الجمل الوصفية الإردافية هي التي شاع تسميتها بالجمل الموصولة التقديرية (virtual relative clauses)، غير أن الباحث يفضل تسميتها بالجمل الوصفية الإردافية نظراً لأنها تجيء رِدفاً لمرجعها (الموصوف بها)، أي أنها تجيء تاليةً له دون فاصلٍ يفصلهما من الأسماء الموصولة؛ فالإرداف في اللغة هو مجيء الشيء بعد الشيء، وکل شيء تبع شيئاً فهو ردفٌ له، أو رديفٌ له.
وعلى أية حال، فالمراد من هذه الدراسة هو بيان الأغراض التي استخدمت لها الجمل الوصفية المذکورة؛ وقد استطاع الباحث رصد أربعة منها، ويمکن إيجازها فيما يلي:
(1)- الجمل الوصفية التخصيصية: وهي التي تزيل الإبهام عن موصوفها، وتحدده بين أفراد جنسه، ليصير محدداً معلوما بعد أن کان نکرةً مجهولاً؛ ومن الأمثلة (Sinuhe., B 13.):
. wsxt (nn Hmw.s)= سفينة (لا مجداف لها).
(2)- الجمل الوصفية التوضيحية: وهذه الجمل الصغرى تستخدم لتصف مرجعاً محدداً بوصفٍ آخر (سابق على الجملة الوصفية)، وبذلک فإن الجملة الوصفية تقدم تحديداً إضافياً للمرجع، والمراد منه مزيد من البيان والتوضيح للمرجع، ومن الأمثلة (Urk. IV. 362.):
txnwy wrwy m mAt (gsw.sn Hryw m Dam).
= مسلتان عظيمتان من الجرانيت (جوانبها العليا من الإلکتروم).
(3)- الجمل الوصفية الخبرية: وعلى الرغم من أن هذه الجمل تستخدم لوصف مرجعها، وعلى الرغم من أنها ليست أحد العناصر الإسنادية للجملة (أي ليست مبتدأ ولا خبر)، إلا أنه لا يمکن الاستغناء عنها في جملتها، وإلا فسد المعنى، فهي إذن مکملةٌ لمعنى الخبر، مثال (Westecar., 7, 1.):
iw wn nDs (Ddi rn.f). = کان يوجد عامِّيٌ (اسمه جدي).
(4)- الجمل الوصفية التوکيدية: والمراد من استخدامها هو تأکيد معنى صفةٍ أخرى للمرجع (سابقةً عليها)، والملاحظ أن معناها يکون مساوياً لنفس معنى الصفة السابقة عليها، بحيث يبدو أنها لا تضيف معنىً جديداً للکلام سوى مجرد توکيد معنى الوصف السابق، مثال (Peasant., R 45.):
r-wAt Hns pw (n wsx is pw). = طريق ضيق (ليس واسعاً).
وختاماً، فإن الباحث سيقدم (في إطار الدراسة المفصلة) بياناً وافياً بأهمية البحث، وسبب العدول عن المصطلح الشائع لهذه الجمل (أي: الجمل الموصولة التقديرية) لتسمى بالجمل الوصفية الإردافية، کما سيقدم شرحاً وافياً لکل استخدامات الجمل المذکورة وأغراضها، وکل ذلک بمزيد من الشواهد من النصوص المصرية القديمة، هذا بالإضافة إلى مقارنة هذه الجمل بالجمل الوصفية المماثلة في اللغة العربية (من حيث عملها، وأغراضها، وشروطها)، إذ تبيَّن للباحث تطابق هذه الجمل في اللغتين تماماً (فيما يتعلق بالأوجه سابقة الذکر)، وإن کل هذه التفاصيل لا شک أنها ذات دلالات لغوية هامة في حقل اللغة المصرية القديمة من جهة، وفي حقل الدراسات اللغوية المقارنة من جهة أخرى.