استقرار الجزائر في الفترة العثمانية بعد القرن 17م سياسيا واقتصاديا واجتماعيا أدّى إلى ظهور حرکة عمرانية ومعمارية نشطة داخل أسوار المدينة أي القصبة وخارجها أي منطقة الفحص.  بنيت في هذه الفترة وما بعدها مجموعة من القصور والمنازل الفخمة التي کانت ترجع إلى الحکام وحاشيتهم أو الخواص الأغنياء. کانوا يملکون قصورا داخل أسوار المدينة [1] ويمکثون فيها في فصل الشتاء، أما القصور المتواجدة في منطقة الفحص[2] . مخصصة لفصل الصيف حيث کانت هذه الأخيرة محاطة ببساتين وحدائق للراحة والاستجمام.  الجدير بالذکر هو أن کل هذه القصور والمنازل رغم التحويلات التي طرأت عليها أو الترميمات، لازالت تحافظ على عناصرها المعمارية التي ازدادت بها في الفترة العثمانية، ونخص بالذکر العناصر المعمارية الخشبية بمختلف أنواعها وأشکالها.  استعملت مادة الخشب منذ القدم في المباني، واستغل الإنسان من هذه الثروة الطبيعية کل ما تحتوي عليه من جذوع وأغصان لتلبية حاجاته. استعمل کوحدة أساسية لتدعيم المباني وهذا لما يحتوي عليه من خصائص ومميزات مثل امتداده وانکماشه ما بين الفصلين الشتاء والصيف وامتصاص الرطوبة وتقوية الجدران لمنع سقوطهم والتخفيف من حمولة مواد البناء المستعملة. (عند حصول الکوارث الطبيعية مثل الزلازل).  انتشرت الثروة الغابية بالجزائر في مناطق التل والهضاب العليا ومرتفعات الأطلس الصحراوي حيث کانت أنواع مختلفة من الأخشاب، نذکر البعض منها: -         البلوط الأخضر وبلوط الفلين والمران والعرعار مخصص للصناعات البحرية. -         الأرز، الصنوبر، البلوط، والعرعار، مخصص لهياکل البناء. -         البلوط، القسطل، الجوز، اللوز، الزيتون وغيرهم مخصص للنجارة الفنية. لکن استغلال هذه الثروة الطبيعية بوفرة في أواخر العهد العثماني في مجالات عديدة مثل يناء المساکن وصنع السفن والأثاث أدى إلى تقلص هذه الثروة الغابية.  تفرع الصناعة الخشبية إلى عدة مجالات أدى إلى ظهورها في ما يتعلق بالعناصر المعمارية، مثل الأبواب[3] والنوافذ, السقوف، القباب، السلالم، الدرابازين[4]، ومنها ذات الاستعمال اليومي مثل المرايا، الأسرة والصناديق بأحجامها المختلفة وغيرها من التحف.                                                                                                 
 [1]  - دار عزيزة ،قصر حسن باشا ، دار خداوج العمياء، دار الصوف ...الخ [2]  - جنان المفتي ، قصر مصطفى رايس ، جنان ، قصر [3]  صورة رقم 1 [4]  صورة رقم 2