ذلک فقد تأثرت المنظمات المعاصرة وتغيرت هياکلها ومعاملاتها متعدية حدود الزمان والمکان، وصولاً إلى خدمة تتسم بالسرعة والشفافية والنزاهة ([1]). و برز مفهوم الإدارة الرقمية خلال مرحلة التحالفات الاستراتيجية الکونية, وصارت الأعمال و الخدمات الإلکترونية تديرها إدارة رقمية تمتلک خبرات الإدارة الحديثة والمبتکرة ، بالإضافة إلى الخبرات الاتصالية و المعرفية والتقنية الراقية ([2]).
وقد تزايدت الحاجة إلى التوجه نحو توظيف الإدارة الرقمية فى الجامعات نتيجة التطورات العلمية و التکنولوجية التى يشهدها عصر التنافسية, و ما صاحبه من اقتصاد المعرفة و الاقتصاد الرقمى, و تحويلها إلى مؤسسات إلکترونية تستخدم شبکة الانترنت وکذلک الإنترانت والإکسترانت فى إنجاز کل أعمالها ومعاملاتها الإدارية.([3]) وعلى الرغم من محاولات إصلاح منظومة التعليم الجامعى المصرى , إلا أن المعايش لواقع إدارة هذه المؤسسات يجد أنها تعانى من مجموعة من المشکلات التى تحد من فعاليات عمليات التطوير و التحسين المستمرين. ([4]) لذا يتعين علينا دراسة خبرات بعض الدول الأجنبية فى تطبيق الإدارة الرقمية بجامعاتها, حتى يمکن الإفادة منها فى تطوير إدارة الجامعات الصرية.
([1]) يوسف عبد العاطى مصطفى : الإدارة التربوية - مدخل جديد لعالم جديد, القاهرة, دار الفکر العربى, 2005, ص17.
([2]) بشير عباس العلاق: الإدارة الرقمية المجالات والتطبيقات, الامارات, مرکز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية, 2005. ص7.
([3]) رضا إبراهيم المليجي: نحو تعلم متميز في القرن الحادي والعشرين - رؤى استراتيجية ومداخل إصلاحية ، القاهرة، دار الفکر العربي، 2011 , ص 175.
([4])علي السلمي: خواطر في الإدارة المعاصرة، القاهرة، دار غريب للنشر والتوزيع، 2003, ص ص 266- 268. .