تعکس حفائر الإسکندرية الغارقة بما قدمته لنا من لقي أثرية مدى أهمية المدينة علي مر العصور التاريخية و خاصةً خلال العصرين الهلّنستي والروماني. فقدمت لنا حفائر الميناء[1] الشرقي أنواع مختلفة من الفخار المستورد والمحلي التي ترجع إلي العصرين الهلّنستي والروماني وتتميز هذه المجموعة بتعدد وظائفها واستخداماتها، فعلى الرغم من أن عددها 41 قطعة فخار إلا أنها متعددة
الأنواع ما بين آنية للشرب وأطباق للمائدة وأمفورات ومکاييل وأوانى للطهى وأغطية للأنية وأنية عطور کذلک فهى متعددة الطرز بالنسبة للنوع الواحد من الاستخدام[2].
هذا وقد جاءت هذه المجموعة من نفس الموقع بالميناء الشرقى من على جزيرة أنتيرودوس وهو الموقع الذى عثر به على السفينة الغارقة التى ترجع إلى القرن الأول الميلادى[3] أما جزيرة أنتيرودوس فقد أخبرنا سترابون أنها صغيرة وسميت هکذا تشبها لها بجزيرة رودوس والتى کان يوجد بها ميناء صغير وقصر ملکى صغير أيضا[4]. ومن خلال المسح الأثرى الحديث الذى تم للمنطقة التى تقع جنوب شرق الميناء الشرقى للإسکندرية تم حصر ثلاث موانى داخلية غارقة مطلة على ساحل الميناء من الداخل (أنظر الخريطة) تقع أنتيرودوس على الميناء الداخلى الثالث والذى يقع إلى الجنوب من الميناء الثانى وتشغل النتيرودوس الرکن الشمالى الغربى منه ويبلغ طولها حوالى 350م. بينما وعرضها حوالى 270م. وقد عثر فوقها على عدد کبير من المخلفات المعمارية الأثرية وبعض الکتل الجرانيتية وأجزاء من تماثيل من الحجر الجيرى وبعض قطع من العملات الذهبية والأحجار الکريمة مما يؤکد أهمية هذه الجزيرة والميناء الخارجى بها الذى کان يتميز بدرجة عالية من الأمان للسفن التى تدخل وتخرج منه نظرا لإحاطته[5] بعدد من الأرصفة البحرية التى تحمية من التيارات البحرية والأمواج العالية. وقد أرخت الأنية التى عثر عليها بالقرب من السفينة تحت الماء بالعصر الرومانى ( حوالى القرن الأول والثانى الميلادى) بينما الأنية الأخرى والتى جاءت من طبقات أعمق لنفس المکان فقد أرخت بالعصر الهيلنستى حوالى القرن الثانى – الأول ق.م.
کما سنرى فى العرض التالى لهذه الأنية.
هذا وقد تم تصنيف الأنية إلى5 مجموعات طبقا لأستخدامتها ووظائفها فيما يلى عرض موصف بالأبعاد والصور والرسم التوضيحى لبعض الأوانى من هذه المجموعة مع ذکر لأرقام النماذج المکررة [6]فقط .
[1] هذه الحفائر نتاج للعمل المشترک بين المجلس الأعلى للأثار المصرية ممثلا فى إدارة الأثار الغارقة بالإسکندرية وبعثة المعهد الأوروبى للأثار البحرية فى الفترة من 1997 وحتى 2000م.
[2] هذه القطع محفوظة بمخزن إدارة الأثار الغارفة التابع للمجلس الأعلى للأثار وبعض القطع من الأمقورات نقلت للمتحف القومى.
[3] عثرت البعثة فى نهاية عام 1997م على بقايا خشبية فى قاع ميناء الجزيرة الغارقة أنتيرودوس وقد تم عمل حفائر کاملة فى هذا الموقع منذ عام 97 وحتى 99م حيث عثر حطام سفينة کاملة أبعادها (30 ×8م) وآرخت بالقرن الأول م طبقا لطريقة البناء وقد عثر فى نفس موقع السفينة على بعض اللقى الأثرى ومها قطع الأنية الفخارية موضوع الدراسة.
[4] Strabo : XVII
[5] F. Goddio, I. Darwich: The Topog raphy of the submarged. Royal Guarters of the Easterm Harbour of Alexandria, in Alexandria The submerged Royal quarters, periplus, London, 1998, P. 25 FF.
[6] القطع مازالت تحمل أرقام سجل حفائر حتى الآن.