عندما ورث إخناتون عرش والده کانت الإمبراطورية المصرية فى ذلک الحين لا يفوقها فى قوتها العسکرية قوة أخرى. ولقد مد إخناتون حدود بلاده نحو الجنوب داخل أعماق النوبة بنحو 800کم جنوب أسوان – ولم يکن إخضاع تلک البقاع لحکمه وسيطرته من أجل مناجم الذهب فقط أو للسيطرة على التجارة وطرقها فى وسط إفريقيا ([1]) .
ولکن کان الهدف الأسمى، هو أن يجلب لمصر أيضا الرجال المحاربين لتقوية جيوشه، حتى يثبت حدوده ويؤمنها فى کل اتجاه، وليتمکن من إذعان حکام الشرق الضعفاء. لذا تيسرت أمامه کل السبل ليتسع نفوذ تلک الإمبراطورية، حتى ترامت أطرافها لتشمل کل وادى النيل حتى النوبة العليا([2]). ودانت له السيطرة على تلک الأنحاء المترامية.
لکن الملک إخناتون وجه عظيم اهتمامه للنواحى الدينية، وکرس کل وقته لتدعيم العقيدة الجديدة والدعوة لها، لتظهر على عبادة آمون التى أنکرها بشدة، ورغم ذلک فان سلطة الحکومة المرکزية لم تضعف أو يلحقها الوهن فى المستعمرات النوبية تحديداً، کما لم تخرج أية بقعة من بقاع وادى النيل عن دائرة سلطان البلاط ،کما يدل على ذلک صراحة ما حدث من محو لإسم الإله آمون وصور الإله فى سائر أرجاء النوبة العليا حتى جبل برقل([3]).
([1])Timothy Kendll, Foreign Relation in Pharoh of the sun, Ekhnaten – nefertity-Tut Ankh Amon, Museum of fine Arts, Boston, 1999.p.154.
(2) Donald B. Redford, Akhnaten. The Heratic king, (Princton, 1984), p.194; W.Y.Adams, Nubia Corridor to Africa, (London, 1977), p.222; B.G.Trigger, Nubia under the Pharos, (London 1976) p.227. Timothy Kendall, ibid.
(3) سليم حسن :مصر القديمة ج 10 ،القاهرة 2000،ص 279؛
Jean Leclant, Egypt in Nubia during old–middle and New kingdom, in African antiquities, The Art of Nubia and the Sudan, (Broklyn Mus. 1978) p.71; Timothy Kendall, ibid.