Subjects
-Tags
-Abstract
قد يبدو العنوان لأول وهلة غريباً . بل و مستهجناً أحياناً من کثير من الباحثين ودارسي الآثار المصرية . حيث ينبع هذا الاستهجان من ذلک الموروث العلمي التقليدي الذي تلقاه غالبية دارسي الآثار المصرية ، و الذي يؤکد بصورة " شيفونية " علي تفرد الحضارة المصرية القديمة بصورة مستقلة و منفصلة عمن جاورها وأحاط بها من المراکز الحضارية الأخري في الوطن العربي !!!تلک النظرة التي تمثل مزيجاً من الوطنية المفرطة قصيرة النظر ، مع کثير من التأثر باآراء السائدة في المدرسة الغربية الأوروبية لعلم المصريات ، و التي تلح علي فکرة الانفصال و الانعزال الحضاري لمصر عن جيرانها بدعوي العبقرية و التفرد .
وقد ترتب علي تلک الرؤية الضيقة أن اشتعل صراع مرير ما بين أنصار الحضارة المصرية القديمة و أنصار المراکز الحضارية الأخري في الوطن العربي ( کحضارة بلاد الرافدين مثلاً ) ، لمحاولة إثبات الأسبقية و الأفضلية لأي منها .
إن التحديات التي تفرضها علينا المرحلة الحالية و علي رأسها قضية
"العولمة" وما يترتب عليها من مخاطر طمس الهوية الوطنية و القومية لصالح النظام العالمي الجديد أحادي القطب ، لتضع علي عاتق الآثاريين و المؤرخين العرب حملاً ثقيلاً وخطيراً في نفس الوقت .
ومن هذا المنطلق تنبع أهمية التحديد السريع و الدقيق لمعالم منهج ورؤية عربية موحدة لقضية الآثار و التاريخ - من خلال الحوار الموسع لاتي يستوعب تحديات المرحلة – يتبناها المثقفون العرب بشکل عام ، و تتخلل المناهج التعليمية في کافة أرجاء الوطن العربي .. بهدف تنشئة أجيال ذات رؤية وروح عربية تکاملية موحدة تستلهم التاريخ کأحد أهم مکونات التنمية الشاملة اقتصادياً وحضارياً .
وقد تعتمد هذه الرؤية علي عدة محاور رئيسية ..أهمها :
التأکيد علي الأصل الجنسي المشترک في اللغة و الدين و العادات … و غيرها بين المراکز الحضارية المختلفة ( في مصر وبلاد الرافدين و شمال الجزيرة و شرقها و اليمن و ليبيا و المغرب العربي و السودان و الصومال ..) بعد عصر الاستقرار الذي تلي مرحلة الترحال و التنقل ، وأثر ذلک في تکوين مزيج ومزاج حضاري عربي متقارب و متجانس.
وقد تعتمد هذه الرؤية علي عدة محاور رئيسية ..أهمها :
التأکيد علي الأصل الجنسي المشترک في اللغة و الدين و العادات … و غيرها بين المراکز الحضارية المختلفة ( في مصر وبلاد الرافدين و شمال الجزيرة و شرقها و اليمن و ليبيا و المغرب العربي و السودان و الصومال ..) بعد عصر الاستقرار الذي تلي مرحلة الترحال و التنقل ، وأثر ذلک في تکوين مزيج ومزاج حضاري عربي متقارب و متجانس.
إن تميز إحدى الحضارات و نبوغها لا يعني بالضرورة انفصالها واستقلالها عمن حولها … بل علي العکس ، فإن الاتصال المستمر و التأثير المتبادل ثقافياً و حضارياً بل و الاختلاط الجنسي مع الجيران لهو من أسباب الحيوية والتجديد لدماء تلک الحضارة .
الکف عن محاولات إثبات الأسبقية و الأفضلية لأي من المراکز الحضارية العربية المختلفة ، و التأکيد علي مظاهر التفاعل الإيجابي فيما بينها ، وأن الانتماء الوطني و الإقليمي لا يتناقض و لا يتعارض مع روح الانتماء القومي و العربي الأعم و الأشمل و الذي يصهرها جميعاً في بوتقة واحدة .
النقد العلمي الرصين لفکر المدرسة الغربية الذي يکرس مظاهر الفرقة و الانعزال الحضاري بين مصر و جيرانها ، بعيداً عن الشعارات الرنانة و الحماس الأجوف الزائد عن الحد ، حتى لا تفقد القضية أنصارها وينفض السماع عن المتحاورين
إن التأکيد علي الوحدة و التواصل بين أقطار الوطن العربي المختلفة من خلال القرائن الأثرية ، وغرس هذه المفاهيم في نفوس شعوب الوطن العربي لهي أولي خطوات تحقيق الوحدة الاقتصادية و التکامل الأشمل المنشود في مواجهة النظام العالمي الجديد الذي يکرس التبعية من خلال التجزئة وطمس الهوية الوطنية و القومية باعتبار السد المنيع و العائق الرئيسي لانتشارها .
إن التأکيد علي الهوية الحضارية العربية لا يعني في نفس الوقت الدعوة للانکفاء علي الذات ، بل يتوازي مع دعم أواصر التواصل الحضاري مع الدائرة الإسلامية الأوسع التي ينتمي إليها الوطن العربي ، و التفاعل الإيجابي مع النظام العالمي المعاصر و خاصة الحضارة الغربية التي استمدت أصولها الأولي في الأساس من الحضارات العربية القديمة.
DOI
10.21608/cguaa.1999.40820
Keywords
مصر, الوطن العربى, علم المصريات
Authors
Affiliation
آثار مصرية - کلية الآثار – جامعة القاهرة
Email
-City
-Orcid
-Link
https://cguaa.journals.ekb.eg/article_40820.html
Detail API
https://cguaa.journals.ekb.eg/service?article_code=40820
Publication Title
حولية الاتحاد العام للآثاريين العرب "دراسات فى آثار الوطن العربى"
Publication Link
https://cguaa.journals.ekb.eg/
MainTitle
بعض الملاحظات حول الأصول المشترکة للحضارة المصرية القديمة و جيرانها من المراکز الحضارية القديمة في الوطن العربي والتأثيرات المتبادلة بينهما