مدينة بسيون هي إحدى عواصم مراکز محافظة الغربية ، على مسافة 5کم تقريبا جنوب شرق قرية (صاالحجر) (عاصمة إقليم سايس) في العصور القديمة ، وربما کانت جزءا من الإقليم الخامس من أقاليم الوجه البحري ، وهو إقليم (نيت محيت) ، أي إقليم المعبودة (نيت الشمالي) ، وأطلق المصريون القدماء على عاصمته (ساو)، ونطقها الإغريق (سايس) ، وأسماها العرب (صاالحجر) ، وکانت من أهم المدن التى لعبت دورا هاما في التاريخ المصري من حيث الديانة والسياسة 0
فقد کانت منذ نشأتها مرکزا لعبادة المعبودة (نيت) ، التى عبدت في أماکن عدة وبخاصة في المقاطعة الرابعة من مقاطعات الوجه البحري ، والتى أطلق عليها (نيت- شمع) أو (نيت - الجنوبية) ، وعاصمتها (بر- زقع ) التى تشغل الآن مکانها قرية (زاوية- رزين)، مرکز منوف – منوفية[1]0
وبدأت شهرة إقليم (سايس) منذ عصر الأسرة الخامسة والعشرين ، عندما تألق نجم الأمير (تف نخت) في سماء السياسة المصرية ، وفى عصر الأسرة السادسة والعشرين أصبحت (سايس) عاصمة الملک ، وصار ملوکها حکام مصر ، وسيطروا على (سوريا) فترة من الزمن ، وفى خلال تلک المدة وصلت مصر إلى درجة عظيمة من المدنية ، ونمت تجارتها وأحيى فنها القديم 0
ووضع أمامنا (هيرودوت) الذي زار مصر في منتصف القرن الخامس ق0م ، أى بعد نهاية الأسرة السادسة والعشرين بقليل وصفا مسهبا لمبانيها ، فقد تحدث عن قصورها التى وصفها بأنها شاسعة الأرجاء تستحق الإعجاب 0
أما عن مقابر ملوکها فإنه يقول : " أن ضريح (أبريس) يقع في داخل حرم جدار معبد الإلهة (نيت) وهذا الجدار يوجد بداخله قبر (أمازيس) وکذلک قبر (أبريس) وأسرته[2]
وفى داخله أيضا قبر ( أوزير ) الذي يوجد خلف المعبد ، وکذلک مسلات کبيرة من الحجر ، وبحيرة مقامة يمثل عليها المصريون مأساة ( أوزير)"[3]0
أما عن معبد هذه المدينة فيقول : "أن (أمازيس) قد أضاف له بوابة أمامية ، تعد عملا مدهشا يفوق کل المباني الأخرى من حيث السعة والارتفاع ، کما أضاف عددا من التماثيل الضخمة وتماثيل أبو الهول"0
[1] Habachi , L., “ Sais and its monuments “, ASAE, XLII, Le Caire, 1943,pp.389-390
[2] Herodout,Book II,&169
[3] Ibid,170-171