1- عمارة المساجد الصحراوية تختلف المساجد في المغرب الإسلامي ، بين المنطقتين التلية الشمالية والصحراوية الجنوبية ، من حيث مواد البناء والعناصر المعمارية والزخرفة والتصميم . أما المنطقة الصحراوية ، فمنذ دخول الإسلام ظلت بعيدة ، إلى وقت قريب عن کثير من التأثيرات الخارجية ، فحافظت على الأصول الأولى للشخصية الإسلامية إلى حد ما ، مما أضفى على الطراز المعماري الصحراوي أصالة خاصة ، وجعله يتطور داخل نطاق الخصائص المميزة لکل جزء من أجزاء المبنى ، حسب ما تقتضيه معطيات المنطقة وظروفها . إن النمط المعماري للمساجد الصحراوية ، نمط بسيط ، ولکنه يعبر عن  إسلام صاف ، خال من البذخ وکثرة التکلف والتفنن في البناء والزخرفة . وهو طراز يقتصر على الحد الأدنى من عناصر عمارة المساجد . إن الصحراء الجزائرية تعتبر من أکثر المناطق أصالة ودلالة على الشخصية الإسلامية ، ففيها تقوم المساجد البسيطة الأصيلة ، التي تعتبر نمطا خاصا من أنماط المساجد الإسلامية  . ورغم الترميمات ، وإعادة بناء المساجد والتجديد ، إلا أنها ظلت محتفظة بهيئتها البسيطة التي ترجع إلى العصـور الإسلاميـة الأولـى ، حيث أن أغلب هذه المساجد بُني باللبن ، وسقّف بجذوع النخل ، کمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة ^([1]) ، وبعضها – کما في وادي سوف – تغطيه قباب متقنة . ومن هذه الناحية ، فهي مساجد رائعة ، تُسَکّن النفس بهيئتها وبساطتها. ورغم أن عمارة المساجـد الصحراوية لم تکلّف الکثير من التفنن في البناء والزخرفة  ، إلاّ أنها مساجد رائعة بهيئتها وبساطتها  .  وهي الميزة الرئيسية للمساجد الصحراوية الجزائرية .
[1] أعطيت أهمية کبيرة للطراز المعماري في المساجد المغربية الأصيلة ( أنظر ) حسين مؤنس : المساجد ، عالم المعرفة ، الکويت 1981 ، ص ص 214 – 233