قد نتج عن سوء استخدام الإنسان للتکنولوجيا الحديثة وعدم إدراکه حسن التعامل معها الکثير من المشکلات المتعلقة بالبيئة،" ويمکن القول بوجه عام أن التربية تشکل محاولة الخلاص من المشکلات البيئية التي تهدد نوعية حياة الإنسان على الأرض عن طريق توضيح المفاهيم والعلاقات المعقدة التي تربط الإنسان ببيئته وتساعده على التعرف على مشکلاتها"( حسن شحاتة ،وآخرون،2006 ، ص110).ومع التسليم بأن "الوعى بالمخاطر البيئية مسؤولية مشترکة بين المدرسة والمؤسسات الأخرى في المجتمع ،وباعتبار أن ذلک الوعى لدى التلاميذ ضروري للحصول على معلومات أکثر عمقا عن المشکلات البيئية وما تسببه من مخاطر وأضرار فإن مناهج العلوم تقع عليها مسئولية القيام بدور أکثر فعالية في تحقيق ذلک الوعى من منطلق ارتباط دراسة العلوم بکثير من القضايا والمشکلات البيئية"(عبد المسيح سمعان، محسن فراج ،2002،ص12)، وقد أشارت العديد من الدراسات إلى ضرورة الوعى بالمشکلات البيئية منها دراسة(عبد المسيح سمعان ، محسن فراج ،2002). ودراسة(2013، (Cross. ودراسة(على بن حميد الجهوري وآخرون ،2015) والتى أوصت بالاهتمام بتضمين مناهج العلوم في مراحل التعليم المختلفة القضايا والمشکلات الناتجة عن التفاعل بين العلم والتکنولوجيا والمجتمع بدءًا من المرحلة الابتدائية وإنتهاءًا بالمرحلة الجامعية. بالإضافة إلى تضمين المناهج الدراسية بکل موادها وعلى مختلف مستوياتها وحدات وأنشطة صفية مستقلة ترکز في موضوعاتها على القضايا والمشکلات البيئية .    لذلک "تتنوع أساليب ومداخل التربية حيث يکون لها أکثر من دور، بعضها علاجي والآخر وقائي ويتحدد ذلک حسب طبيعة المشکلات والظروف الاجتماعية الموجودة بالمجتمع" (سهير معوض 2006،ص225) .وقد أوصت دراسة کل من(إبراهيم شعير ،2005) ودراسة (حسين عباس،2015) على ضرورة زيادة جرعة متطلبات التربية الوقائية في مناهج العلوم.     ومن أهم المشکلات التي بدأت تظهر في جميع أنحاء العالم في الوقت الحاضر مشکلة النفايات الإلکترونية التي نتجت من مخترعات عصر التکنولوجيا الحديثة والتي أصبحت تغزو حياة الإنسان بشکل ملحوظ. حيث تؤکد الدراسات السابقة على خطورة النفايات الإلکترونية على الإنسان والبيئة من هذه الدراسات دراسة (2010 ، (Lim,Schoenung،ودراسة(2012et al., (Hui,ودراسة (2013(Hibbert., ودراسة . (Robinson, 2009) وعقدت بعض الندوات التي اهتمت بمناقشة موضوع النفايات الإلکترونية على المستوى العربي والمحلى من ضمنها ندوة "معالجة النفايات الإلکترونية في العراق بين الواقع والطموح" (مازن سمير،2013)التي أوصى فيها بتبني حملات توعية لطلبة المدارس الابتدائية والثانوية والمهنية والجامعية تجاه مخاطر النفايات الإلکترونية، وندوة "التخلص الآمن من المخلفات الإلکترونية "بمرکز النيل للإعلام ببورسعيد (شکري المنشاوي ،سحر لطفى،2013)التي أوصت بإدخال المفاهيم المتعلقة بالنفايات الإلکترونية في المناهج المدرسية والجامعات، لذلک فإنه من الضروري أن تتضمن مناهج العلوم في هذه المرحلة ما يساعد في تنمية الوعي بمخاطر النفايات الإلکترونية وذلک لتحقيق متطلبات التربية الوقائية للمتعلمين بهدف مساعدتهم على حماية أنفسهم ومجتمعهم وبيئتهم من الأخطار والأضرار المختلفة  للنفايات الالکترونية ومن هنا نبع الإحساس بمشکلة الدراسة الحالية.